كيف أحبط العسكريون الشرفاء محاولة الانقلاب في تركيا؟

الاثنين 18 يوليو 2016 01:07 ص

تفاصيل محاولة الانقلاب الفاشلة مساء الجمعة الماضية ما تزال تتكشف، بخاصة عوامل عدم النجاح التي تتضح تفاصيلها ساعة بعد أخرى، ومن جديد هذه العوامل امتناع عدد من العسكريين عن تزويد الطائرات المقاتلة التي قصفت العاصمة أنقرة بالوقود.

ونشرت وكالة «الأناضول» التركية اليوم الطرق التي أتخذها بعض العسكريين للتهرب من تمويل الطائرات بالوقود، ففيما حاول البعض الذرع بحجج واهية لمنع إقلاع الطائرات من الأساس، تعرض طيار للضرب من قبل الانقلابيين، بقاعدة «أقنجي» الجوية الرابعة، وعمد عدد آخر إلى الفرار نهائياً من القاعدة متهرباً من الأوامر.

وكان الانقلابيون اتخذوا من القاعدة «أقنجي» الجوية الرابعة مركزاً للانقلاب.

وقد تعمد الضباط الانقلابيون إفهام الجنود المختصين بتزويد الطائرات ..أنها ينبغي أن تكون على خير حال من العتاد والوقود لإنهم سيقومون بمهمة تقتضي «تحرّك هام يخصّ مستقبل البلاد»، وقام الطيارون الانقلابيون ومناصريهم بتجهيز الطائرات بجميع أنواع الأسلحة مستقدمين طيارين آخرين من خارج قاعدة «أقنجي».

وعقب إقلاع المقاتلات من «أقنجي»، رصدت الرادارات التركية حركة جوية غير طبيعية، وحاول القائمون على عمل الرادارات الاتصال بالمقاتلات وحضّهم على العودة إلى قواعدهم، غير أنّ طياري الانقلابيين لم ينصاعوا للأوامر.

أصرت القواعد الأرضية على معاودة إرسال الأوامر للطيارين لحملهم على العودة إلى قواعدهم، إلا أن أحد الطيارين أوضح للقواعد الأرضية أنهم يتلقون الأوامر من قيادة السرب في القاعدة الجوية الرابعة «أقنجي» حصريًا، في الوقت الذي امتنع فيه برج القاعدة المذكورة عن الإجابة على كافة النداءات.

وعلمت المصادر الأمنية أنّ الضابط «هاقان قره قوش»، صهر قائد القوات البرية السابق (أقين أوزتورك)، ترأس قيادة السرب رقم 141، باسم مستعار (قورت)، أثناء تنفيذ محاولة الانقلاب، فيما كان ضابط آخر ملقب بـ«أونجل» يشغل سابقاً منصب مدير مكتب «أوزتورك»، على رأس السرب 143.

وبالتزامن مع اتضاح معالم الانقلاب العسكري، تلقّى المشرفون على صيانة الطائرات في قاعدة «أقنجي»، معلومات من القيادة الجوية اللوجستية، حول عدم صحة ادعاءات الانقلابيين بخصوص «وجود تحرّك هام يخص مستقبل تركيا» وامتنعوا بعدها عن تزويد الطائرات بالذخائر والوقود، غير أنّ بعضهم تعرض للضرب والتهديد، ما دفعهم إلى ابتداع حجج مختلفة للتهرب من تنفيذ الأوامر.

ومع مضي الساعات ونفاذ وقود المقاتلات المنفذة لمحاولة الانقلاب بعد الطلعة الأولى، وهروب عدد من عمّال صيانة الطائرات من قاعدة «أقنجي»، أصدر ضباط موالون للانقلاب في قاعدة أضنة الجوية العاشرة، أمرًا لطائرتي تزويد بالوقود، بالتحليق لإمداد المقاتلات الأخرى بالوقود.

ولعرقلة إقلاع طائرات الانقلابيين من قاعدة «أقنجي» في أنقرة، انطلقت عدة مقاتلات من قاعدة «إسكي شهير» الجوية الأولى (بولاية إسكي شهير التي تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة)، وقصفت مدارج قاعدة «أقنجي»، كما توجهت مقاتلات اعتراضية أخرى إلى سماء العاصمة أنقرة، لإبعاد مقاتلات الانقلابيين ومنعهم من توجيه ضربات إلى المقرات والمؤسسات الحكومية فيها.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضية، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع «منظمة الكيان الموازي» التي يتزعمها «فتح الله غولن»، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وتصف السلطات التركية منظمة «فتح الله غولن» - المقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- بـ «الكيان الموازي»، وتتهمها بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش، والوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة مساء الجمعة الماضية.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

عسكر تركيا إحباط الانقلاب الجيش التركي محاولة الانقلاب التركي القوات الجوية أنقرة

خبير إسرائيلي: تأييد «أردوغان» سيرتفع في تركيا وقوته ستزداد بعد فشل الانقلاب

«بوتفليقة»: محاولة الانقلاب في تركيا كانت ستقوض السلم والاستقرار في المنطقة والعالم

معارض إماراتي يكشف فرح وشماتة مغردي الأمن في اللحظات الأولى لانقلاب تركيا

مصادر عبرية: (إسرائيل) لم تنم ليلة انقلاب تركيا.. وتمنت التخلص من «أردوغان»

ألمانيا: إعادة عقوبة الإعدام في تركيا تنهي محادثات انضمامها للاتحاد الأوروبي

الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها من جديد مع أمريكا

«روحاني»: استقرار تركيا بالغ الأهمية لإيران والمنطقة