«بيرلت ألبيراق».. صهر «أردوغان» الذي ساهم معه في إحباط الانقلاب

الأحد 24 يوليو 2016 11:07 ص

تردد كثيرًا أثناء وبعد محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/ تموز الحالي، اسم «بيرات ألبيراق» صهر الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الذي يشغل منصب وزير الطاقة والموارد الطبيعية في تركيا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.

وظهر «بيرات ألبيراق» إلى جانب «أردوغان» خلال إطلالته الأولى على الشعب التركي عبر قناة «سي إن إن تورك» من منتجع مرمريس في جنوب غرب تركيا، وتبين بعد ذلك أنه هو من أبلغ «أردوغان» بنبأ محاولة الانقلاب، كما قال «أردوغان» في تصريحات بعد ذلك.

وتحدث «بيرات ألبيراق»، الذي كان موجودًا مع «أردوغان» وعائلته في فندق «جراند يازجي» في مرمريس، وقت وقوع الانقلاب الفاشل، عن اللحظات الحاسمة والحرجة من عمر المحاولة الفاشلة.

وقال «ألبيراق» في لقاء مع قناة «إيه خبر» الفضائية التركية القريبة من الحكومة إن «أردوغان» استقبل نبأ محاولة الانقلاب بكل هدوء، وغضب بشدة عندما اقترح عليه بعض المسؤولين التوجه إلى إحدى الجزر اليونانية.

وذكر «ألبيراق»، وهو زوج «إسراء» الابنة الكبرى لـ«أردوغان»، أنه كان في مدينة مرمريس مع أفراد عائلته، عندما تلقى الاتصال الأول حول المحاولة الانقلابية من صهر الرئيس التركي «ضياء إلغن»، وهو مدرس متقاعد تزوج ابنه مؤخرًا من «سمية إردوغان» الابنة الثانية لـ«أردوغان».

وأضاف أن «ضياء إلغن» صهر «أردوغان»، قال له إنه ربما هناك محاولة انقلابية في تركيا، قائلاً: «بعد ذلك اصطحبت الرئيس إلى غرفة أخرى بعيدة عن المجلس العائلي، وأخبرته بالأمر».

ولفت «ألبيراق» إلى أن «أردوغان» حاول الوصول هاتفيًّا إلى رئيس جهاز المخابرات «هاكان فيدان»، ورئيس أركان الجيش الجنرال «خلوصي آكار»، ورئيس الوزراء «بن علي يلدريم»، إلى أن استطاع الوصول في النهاية إلى «يلدريم»، وحينئذٍ تيقن من أنه بصدد محاولة انقلابية.

وتابع «ألبيراق»: «خلال هذه اللحظات تواصلنا مباشرةً مع والي إسطنبول واصب شاهين، ومدير أمن المدينة، وباقي المسؤولين»، مشيرًا إلى أن «إعلان قائد الجيش الأول أن ما يقوم به الانقلابيون خارج إطار الأوامر التراتبية لرئاسة الأركان التركية، وتزامنه مع اتصالاتنا المباشرة كانت قصة نجاح أخرى في إفشال الانقلاب».

وتطابقت رواية «ألبيراق» مع ما قاله الرئيس التركي «أردوغان» في تصريحات لوكالة «رويترز»، الخميس الماضي، حول محاولة الانقلاب العسكري من أنه لم يسمع بمحاولة الانقلاب حتى أخبره بها صهره، مضيفا: «بالتأكيد هناك قصور واضح في جهاز المخابرات فلا جدوى من إنكار ذلك، وقلت ذلك لرئيس المخابرات هاكان فيدان، وأنا متأكد من أن محاولة الانقلاب العسكري لم تخطط خلال 24 ساعة، وفي الأيام المقبلة سنقوم مع المسؤولين بالتحقيق حول هذه المسألة».

وقال «أردوغان»: «تلقيت اتصالاً هاتفيًا من صهري في تمام الرابعة أو الرابعة والنصف تقريبًا، وخلال هذا الاتصال علمنا أن هناك بعض المشكلات في إسطنبول، حيث قام الجنود بقطع الطرق المؤدية لقصر بيلار باي، كما قام بعض الجنود بإغلاق حركة المرور على الجسر، وقمت على الفور بمحاولة الاتصال برئيس المخابرات عندما علمت بهذا، لكنني لم أتمكن من الوصول إليه، واتصلت برئيس هيئة الأركان خلوصي أكار، ولم أتمكن أيضًا من الوصول إليه، حيث أنهما لم يستقبلا المكالمات حينها».

