قالت مصادر في قناة ahaber التركية إن مكالمة قائد الجيش الأول التركي «أوميت دوندار» للرئيس «رجب طيب أردوغان» خلال وجوده في مرمريس، وإعلانه الوقوف بجانبه هي اللحظة الفارقة في إفشال الانقلاب مبكرا.
ونقل الصحفي «أحمد يوسف» بـ«وكالة الأناضول» عن القناة، أن «دوندار» قام بالاتصال بـ«أردوغان» وقال له: «سيدي الرئيس أنت رئيسنا الشرعي، أنا تابع لك، لا تسافر لأنقرة، اذهب لإسطنبول وأنا سأقوم بتأمينك».
وأضافت القناة أن بعد ساعة من هذه المكالمة قامت فرق تابعة للانقلاب بالهجوم على الفندق الذي كان يقيم به «أردوغان»، حيث كان مستهدف اغتياله، وهذا هو النجاح الأساسي للانقلاب، إلا أن تحرك «أردوغان» السريع كان له دور في إفشال الانقلاب في وقت مبكر.
وكان الرئيس التركي قد توجه في الساعات الأولى من فجر أمس السبت، إلى مطار أتاتورك بإسطنبول حيث استقبلته حشود كبيرة من أنصاره.
وتعرضت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول في وقت متأخر أول أمس الجمعة، لمحاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لما تسمى «منظمة الكيان الموازي» التي يديرها «فتح الله كولن»، حاولت خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في أنقرة وإسطنبول.
في المقابل، خرجت احتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان ومديريات الأمن، مما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب، الأمر الذي ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.
وارتفع عدد ضحايا تلك المحاولة إلى 265 شخصا، بينهم 161 معارضا للانقلاب أغلبهم مدنيون، و104 من الانقلابيين، بينما تم اعتقال 2839 عسكريا، بينهم ذوو رتب رفيعة.
كما فصل المجلس الأعلى للقضاء في تركيا 2745 قاضيا وعزل 5 آخرين، بعد اجتماع استثنائي له اليوم السبت، في حين اعتقل 11 مدعيا عاما و10 أعضاء في محكمة الاستئناف، وصدرت مذكرات اعتقال بحق 140 آخرين، كما اعتقل بعض أعضاء المجلس الأعلى للقضاء المرتبطين بجماعة رجل الدن المعارض «فتح الله كولن».
وأعلن وزير العدل التركي، اليوم الأحد، أن عدد الذين تم اعتقالهم على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة بلغ 6 آلاف شخص.