قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إنه يمكن دمج أجهزة المخابرات الموجودة بالدولة تحت سقف مؤسسة واحدة، مشيرا إلى أن قدم إليه مشروع يتعلق بهذا الموضوع ويعمل على دراسته.
جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة «تي آر تي» التركية الرسمية، أمس الخميس، تناول فيها العديد من الأمور المتعلقة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، بحسب صحف محلية تركية والوكالة الرسمية للدولة.
ورفض «أردوغان» إضعاف جهاز الاستخبارات عبر قيام البعض بتوجيه انتقادات لاذعة بشكل متواصل للجهاز، عبر برامج القنوات التلفزيونية.
وأوضح أنه أقر منذ البداية بوجود ضعفٍ استخباراتي، وأن هذا الضعف يوجد في العديد من أجهزة الاستخبارات حول العالم، فلولا وجود ثغرات استخبارية لما وقعت هجمات إرهابية في الولايات المتحدة، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وغيرها.
وأضاف في هذا الصدد: «يمكننا أن نقوم بتنسيق الجهد الاستخباراتي تحت مظلة واحدة، ولقد قدموا (الحكومة) لي اليوم (الخميس) مشروعاً بهذا الخصوص، وسنقوم بإجراء تقييم ودراسة الموضوع مع السيد رئيس الوزراء (بن علي يلدريم) ».
يشار إلى أن العديد وجهوا انتقادات للاستخبارات التركية مؤخرا، لعدم قدرتها على معرفة المحاولة الانقلابية الفاشلة وكشفها قبل البدء فيها.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة «فتح الله كولن» الإرهابية - «كولن» يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.