«الإندبندنت»: فشل انقلاب تركيا أنقذ المنطقة من تداعيات كارثية

السبت 23 يوليو 2016 11:07 ص

قال تحليل نشره «فواز جرجس» بروفيسور العلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد، في صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن فشل انقلاب تركيا عصم تركيا والمنطقة من مخاطر مدمرة، لأنه كان سيقدم تركيا علي طبق من ذهب لمتطرفي تنظيم الدولة، ويغرق المنطقة في دمار كبير.

ونوه المقال إلى أن عودة الجيش إلى التدخل في السياسة التركية كان سيصبح، أيضا، معزوفة موسيقية تطرب آذان الحكام العرب في دول مثل سوريا ومصر، وكذا الحكومات المعادية للإسلاميين في المنطقة وخارجها.

ونوه المقال أن نجاح الانقلاب كان يعني تعليق الجيش للعملية الديمقراطية في تركيا، واضطهاد «أردوغان» وحلفائه بشكل وحشي، وإغراق البلاد في حرب أهلية.

وأشار إلى أن هناك توترات تاريخية عميقة موجودة بين الجيش التركي الذي يعتبر نفسه حارسا للدولة العلمانية، و«أردوغان»، الذي ينتمي للإسلام المعتدل، مع حزبه العدالة والتنمية، وأن نجاح الانقلاب كان يهدد بتصاعد الأمر إلى حرب شاملة.

وأضاف أن الدولة الإسلامية والقاعدة كانتا ستجدان أرضا خصبة في منطقة صراع جديدة للتمدد فيها، لو نجح الانقلاب، الذي كان سيوفر لهما أجواء من عدم الاستقرار السياسي في تركيا، ما سيعد هبة من السماء بالنسبة إلى هذه التنظيمات.

وقال الكاتب: «لو نجحت محاولة الانقلاب العسكري ضد حكومة أردوغان، لوقعت تداعيات زلزالية في تركيا والشرق الأوسط والبنية الأمنية الغربية، وخاصة حلف شمال الأطلسي».

مساندة المعارضة

وأشار المقال إلى أنه «حتى المعارضين المتشددين لرجب طيب أردوغان، بما في ذلك العلمانيين والأكراد، عارضوا بشدة الانقلاب، خوفا من الاضطرابات وعدم الاستقرار التي سوف تعم الداخل والمنطقة، خصوصا أن الشعب التركي لديه ذكريات سيئة عن أربعة تدخلات عسكرية سابقة أعوام 1960، 1971، 1980، و1997، وكيف فرضت عبئا ثقيلا على الدولة والمجتمع».

وأشار المقال أيضا إلى أن فشل الانقلاب أنقذ المعارضة السورية من مصير سيئ، إذ أن سقوط «أردوغان» كان سيعني أيضا تحطيم المعارضة السورية التي تعتمد على تركيا في توفير السلاح والمال، وكان سيسعد «بشار الأسد» لو أطاح العسكر بخصمه اللدود «أردوغا»ن.

وعلى الرغم من أن الحكومة «أردوغان» انضمت في وقت متأخر قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في سوريا، إلا أن دور تركيا يظل حيويا بسبب قربها من مسرح العمليات، بحسب اعتراف المسؤولين الأميركيين.

يرى المقال أن نجاح الانقلاب التركي كان من المحتمل أن يعرقل مشاركة تركيا في ضد تنظيم الدولة، فضلا عن أن 2.7 مليون لاجئ سوري في تركيا كانوا سيصبحون أول ضحايا الانقلاب، وقد يرسلهم الجنرالات إلى ديارهم.

ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة كانت ستجد صعوبة أيضا في التعاون مع النظام العسكري الجديد الذي أطاح بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا، وقد يتم تعليق عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي، وهو القرار الذي يحمل تداعيات استراتيجية على أمن الحلف الغربي.

ولكل هذه الأسباب، وضعت المعارضة في تركيا جانبا خلافاتها السياسية الشرسة مع «أردوغان» ودعمت بشكل كامل المؤسسات الديمقراطية في البلاد.

