مصادر عبرية: (إسرائيل) لم تنم ليلة انقلاب تركيا.. وتمنت التخلص من «أردوغان»

الأحد 17 يوليو 2016 12:07 م

كشفت مصادر عبرية، أن الحكومة الإسرائيلية، لم تنم ليلة السبت الماضي، لمتابعتها أحداث الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا، وتمنوا خلال هذه الليلة أن ينجح الانقلاب ويتم التخلص من الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».

وقال معلق الشؤون السياسية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية «أودي سيغل»، إن جميع أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن كانوا يتلقون تقارير متواصلة، حول تطورات الأوضاع في تركيا طوال ليلة السبت التي شهدت أحداث الانقلاب.

وأضاف أن سكرتير الحكومة الإسرائيلية ظل في حالة تواصل مع الوزراء رغم حلول السبت (يتوقف العمل لأسباب دينية)، من أجل بلورة موقف سياسي يخدم المصالح الإسرائيلية من محاولة الانقلاب، بحسب صحيفة «عربي 21».

ونوّه «سيغل» إلى أن رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» أصدر تعليماته للوزراء بعدم الإدلاء بأي تصريح قبل اتضاح الأمور، مستدركا بأنه يعلم شخصيا أن كل الوزراء «لم يناموا لحظة واحدة طوال الليل على أمل أن تسفر المحاولة الانقلابية عن التخلص من أردوغان».

ونقل «سيغل» عن أحد الوزراء قوله: «نحن لا نوهم أنفسنا، ونعي أن اتفاق المصالحة الأخير يخدم مصالح تركيا ومصالحنا بشكل مؤقت، ونحن متيقنون من أن أردوغان سيعود لمهاجمتنا وتحدينا عندما تتغير الظروف».

من جهته، قال «بن كاسبيت» المعلق في صحيفة «معاريف» وموقع «يسرائيل بالس»، إن «(إسرائيل) كلها حبست أنفاسها وتمنت نجاح المحاولة الانقلابية، الكل كان يتمنى أن يصحو يوما وقد وجد أردوغان حبيس أحد الزنازين».

وفي مقال نشرته صحيفة «معاريف» صباح اليوم، أضاف «كاسبيت»: «لقد عمت الصلوات كل أرجاء (إسرائيل) أن ينجح الانقلاب، فلا أحد يوهم نفسه بشأن مستقبل العلاقة مع تركيا طالما ظل أردوغان».

وفي السياق ذاته، قال «دان مرغليت»، وهو كبير المعلقين في صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من ديوان «نتنياهو»، إنه ظل يترقب طول الليل انتهاء المحاولة الانقلابية بالتخلص من أردوغان، مشيرا إلى أنه «لا يحمل إلا ذكريات مؤلمة عن أردوغان من أحداث سفينة مرمرة مطلع يونيو/ حزيران 2010».

من جانبه، أقر معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة العاشرة «ألون بن ديفيد»، أن الجميع في أوروبا والولايات المتحدة و(إسرائيل) «لا يطيقون أردوغان، لأنه يصر على أن يتم التعامل مع تركيا كند مكافئ، ويحرص على احترام بلاده واستقلال قرارها ولو بثمن الدخول في مواجهات مع القوى العظمى».

وفي تعليق بثته القناة الليلة الماضية، وتابعته قال «بن ديفيد»: «قادة الغرب و(إسرائيل) معنيون بأن تكون علاقتهم بتركيا أفضل مما هي عليه الآن، لكن حرص أردوغان المفرط على احترام تركيا يعرقل بناء علاقات ثابتة مع أنقرة».

في الوقت الذي قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، أن لا أحد في حكومة (إسرائيل) كان سيذرف دمعة لو أن «أردوغان» وجد نفسه فجر السبت في المعتقل، بدلا من الاحتفال مع مؤيديه في مطار إسطنبول بالقضاء على التمرد.

وأشارت الصحيفة، بحسب ما نشر موقع «الجزيرة نت»، إلى أن سبب تأخر صدور رد الفعل الإسرائيلي على الانقلاب الفاشل هو أن موظفي وزارة الخارجية قرروا عدم المسارعة في التعقيب، والانتظار إلى حين اتضاح الوضع، ورؤية كيف سيعقّب المجتمع الدولي على الأحداث.

ولفتت «هاآرتس» إلى أن «نتنياهو» كان يتلقى تقارير حول الأحداث في تركيا أولا بأول. 

من جهة أخرى، بدا الحنق ظاهرا من فشل الانقلاب كما عكست ذلك صياغة عناوين الأخبار والتقارير في الصحف والمواقع الإخبارية.

واختارت بعض الصحف عناوين من قبيل: «السلطان قادم» و«السلطان باق» و«انتصار أردوغان».

يشار إلى أنه في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، أعلن الطرفان الإسرائيلي والتركي التوصل إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، وقال «بن علي يلدريم»، إن تل أبيب نفذت كافة شروط بلاده لتطبيع العلاقات التي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة «مافي مرمرة».

وشملت هذه الشروط الاعتذار لتركيا وتقديم تعويضات للضحايا وتخفيف الحصار عن قطاع غزة.

ووفقا لما أعلنه «يلدريم»، ستدفع (إسرائيل) 20 مليون دولار، تعويضات لعائلات شهداء سفينة «مافي مرمرة»، وسيتم الإسراع في عمل اللازم من أجل تلبية احتياجات سكان قطاع غزة من الكهرباء والماء.

وستقوم تركيا في إطار التفاهم، بتأمين دخول المواد التي تستخدم لأغراض مدنية إلى قطاع غزة، من ضمنها المساعدات الإنسانية، والاستثمار في البنية التحتية في القطاع، وبناء مساكن لأهاليه، وتجهيز مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، الذي تبلغ سعته 200 سرير، وافتتاحه في أسرع وقت.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لـ«منظمة الكيان الموازي»، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب، وهو ما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل انقلاب تركيا وزراء نيتانياهو الحكومة الإسرائيلية

«ستراتفور»: كيف يمكن أن يؤثر انقلاب تركيا الفاشل على دورها الإقليمي؟

سجال بين مديري «العربية» و«الجزيرة» بسبب انقلاب تركيا: الإعلام يفرح أم لا؟

مستشار «خامنئي»: السبب الرئيسي لفشل انقلاب تركيا هو نزول الشعب للشارع

«كيري»: التلميحات عن تورطنا في انقلاب تركيا «كاذبة»

علماء ومفكرون وسياسيون وإعلاميون يغردون ضد انقلاب تركيا

ليلة العبور التركي

«أردوغان»: نحترم إرادة الشعب وسننظر في طلبه بإعادة عقوبة الإعدام

مسؤول تركي: تجنّب مصر اتخاذ موقف ضد الانقلاب الفاشل «أمر طبيعي»

خبير إسرائيلي: تأييد «أردوغان» سيرتفع في تركيا وقوته ستزداد بعد فشل الانقلاب

كيف أحبط العسكريون الشرفاء محاولة الانقلاب في تركيا؟

محللون إسرائيليون: «أردوغان» يقود انقلابا ثانيا لإعادة بناء تركيا جديدة على أسس دينية