انتقد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» الذين يعربون عن «قلقهم من محاسبته الانقلابيين»، معربا في الوقت نفسه عن أسفه لدعم الغرب للإرهاب، بحد قوله.

وقال «أردوغان»، خلال كلمة في مؤتمر للمستثمرين الدوليين، الثلاثاء، بالعاصمة أنقرة،:«إذا أشفقنا على هؤلاء القتلة منفذي الانقلاب، فسنجد أنفسنا في موضع الإشفاق».

وأضاف أنه سيتم إعادة هيكلة شبكة الاستخبارات على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في البلاد وتسببت في مقتل 290 شخصا.

من جهة أخرى، ذكر الرئيس التركي أنه تم عزل 62 ألف موظف حكومي في حركة التطهير الأخيرة، منوها إلى أن جزءا منهم سيعود للعمل مرة أخرى عقب انتهاء التحقيقات.

كما شدد «أردوغان»، أنه سيتم إغلاق هيئة الاتصالات التركية لأنها إحدى المؤسسات التي يتغلغل بها أنصار جماعة «فتح الله كولن المسؤولة عن محاولة الانقلاب الفاشلة.

وردا على اتهامات منظمة العفو الدولية بتعذيب الانقلابيين، قال «أردوغان»: «منظمة العفو الدولية تتحدث عن قيامنا بعمليات تعذيب (للانقلابيين)، ربما خلال ذروة الأحداث والقلاقل، تعرضوا لبعض الركلات والصفعات فقط ليس إلا، فلو لم يحصل ذلك، لكانوا قتلوا شرطتنا. ألا يحق للشرطي الدفاع عن نفسه، أم أنه سيقول لهم تعالوا اقتلوني؟».

واعتبر أن فرض حالة الطوارئ يتوافق مع إجراءات الاتحاد الأوروبي، وقال «لم ولن يتم التدخل بأي شكل في عمل الاقتصاد استنادا إلى حالة الطوارئ. إن تطبيقها في بلادنا يتوافق تماما مع معايير الاتحاد الأوروبي».

ولفت إلى أن الاتحاد لم يقدم لتركيا مبلغ  3 مليارات دولار المتفق عليه بين الطرفين، في مقابل احتفاظ تركيا باللاجئين على أراضيها.

وأكد الرئيس التركي أن بلاده التزمت باتفاق اللاجئين واستقبلت 3 ملايين لاجئ، مشيرا إلى أنه سيتم منح الجنسية التركية للاجئين السوريين من أصحاب الكفاءات.

ومضى قائلا: للأسف، بعض الدول الأوروبية تضع إعلانات في مطاراتها من قبيل "لا تذهبوا إلى تركيا، ذهابكم إلى تركيا يعزز قوة أردوغان، ما هذه الديمقراطية؟ أنا لست رئيسا تولى منصبه بانقلاب عسكري، وإنما أنا رئيس جمهورية منتخب بأصوات 52% من الشعب».   

واتهم «أردوغان» الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف خلف «فتح الله كولن»، حيث قال إن «موارد تنظيم كولن تأتي من أمريكا».

وتابع «لم نطالب أمريكا بأدلة على الأسماء التي طلبت منا تسليمها لهم، لكنهم يطالبون بتسليم أدلة على كولن، أي نوع من التحالف هذا؟»

وأعرب «أردوغان» عن أسفه لدعم الغرب للإرهاب، قائلا «بكل أسف فإن الغرب يدعم الإرهاب ويقف إلى جانب الانقلابات».

وأضاف «علي أن أقول بصراحة إننا لم نلقَ الدعم المنتظر من أصدقائنا خلال المحاولة الانقلابية وبعدها».

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة 15 يوليو/ تموز الماضي، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث طوق المواطنون مباني البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.

وإثر المحاولة الانقلابية تم تسريح واعتقال الآلاف من العسكرييين والموظفين بالقطاع العام لتورطهم في الانقلاب.