قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن نظامه خرج من تجربة المحاولة الانقلابية التي وصفها بـ«المريرة»، أقوى من ذي قبل، مشيرا إلى أنهم استطاعوا تشخيص المرض ووضع قواعد العلاج.
جاء ذلك في كلمة له، أمام حشد من المتظاهرين، بالعاصمة التركية، أنقرة، مساء السبت.
وأضاف «أردوغان»: «شعبنا أبدى الكثير من الشجاعة وأعاد كتابة تاريخ بلاده في 15 يوليو/ تموز الجاري، وهو عيد الشهداء الذي سنحيي فيه ذكراهم كل عام».
وتابع: «اتحد الشعب بكافة فئاته وأطيافه في 15 يوليو/ تموز، فكانوا يدا واحدة وقلبا واحدا، أثبت تمسكه بوطنه وقيمه وثوابته، واضعا روحه على كفه في مواجهة المتآمرين».
واستطرد: «المتآمرون اعتقدوا بأن الشعب سيستسلم لهم، فإذا بالمفاجأة تضربهم في مقتل».
وأشار «أردوغان»، إلى أن تركيا من أكبر دول العالم في المشاريع الدفاعية، ولن يستطيع أحد أن يعطل مسيرتها.
وأضاف: «واجهنا مجموعات إرهابية من الداخل والخارج ولن تستطيع أية جماعة أن تنال من وطننا»، كاشفا أن «المتآمرين استهدفوا القوات المسلحة، لكن الجيش استطاع أن يتخلص من هؤلاء بعزيمة وإصرار».
وعن عدد الموقوفين جراء تلك المحاولة الفاشلة، قال «أردوغان»: «استطعنا اعتقال 13165 شخصا، منهم عدد من منتسبي الجيش والشرطة والقضاء والموظفين»، مشيرا إلى أن «كافة المعتقلين يخضعون للاستجواب القانوني والكلمة النهائية للقضاء».
وأضاف الرئيس التركي: «بعض القوى في الداخل كانت تعمل يدا بيد مع الانقلابيين، لكن اقتصادنا لم يتزعزع أو يتأثر»، وتابع: «جميع مؤشرات اقتصادنا جيدة وطبيعية وخفض التصنيف الائتماني لبلدنا مجرد قرار ذي توجه سياسي».
ودعا «أردوغان» الشعب التركي أن يطمئن وأن يثق في قدرة حكومته على مواجهة كافة التحديات.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة 15 يوليو/ تموز الجاري، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث طوق المواطنون مباني البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.
