قائد الدرك التركي السابق: عاملني الانقلابيون بسوء فاق تعامل العدو مع أسراه

الثلاثاء 26 يوليو 2016 06:07 ص

قال القائد العام السابق لقوات الدرك التركية «غالب مندي»، إن المعاملة السيئة التي تعرض لها من قبل الانقلابيين ما كان ليتعرض لها «لو وقع بالأسر لدى الأعداء».

جاء ذلك في إفادة أدلى بها مندي، الإثنين، أمام النيابة العامة بالعاصمة أنقرة، بصفته «ضحية» للانقلاب الفاشل الذي نفذته منظمة الكيان الموازي «فتح الله كولن» ، يوم 15 تموز/ يوليو الجاري.

وأشار «مندي»، أنه أقتيد جبرًا مساء 15 تموز/ يوليو الجاري، إلى قاعدة «أقنجي» القريبة من العاصمة أنقرة، على يد الضابط المساعد له «مراد يلماز»، وقائد الدرك في ولاية قونية العميد «تيمورجان أرميش».

وأضاف: «اقتادوني إلى قاعدة أقنجي بسيارة عسكرية، كان أرميش يوجه سلاحه نحوي طيلة الطريق، التفتُ إلى يلماز وقلت له تبًا لكم، أنت تعمل معي منذ 8 سنوات، أنت أيضًا تنتمي لهذه العصابة، إذا كنتم تريدون قتلي أطلقوا النار علي فورًا، وظللت أردد تلك الجملة باستمرار وبصوت عالٍ حتى مدخل القاعدة».

وزاد  «في أقنجي جاء أحد الضباط وهو برتبة رائد، وقال لي بعد أن ذكر اسم منظمة لم أعد أذكرها الآن، إني اعتقلك باسم المنظمة كذا وكذا، فقلت له غاضبًا، أنا ضابط منذ 46 سنة، قضيت تلك السنوات أحارب ضد منظمة بي كا كا الإرهابية ثم تنظيم داعش الإرهابي لأحميك، بالله عليك أي سلطة تلك التي تخولك اعتقالي»، بحسب تعبيره.

وتابع «مندي» «وضعوا بعد ذلك الأصفاد البلاستيكية على معصمي، بحركات تنم عن كراهية وحقد لا يصدق، قلت لهم وقتها، ما كان لي أن أتعرض لهذا القدر من المعاملة السيئة لو وقعت بالأسر لدى الأعداء، وما أن أنهيت تلك الجملة، إلا ووجدت جنديين وقد أمسكا بذراعي»، مشددًا أنه حاول المقاومة وتحذيرهم من مغبة ما يقومون به، إلا أن عناصر المنظمة ا وضعوا على عينيه غطاءً أسودًا، ثم وضعوا لصقًا على فمه كي لا يتكلم.

ومضى قائلًا: «لم نشعر بأي شيء قبل تاريخ وساعة هذه الأحداث (محاولة الانقلاب)، لكنني عقب الأحداث، علمت أن العقيد الركن أركان أوكتم، كان قد أخذ مفاتيح الغرف المحتمل تفتيشها في المقر، يوم الجمعة، وتحديدًا قبل محاولة الانقلاب بساعة أو ساعتين، وعدا ذلك، كان كل شيء يبدو طبيعيًا».

وعن تمكنهم من مغادرة القاعدة قال «مندي»: «لم تكن أرجلنا مقيدة، كنا نحاول النظر إلى الخارج من خلال فتحة الباب، وأخيرًا ظهر الضابط صف إبراهيم المكلف بحراسة الباب، وقال لنا بانفعال سيدي لقد سمعتهم يقولون إنهم سيطلقون النار عليكم، يجب علينا ترك هذا المكان على الفور وبسرعة».

وأضاف: «ركضت بسرعة باتجاه السيارة، وصعد إبراهيم مكان السائق، وقال خلال قيادته للسيارة، سيدي يجب أن نبتعد من هنا، ثم اتصل بأحد مرافقي، وقال له أنقذت اللواء وتحركنا إلى خارج القاعدة».

وأشار إلى توقيف عناصر الشرطة للسيارة، وعقب التعرف إلى هويتهم (مندي ومن معه)، توجهوا إلى مديرية أمن كوزان (تابعة لأنقرة)، برفقة ضابط وعنصر شرطة، لافتا إلى توجههم من هناك إلى مقر الأركان العامة عقب معرفتهم بوجود رئيس الأركان هناك.

وأفادت مصادر عسكرية تركية، لوكالة ا«لأناضول»، الثلاثاء الماضي، بتعيين الفريق «إبراهيم يشار» قائدًا عامًا لقوات الدرك التركية بالوكالة، نيابة عن الفريق أول «غالب مندي»، الذي تعرض لوعكة صحية.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، مساء الجمعة (15يوليو/تموز)، محاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة «الكيان الموازي» حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

  كلمات مفتاحية

انقلاب تركيا تركيا قائد الدرك التركي كولن

«جاويش أوغلو»: ‏العلاقات مع أمريكا ستتأثر إذا لم تسلم «فتح الله كولن»

برلماني مصري يطالب حكومته باستضافة «كولن» ومنحه اللجوء السياسي

«ميدل إيست آي»: لماذا بدا الغرب راغبا في نجاح انقلاب تركيا؟

«الإندبندنت»: فشل انقلاب تركيا أنقذ المنطقة من تداعيات كارثية

تركيا تقرر إلحاق قوات الدرك وخفر السواحل بوزارة الداخلية في أول خطوات هيكلة الجيش

الإمارات تسلم أنقرة قائدين عسكريين تركيين بعد هروبهما إلى دبي

فصل ألف و684 عسكري من القوات المسلحة التركية بينهم جنرالات وأميرلات

تركيا .. إلغاء المدارس والمعاهد العسكرية وإلحاق قادة الأسلحة بوزير الدفاع وفصل 1389 عسكريا