الطيار الذي قصف البرلمان التركي: صرت خائنا ولم أستطع النظر بعيون أطفالي

الجمعة 5 أغسطس 2016 12:08 م

قال العقيد الطيار «حسن حسني باليكتشي»، إنه لم يستطع النظر في عيون أبنائه ولا زوجته وأهل بيته، ليلة الـ15 من يوليو/ تموز بعد أن قصف مبنى البرلمان التركي، في إطار محاولة الانقلاب الفاشلة.

واعترف العقيد المذكور بقصف البرلمان، لافتًا إلى أنه تلقى الإحداثات، وقام بناء عليها بتوجيه قنبلة موجهة بأشعة الليزر، ما أدى إلى إحداث أضرار بمبنى البرلمان التركي.

وأوضح العقيد «باليكتشي» أنه كان قائداً للأسطول، وسرد في معرض إفادته أمام المحققين «في الـ13 يونيو/تموز 2016 أخبرني العميد «هاكان كاراكوش» صهر «آكين أوزتوركط» أنه قد تكون هنالك عملية في الأيام المقبلة، وفي يوم الانقلاب 15 يونيو/تموز وفي حوالي الساعة الخامسة عصراً طلب مني «هاكان كاراكوش» أن أحضر من منزلي إلى قاعدة آكنجي».

وأضاف «ذهبت إلى الأسطول رقم 143، وقابلت «أوزتشين»، وقال لي «ستكون العملية هذه الليلة» وأن المحاولة الأصلية ستكون عبر القوات البرية وأن القوات الجوية ستكون داعمة لها، مضيفًا «لم أكن أعرف المهمة التي سأوكل بها. وكان الحديث حول قوائم الأهداف في الخارج».

وقال العقيد «شعرت بالخوف وترددت كثيرًا، وعندما نظرت إلى قائمة الأهداف التي أحضرها العميد أحمد أوزتشين كان هناك العديد من الأماكن التي تم تحديدها كأهداف في مستشارية منظمة الاستخبارات الوطنية، والمكان الثاني لمنظمة الاستخبارات الوطنية، وعمليات الشرطة الخاصة، ثم بدأ بعد ذلك بتحديد من سيقومون بهذه المهمات، حيث كان في كل طائرة عدّة رموز أسد-1 أسد-2 أسد-3».

ومضى الطيار يقول في معرض سرده لتفاصيل ليلة محاولة الانقلاب « كنت أنا في الطائرة الرابعة التي ستقلع من المدرج، وكان معي في نفس الطائرة النقيب صلاح الدين يورولماز، وقمنا بالتحليق برمز أسد-3».

وأضاف مدعيًا «بعد الإقلاع قمت بتخريب حاسوب الطائرة وأصبحت الطائرة غير صالحة لتنفيذ المهمة، وانتظرت في الجو جنوب القاعدة آكنجي. وقلت للأسطول 141 أن الطائرة معطلة، وعندما تناقص الوقود هبطت في القاعدة آكنجي».

وأشار العقيد إلى أنه وبعد حوالي 2-3 ساعات دعاه النقيبان أحمد توسون وميتيه كايغوسوز من أجل بدء عملية جديدة، «ركبت طيارة إف 16 أخرى، وصعد معي في الطيارة النقيب أوغور أوزون أوغلو كطيار، وانتظرنا المهمة 20 دقيقة بعد الإقلاع».

وأوضح «من على الأرض قام النقيب أحمد توسون بإعطاء إحداثيات الطول والعرض للمكان، وعندما قام الطيار الثاني النقيب أوغور أوزون أوغلو بإدخال إحداثيات الطول والعرض أشار إلى أن الهدف هو الحديقة المقابلة للبرلمان، وتأكد من مطابقة المكان من أحمد توسون الموجود في الأسطول 141، ثم قمت بإطلاق القنبلة الموجهة ليزرية».

وزعم الطيّار إلى أنه حلّق خلال تلك الليلة مرّتين بشكل منخفض لمدة 45 دقيقة، وقال «لا أعرف من قام برمي القنبلة على مديرية الأمن في أنقرة، ولا أعرف إذا ما كنت القنبلة الثانية قد أطلقت من قنبلتنا على البرلمان أم لا، ثم تم قصف المدرج في آكنجي حتى لا تتمكن طائرات الهيليكوبتر من الإقلاع». وأشار إلى أنّه أنهى مهمته، ثمّ أقفل عائدًا إلى منزله.

 وأعرب العقيد عن شديد ندمه لما اقترفته يداه، « أشعر بالندم جداً بعد كل هذه الحوادث، أنا مدرك أنني أصبحت خائناً للوطن في ليلة واحدة».

وقال إن «الطيارين الذين قاموا بالطيران في قاعدة آكنجي وأن العميد أحمد أوزتشين من جماعة فتح الله كولن» مشيرًا إلى أنّ قائد قاعدة آكنجي العميد أحمد أزتشين عضو جماعة غولن الإرهابية أيضًا».

وكشف أن زوجته أخذت أغراضها صباح اليوم التالي للمحاولة الانقلابية، « ثم أخذت أغراضها والأبناء، وذهبت إلى قونيا، ولحقت بها، حيث مكثت وحدي في الطابق الثاني الثاني من المنزل، ولم أخبرهم أنني قصفت البرلمان، ولم أستطع النظر في وجوههم».

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/ يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن»، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

المصدر | الخليج الجديد+ TRT

  كلمات مفتاحية

انقلاب تركيا البرلمان التركي قصف البرلمان التركي

«الإندبندنت»: فشل انقلاب تركيا أنقذ المنطقة من تداعيات كارثية

«معاريف»: خيبة أمل قاسية في (إسرائيل) عقب فشل انقلاب تركيا

تفاصيل ليلة صمود البرلمان التركي ورجاله في وجه نيران الانقلابيين

«ستراتفور»: كيف يمكن أن يؤثر انقلاب تركيا الفاشل على دورها الإقليمي؟

«فتح الله كولن» مهندس انقلاب تركيا الفاشل