حافز للمصالحة الوطنية

ويعتقد الكاتب أن وقوف المعارضة إلى جانب الحكومة ضد محاولة الانقلاب يمكن أن يمثل حافزا للمصالحة الوطنية وأن يضع حدا لتآكل الديمقراطية، بعدما أظهر أعداء «أردوغان» السياسيين من التيارات العلمانية والكردية الشجاعة الأخلاقية والمسؤولية المدنية والالتزام بسيادة القانون برفضهم الانقلاب.

ويتخوف الكاتب من أن يستخلص «أردوغان» الدروس الخاطئة مما جري، لأنه يري الانقلاب «هبة من الله» تدفع إلى «تطهير الجيش»، بل وشرع في «تطهير جميع مؤسسات الدولة» من أولئك الذين لا يدينون بالولاء له، واعتقال قرابة 10 آلاف وأبعد معلمين وصحفيين وجامعيين وقضاة.

ويختم التقرير بالقول: «لو كان الانقلاب قد نجح، لانحدرت تركيا إلى حقبة طويلة من الفوضى، وتآكلت الديمقراطية في البلاد».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان انقلاب تركيا المعارضة السورية

فشل الانقلاب: الطبقة الوسطى المتدينة ترسم مستقبل تركيا على حساب النخبة الكمالية

«فورين أفيرز»: لماذا فشل الانقلاب العسكري في تركيا ونجح في مصر؟

«واشنطن بوست»: لماذا فشل الانقلاب الأخير في تركيا؟

تركيا تغلق آلاف المؤسسات التابعة لـ«كولن» وتفرج عن 1200 عسكري

«أردوغان» يشكر «توران» لاعب «برشلونة» على تصريحاته ضد الانقلاب الفاشل

«شريفة» و«سما».. تركيتان وقفتا أمام الدبابات بقيادة شاحنة ركاب

«بي بي سي» تفشل في استضافة أتراك يدعمون الانقلاب

تركيا تعتزم حل الحرس الرئاسي وتحقق في وجود ضعف استخباراتي من عدمه

توقيف 40 مشتبها بقيادة «الأكاديميات الحربية» في اسطنبول

مسؤول تركي: «حالة الطوارئ» لن تؤثر على الاستثمارات السعودية أو الخليجية

قائد الدرك التركي السابق: عاملني الانقلابيون بسوء فاق تعامل العدو مع أسراه

الدروس المستفادة من العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بعد انقلاب عام 1960

محادثة الانقلابيين في تركيا على واتس آب: «اسحقوهم .. احرقوهم .. لا مجال للتراجع»

رئيس «الشعب الجمهوري» التركي: إبعاد المتورطين في محاولة الانقلاب من الجيش «طبيعي»

وزير السياحة التركي: نعتزم تطوير العلاقات مع الدول العربية

«أردوغان»: من نصبوا فخ الانقلاب لتركيا وقعوا فيه ونجحنا في إحباط مخططهم خلال 20 ساعة

مدارس وجمعيات «الكيان الموازي» في ألمانيا تثير قلق السلطات بغموضها

وزير تركي: محاولة الانقلاب الفاشلة كلفتنا 100 مليار دولار

‏«أردوغان»: إذا أشفقنا على منفذي الانقلاب فسنجد أنفسنا في موضع الإشفاق

رئيس أركان تركي سابق: السي آي أيه تقف أيضا وراء محاولة الانقلاب الفاشلة

الطيار الذي قصف البرلمان التركي: صرت خائنا ولم أستطع النظر بعيون أطفالي

«أردوغان» يشكر الشعب والمعارضة ويؤكد: سنعاقب كل من دعم الانقلاب في اللحظة المناسبة

أرملة ضابط تركي مناهض للانقلاب تروي مآثره

«ظريف» إلى تركيا الجمعة لبحث العلاقات الثنائية والمشاكل الإقليمية

رئيس البرلمان التركي: طوينا صفحة الانقلابات بشكل كامل

استقبال تركي باهت لـ«جو بايدن» في أنقرة

كيف يمكن أن يجلب فشل الانقلاب في تركيا السلام إلى كل من سوريا واليمن؟