قدم برلماني مصري، أمس الأحد، بيانا عاجلا في البرلمان المصري، يطالب فيه الحكومة بمنح اللجوء السياسي لـ«فتح الله كولن» المتهم الأول بتدبير انقلاب تركيا الفاشل،.
وأكد النائب «عماد مروس» أن طلبه ذلك ردا على استضافة تركيا لمعارضين مصريين، وفقا لـ«رويترز».
وقال النائب «عماد محروس»: «تصرفت بالعاطفة المصرية والوطنية المصرية، تركيا تؤوي عناصر الجماعة المحظورة كلها، واستخدمتها في إطلاق الاتهامات على مصر وإثارة الفوضى في مصر».
وأضاف «المعاملة يجب أن تكون بالمثل، فتح الله كولن من المعارضين الأقوياء للنظام التركي ولا مانع من أن نمنحه حق اللجوء السياسي».
يشار إلى أن عناوين عدد من الصحف المصرية وتغريدات إعلاميين مصريين، تضمنت احتفاء بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا وشماتة استباقية بالرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، ما تسبب في سخرية واسعة في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع بداية توارد أخبار بدء المحاولة الانقلابية في إثر سيطرة المجموعات العسكرية على مطار أتاتورك في إسطنبول ومبنى الإذاعة والتلفزيون (قبل تحريرهما)، أظهر إعلاميون مصريون في قنوات مختلفة حالة من البهجة والاحتفاء مصحوبة بثقة كبيرة في نجاح هذه التحركات والقضاء على «أردوغان» وحزب العدالة والتنمية.
وكان من آثار هذا التسرع ظهور صحف محلية صباح السبت التالي ليوم الانقلاب الجمعة 15 يوليو/تموز، بعناوين حملت تبشيرا بسيطرة الجيش التركي على الحكم في تركيا وإطاحته بـ«أردوغان»، في الوقت الذي أصبحت فيه صورة فشل هذه المحاولة أكثر وضوحا واستقرارا، وهو ما استدعى حالة واسعة من السخرية والاستهجان لدى نشطاء ومتابعين.
الحرج الذي وقع فيه الإعلام المصري نتيجة سرعة فشل المحاولة الانقلابية دفع «أسامة كمال» أحد أبرز رموزه في فضائية «القاهرة والناس»، إلى اعتبار الحدث «تمثيلية أراد بها أردوغان كسب تعاطف من أجل تحقيق السيطرة المطلقة على شعبه، ورفع شعبيته التي انهارت في الفترة الأخيرة من جديد».
في الوقت الذي قال الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية «أحمد موسى»، في برنامجه على فضائية «صدى البلد»، إن «ما حدث هو إهانة للجيش التركي، وهو أمر لن يقبله الجيش في المستقبل».
وكان «أردوغان» قد تطرق خلال مقابلة مع فضائية الجزيرة الأربعاء الماضي إلى الحديث عن سوريا ومصر، وقال : «البلدان يتشوقان للديمقراطية، وينتظران الوقت الذي تحلّ فيه إرادة الشعب»
وفي حديثه عن مصر وما جرى فيها من انقلاب عسكري، قال «أردوغان» إن «السيسي انقلابي مثل الانقلابيين عندنا وقام بقتل آلاف الناس وليس له صلة بالديمقراطية».
وأحبطت مصر السبت قبل الماضي، مشروع بيان أعدته الولايات المتحدة، يدين محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء الجمعة الماضي.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة 15 يوليو/تموز، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ«منظمة الكيان الموازي»، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت تلك المحاولة باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث طوق المواطنون مباني البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب وبالتالي المساهمة في إفشال المحاولة الانقلابية.