استقبال تركي باهت لـ«جو بايدن» في أنقرة

الأربعاء 24 أغسطس 2016 08:08 ص

خلا استقبال «جو بايدن» نائب الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» في أنقرة من أي حفاوة أو حضور لأي مسؤول تركي رفيع، في خطوة تعبر عن مدى البرود الذي تعيشه العلاقة بين البلدين، ورداً على ما يبدو على عدم استقبال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» من قبل أي مسؤول أمريكي في زيارته الأخيرة لواشنطن.

«بايدن» الذي وصل إلى مطار أنقرة، صباح الأربعاء، استقبله إلى جانب السفير الأمريكي في تركيا نائب والي العاصمة التركية في خطوة غير معتادة في استقبال شخصيات سياسية بهذا المستوى، حيث سبق أن استقبل رئيس الوزراء التركي بايدن في زياراته السابقة لأنقرة، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء.

الاستقبال التركي الباهت، للمسؤول الأمريكي رفيع المستوى، يعكس بحسب مراقبين، حالة التوتر في العلاقات بين البلدين، الذي تسبب به تأخر استنكار البيت الأبيض لمحاولة الانقلاب الأخيرة التي شهدتها تركيا، منتصف الشهر الماضي، والمماطلة في تسليم واشنطن للمتهم الأول في هذه المحاولة «فتح الله كولن».

ونظمت مجموعة من الأتراك مظاهرة احتجاجية الأربعاء في الشوارع المؤدية إلى قصر جانقايا (مقر رئاسة الوزراء التركي) بالعاصمة أنقرة، للتنديد بزيارة نائب الرئيس الأمريكي للبلاد.

واجتمع المتظاهرون، في شارع جِنه المؤدي إلى مقر رئاسة الوزراء، أثناء مرور موكب «بايدن»، ورددوا هتافات منددة بالزيارة.

ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها عدة شعارات منها «ماذا كنت بفاعل لو قُصف مبنى مجلس الشيوخ الأمريكي؟».

وسلطت وسائل الإعلام التركية، الضوء على أسباب الزيارة وتوقيتها، فذكرت أنها تأتي في إطار التشاور الذي تجريه السلطات التركية مع نظيرتها الأميركية لبحث تسليم «كولن» المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الأخيرة من خلال عناصر جماعته المنتشرين داخل صنع القرار في المؤسسة العسكرية التركية.

وكان «بايدن» نشر خبر زيارته لأنقرة، عبر حسابه الخاص على «تويتر»، مشيراً إلى أنها «تهدف للتعبير عن التضامن مع الشعب التركي وقيادته بعد الهجمات الإرهابية ومحاولة الانقلاب الفاشلة».

وقال «بايدن»، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدرم» في أنقرة، إن «الولايات المتحدة ليس لديها أي سبب يدفعها لحماية المعارض التركي فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة».

وأضاف: «أتفهم الشعور التركي تجاه كولن، ونتعاون مع السلطات التركية، وخبراؤنا يعملون الآن مع نظرائهم الأتراك من أجل إعداد تقييم وأدلة يجب تقديمها للحكومة الأميركية لتلبية المتطلبات القانونية، واحترام اتفاقية تسليم المطلوبين من أجل تسليم كولن».

وأكد نائب الرئيس الأمريكي، أن «واشنطن ليس لديها أي مصلحة في حماية أي شخص قد يكون ألحق أي ضرر بأي حليف من حلفائنا، لكننا نحتاج أن نحترم المعايير القانونية وفق القانون الأمريكي».

وقال إنه لا يمكن لأي رئيس أميركي القيام بتسليم أي شخص مطلوب، مشيرا إلى أن «المحاكم الأميركية فقط هي التي تمتلك هذه السلطة».

من جهته، أكد «يلدرم» على عمق العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، وقال: «ما مررنا به لن نسمح له بأن يضر بهذه العلاقات».

وأضاف: «هناك شخص متأكدون من أنه رأس المنظمة التي قادت هذه المحاولة الانقلابية، وهناك اتفاقيات بين بلدينا لإعادة الجناة والمجرمين، فنحن نريد منكم أن تأتوا بتصريحات صادقة وصحيحة فيما يتعلق بإرجاع هذا الرجل».

وشدد رئيس الوزراء التركي، على ضرورة تسليم «كولن»، بأقرب وقت ومحاكمته أمام القضاء التركي وعلى الأرض التركية.

واختتم بايدن زيارته بلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي، بعيدًا عن وسائل الإعلام، إلا أنه سمح للصحافيين بالتقاط الصور في بداية اللقاء، قبل أن يغادر بايدن تركيا، مساء أمس.

ويعد «بايدن»، أول مسؤول أمريكي يصل تركيا، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي عاشتها تركيا في 15 يوليو/تموز الماضي.

كما تأتي زيارة «بايدن» بعد إعلان أنقرة بدء حملة عسكرية في مدينة جرابلس داخل حدودها مع سوريا، لتطهيرها من خلايا تنظيم «الدولة الإسلامية»، حسبما أعلن بيان القوات التركية المسلحة.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/ تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة «فتح الله كولن»، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة «فتح الله كولن» قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

ويقيم «كولن» في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.

 

  كلمات مفتاحية

جو بايدن أنقرة تركيا استقبال غزوان مصري انقلاب

«البيت الأبيض»: زيارة «بايدن» إلى تركيا تأكيد لدعم واشنطن للحكومة الديمقراطية

«يلدريم»:«جو بايدن» يزور تركيا الأسبوع المقبل

«الإندبندنت»: فشل انقلاب تركيا أنقذ المنطقة من تداعيات كارثية

«كيري»: التلميحات عن تورطنا في انقلاب تركيا «كاذبة»

«فتح الله كولن» مهندس انقلاب تركيا الفاشل

«بايدن» يعتذر عن تأخر زيارته لتركيا ويبدي أسفه لوجود «كولن» في الولايات المتحدة