وواصل «أردوغان»: «وبعد ذلك قمت بالاتصال هاتفيا برئيس الوزراء، وتلقيت منه التطورات الحالية، وبعد الساعة الثامنة مساء قمت بدعوة الفرق الإعلامية إلى مكان وجودي، وأجريت أول تصريح لي، ولكنه لم يتم نشر هذه التصريحات على شاشات التلفزيون، وفكرت هذه المرة أنه من الممكن أن أتدخل هاتفيًا إلى القنوات التلفزيونية».

وعن الحالة النفسية لـ«أردوغان» في تلك الليلة، قال «ألبيراق»: «في ليلة المحاولة الانقلابية، توضأ أردوغان، ثم صلى ركعتين لله ليبدأ بعدها قيادة المواجهة».

وأشار إلى أن الاتصال الذي أجراه «أردوغان» مع محطة «سي إن إن تورك» كان من النقاط المفصلية في إفشاله.

«بيرات ألبيراق» أثار الانتباه بظهوره إلى جانب «أردوغان»، في كل الصور التي ظهر فيها منذ ليلة الجمعة - السبت 16 يوليو/ تموز الحالي، إذ لم يفارقه في أي مكان.

«بيرات» ظهر برفقة «أردوغان» في المؤتمر الصحفي الأول في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول جالسًا بجانبه، حيث التقطته الكاميرات وهو يهمس في أذن الرئيس التركي، وأب زوجته «إسراء إردوغان»، قبل مغادرة قاعة المؤتمر.

كما ظهر في اليوم التالي لمحاولة الانقلاب، حيث سجل حضوره بجانب «أردوغان» مجددًا أثناء الخطاب الذي ألقاه أمام الجماهير في إسطنبول مساء السبت في إحدى الساحات.

ويحظى «بيرات ألبيراق» بثقة الرئيس «أردوغان» الذي يقول مقربون منه إنه يحرص على استشارته دائمًا قبل اتخاذ أي قرار.

وشارك «ألبيراق» في حملة دعوة الشعب التركي للخروج إلى الشوارع عبر «تويتر»، «دفاعًا عن الديمقراطية ومستقبل أطفالهم».

وأثار «ألبيراق» جدلاً واسعًا في تركيا بعد الاستقالة الشهيرة التي قدمها رئيس الوزراء التركي السابق «أحمد داود أغلو»، حيث زعمت بعض وسائل الإعلام أن «أردوغان» يرغب في تعيينه رئيسًا لحزب العدالة والتنمية، قبل أن يختار رئيس الوزراء الحالي «علي بن يلدريم».

و«بيرات ألبيراق» هو سياسي ورجل أعمال، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة «جاليك القابضة»، وانتخب نائبا بالبرلمان من حزب العدالة والتنمية الحاكم في انتخابات 7 يونيو/ حزيران 2015، وعين وزيرًا للطاقة والموارد الطبيعية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015.

وحصل «ألبيراق» على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة بيس في نيويورك عام 2004، وعين مديرًا لفرع شركة «جاليك»، المملوكة لعائلته، في أميركا.

وعاد «ألبيراق» إلى تركيا عام 2006، وشغل منصب معاون مدير عام الشؤون المالية في شركة «جاليك»، وعين رئيسًا تنفيذيًا لها في 2007، وحتى وقت متأخر من عام 2013، وتزوج من «إسراء أردوغان» عام 2004.

  كلمات مفتاحية

أردوغان بيرات ألبيراق انقلاب تركيا

«أردوغان» لـ«رويترز»: الانقلاب كشف قصورا في عمل المخابرات ونضع هيكلا جديدا للجيش

«أردوغان» يروي تفاصيل ليلة الانقلاب ويؤكد: العالم ليس هو الاتحاد الأوروبي

«القدس العربي»: فشل انقلاب تركيا بشارة بتغيّر المعادلة العربية فضحت انقلاب مصر

«أردوغان»: 15 دقيقة فقط أفشلت مخطط قتلي .. وعقوبة الإعدام مطلب شعبي أمام البرلمان

«ستراتفور»: كيف يمكن أن يؤثر انقلاب تركيا الفاشل على دورها الإقليمي؟