قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن مساء يوم الجمعة الماضي الذي وقعت فيه محاولة الانقلاب الفاشلة شهد ساعات طويلة على زعماء المنطقة والعالم، بينما عاشت (إسرائيل) خيبة أمل قاسية عقب فشل الانقلاب.
وأوضح المحلل السياسي الإسرائيلي في الصحيفة «بن كاسبيت» أن (إسرائيل) شهدت العديد من الصلوات التي كانت تدعو لنجاح الجيش التركي في مسعاه ضد الرئيس «رجب طيب أردوغان» لكن ذلك لم ينجح وبقي الرئيس في مكانه ولم يتحرك بعيدا.
وأضاف «بن كاسبيت» -وهو وثيق الصلة بالدوائر الأمنية والسياسية في (إسرائيل)- أن أجهزة المخابرات العالمية بذلت قصارى جهدها لمحاولة توفير الإجابات عن الأسئلة التي طلبها زعماؤها عما يحصل في تركيا، ومن أبرزهم الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» والمصري «عبد الفتاح السيسي» والروسي «فلاديمير بوتين».
وقال إن فشل محاولة الانقلاب سيمنح «أردوغان» قوة إضافية داخل بلاده بعد أن نجح في تعميق نفوذه داخل الجيش التركي، وبات هذا الجيش بحاجة لمن يحميه، ويدافع عنه أمام إجراءات أردوغان».
وزعم أن تركيا في طريقها كي تصبح دكتاتورية رئاسية إسلامية بعد أن خاب تقدير الجنرالات الأتراك بأن ما قاموا به من إجراءات عسكرية ميدانية كافية لإنجاح الانقلاب، وفقا للطريقة التقليدية القديمة في الانقلابات.
وقال إن الزمن قد تغير بفضل الثورة العالمية الجديدة في وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي التي حولت كل متظاهر إلى محطة بث، وبات كل من يتحكم بهذه الأدوات التقنية قادرا على السيطرة على العالم.
من جهته، قال المحاضر الأكاديمي في تاريخ الشرق الأوسط بجامعة حيفا البروفيسور الإسرائيلي «إمتسيا برعام» إن محاولة الانقلاب قام بها من وصفهم بـ«أحفاد أتاتورك» مؤسس الدولة العلمانية الحديثة ضد ما اعتبرها عملية الأسلمة التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة.
وأضاف في مقال له بصحيفة معاريف أن الأنباء عن محاولة الانقلاب كانت مفاجئة، لأن الافتراض الذي ساد في تركيا هو أن «أردوغان» نجح في إخضاع الجيش، ولذلك كانت التوقعات أن الجيش لن يستطيع الانقلاب عليه مجددا، ومع ذلك فقد حصل الانقلاب، والسؤال: لماذا وكيف حصل؟
وأكد أنه رغم وجود اتهامات متزايدة عن مسؤولية المعارض التركي «فتح الله كولن» عن الانقلاب، لكن هذه الاحتمالية منخفضة نظرا لعدم تأثيره في صفوف الجيش، مما يزيد فرضية أن الانقلاب من تدبير وتخطيط الرتب العسكرية المتوسطة بالجيش.
وقال إن «أردوغان» نجح في استبدال الطبقة القيادية العليا بالمؤسسة العسكرية، لكنه لم يصل في مرحلة ما قبل الانقلاب إلى حالة من التطهير الكامل للجيش من التوجهات العلمانية من معجبي أتاتورك»، وهنا يبدو العدد كبير من هؤلاء الذين يرون في ما يقوم به أردوغان» من عملية أسلمة لتركيا خيانة لمبادئ أتاتورك».
واعتبر أن فشل المحاولة الانقلابية سيؤدي بالضرورة إلى أن يأخذ «أردوغان» مبادرات إضافية لتقوية موقعه السياسي، وتحويل النظام البرلماني الحاكم في أنقرة إلى نظام رئاسي على النمط السائد في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، مما يعطي صلاحيات واسعة للرئيس.