قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الأربعاء، إن الضالعين في محاولة الانقلاب الفاشلة كانوا قلة داخل الجيش.
وأكد في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية أن عددهم (المشاركين من داخل الجيش) لم يتضح على نحو دقيق، والمنظمة الإرهابية كانت تسعى لسيطرة أقلية على الأغلبية.
وروى «أردوغان» تفاصيل ليلة الانقلاب قائلا، «كنت يوم الجمعة بمنتجع مرمريس ووصلني خبر محاولة الانقلاب، وكان لدي إصرار على طمأنة الشعب التركي»، مؤكدا «تلقيت الخبر الأول عن الانقلاب من صهري، وفور علمي انتقلت من مرمريس إلى دالامان ومن ثم إلى إسطنبول، واستجاب الشعب فورا عندما طالبته بالنزول إلى الشارع للدفاع عن الديمقراطية».
وتابع «تحدثت مع رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية لبحث سبل مواجهة محاولة الانقلاب، (....) وربما كان هنالك ثغرة في جهاز المخابرات أدت إلى تسلل منظمة فتح الله كولن الإرهابية».
وشدد على أن «منظمة كولن الإرهابية هي التي قامت بمحاولة الانقلاب»، موضحا أن «جهازا المخابرات والقضاء قدما أدلة على طبيعة منظمة كولن الإرهابية».
وأشار إلى أن « استفدنا من التجارب السابقة في مواجهة الانقلاب، (....) فبعد 12 ساعة من محاولة الانقلاب كان الأمر تحت السيطرة كليا»، مشددا «القضاء على محاولة الانقلاب ليست النهاية فربما تكون هنالك مخططات أخرى».
وقال «أردوغان» إن الشعب التركي سقط منه «أكثر من 200 شخص بعضهم تحت الدبابات خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة»، محذرا «لا يحاول أحد أن يعلمنا دروساً في حقوق الإنسان، (....) نسعى لإجراء كل أعمالنا في إطار القانون».
وحول عمليات الاعتقالات والتوقيف التي تجري حاليا أوضح أنه تم توقيف «9004 أشخاص، وتركيا دولة قانون وديمقراطية والقضاء يقوم بعمل التحقيقات مع الموقوفين»، مضيفا «نسعى لإجراء كل أعمالنا في إطار القانون، ويجب أن ننظر إلى محاولة الانقلاب على أنها جريمة بحق الدولة».
وتابع «أؤمن بحرية الفكر والإعلام، وسأظل أدافع عنها، والإعلام التركي ساندنا ضد الانقلاب لأنهم يعلمون الفرق بين الحرية والحكم العسكري»
وفي حديثه عن مصر وما جرى فيها من انقلاب عسكري قال «أردوغان» إن «السيسي إنقلابي مثل الانقلابيين عندنا وقام بقتل آلاف الناس وليس له صلة بالديمقراطية».
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ«منظمة الكيان الموازي» الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.