قال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» الاثنين، إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن سوف تتأثر إذا لم تسلم الولايات المتحدة زعيم منظمة الكيان الموازي «فتح الله كولن الذي تتهمه تركيا، بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة منتصف الشهر الجاري.
وأضاف أنه سيلتقي مسؤولين أمريكيين لمناقشة الأمر خلال زيارة مقبلة، بحسب تصريحات أدلى بها في مقابلة مع قناة خبر ترك التليفزيونية الخاصة.
من جهة أخرى، قال «جاويش أوغلو» إنه سيكون هناك إعفاءات من الوظيفة على مستوى السفراء، في وزارة الخارجية، عقب المحاولة الانقلابية، بحسب وكالة الأناضول.
وقالت واشنطن إن أنقرة يجب أن تقدم أولاً أدلة واضحة على ضلوع كولن في محاولة الانقلاب، كما قال محامون إن أي إجراءات تسليم قد تستغرق سنوات.
ومساء الأحد، أكد وزير العدل التركي، أن السلطات الأمريكية تعلم أن «فتح الله كولن» ضالع في محاولة الانقلاب، وأن الاستخبارات الأمريكية تعلم بأنه قام به.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن أحد المشاركين في الانقلاب، عرض على رئيس الأركان «خلوصي أكار»، أن يلتقي بـ«فتح الله كولن» .
وكشف «أردوغان» في مقابلة أجرتها معه قناة «فرانس 24» الفرنسية في وقت سابق أن : «عناصر المنظمة الإرهابية قاموا بمحاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة في تركيا اعتمادا على أوامر زعميهم (كولن) المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية».
وأضاف أن «العديد من المسجونين أقروا بذلك، حتى أن أحد الذين أسروا رئيس الأركان اقترح عليه اللقاء مع زعيمهم كولن، وهذه المرة الأولى التي أصرح فيها بهذه المعلومة».
وفيما يتعلق بمطالبة الإدارة الأمريكية بتقديم أدلة دامغة حول تورط «كولن» في محاولة الانقلاب مقابل تسليمه، لفت إلى أن «الفاعلين معروفون، والدعاوى المتعلقة حول كون ما حصل هو محاولة انقلاب، وأن كولن هو زعيم الإرهابيين، مستمرة أمام محاكم مختلفة».
وتساءل: «هل قدمت لنا أمريكا أدلة حتى اليوم لدى مطالبتنا بتسليمها الإرهابيين؟»، مضيفًا: «نحن سلمنا لهم الإرهابيين والجناة الذين طلبوا تسليمهم دون أن نطالبهم بأية أدلة، أما الآن نطالبهم بتسليم كولن الذي حاول قلب الحكم، وهم يطلبوا منا أدلة».
وقبل أيام، قبلت محكمة الجزاء الرابعة في العاصمة التركية أنقرة لائحة الاتهام الموجهة ضد منظمة «الكيان الموازي» والتي جاء فيها أن المنظمة وزعيمها يعملان تحت إمرة الولايات المتحدة الأمريكية، ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA).
وأكّدت اللائحة أن «فتح الله كولن لا يمكنه البقاء في ولاية بنسلفانيا، دون رعاية من أمريكا»، مشيرة إلى أن الأخيرة «لا تسمح لزعيم المنظمة الإرهابية بالبقاء داخل أراضيها، إذا لم تكن لديها مصالح وراء ذلك».
وقال السفير التركي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، «سردار قليج»، إن بلاده «قدمت لواشنطن، بشكل رسمي، الوثائق اللازمة كافة، لإعادة فتح الله كولن».
وأفاد «قليج»، أن «الدلائل الكاملة تشير إلى ضلوع الكيان الموازي في محاولة الانقلاب الفاشلة، فضلا عن اعترافات الانقلابيين بذلك».
والثلاثاء الماضي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، «جوش إرنست»، إن «الإدارة الأمريكية تلقت طلبا تركيا رسميا لتسليم كولن»، مشيرا إلى أن الطلب جاء بموجب اتفاقية تبادل المطلوبين بين البلدين الموقعة قبل 30 عاما.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة 15 يوليو/ تموز الجاري، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله غولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث طوق المواطنون مباني البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.