الانقلابيون خططوا لطلب العون من أمريكا في تحديد مكان «أردوغان»

الخميس 28 يوليو 2016 12:07 م

تحت عنوان (الولايات المتحدة الأمريكية هي من كانت ستحدد مكان أردوغان)، نشرت صحيفة يني شفق التركية اعترافات قائد كتيبة الصيانة في فوج طيران القوات البرية المقدم «مراد بولات» الذي شارك في انقلاب 15 يوليو/تموز حول اجتماعاته التي أجراها مع الضباط الانقلابيين في القوات المسلحة التركية، والتي كشف فيها عن خطة اختطاف كلا من الرئيس «رجب طيب أردوغان» ورئيس جهاز الاستخبارات التركية «هاكان فيدان» ووزير الداخلية التركي «افكان الا».

واعترف «بولات» بأنه في حال فشل الانقلابيين في تحديد موقع ومكان «أردوغان» في ليلة الانقلاب فإن الأمريكان كانوا سيساعدونهم في هذا الخصوص حيث كانوا سيقدمون لهم معلومات دقيقة عن مكان وإحداثيات تواجد الرئيس التركي، بحسب ما نقلت صحيفة أخبار تركيا.

 وقام موقع ادويت التركي بعمل ترجمة حصرية لاعترافات المقدم الانقلابي الذي كان مسؤول عن تنظيم المروحيات ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة وتضمنت ما يلي:

إعطاء الأوامر بإشهار طلق ناري

في تاريخ 8 من شهر يوليو/تموز الحالي اتصل بي (المقدم مراد بولات يتحدث هنا ) نائب الفوج المقدم خليل غول عبر مكالمة مرئية وأشار إلي بالسكوت وعدم الحديث وأراني (طلقة نارية من عيار 9 مليمتر)  وأبلغني بأن الانقلاب سيحدث.

وفي تاريخ 14 من يوليو/تموز وفي الساعة 17:30 عصرا اتصلت بخليل غول و كاراجان وسألتهم ماذا تفعلون؟ وأخبروني بأنهم جهزوا كل شي، وأخبروني بأن الانقلاب سيحدث ليل 15 من تموز/يوليو وطلبوا مني 3 أمور:

1- إنزال جوي في مقر الاستخبارات التركية في العاصمة أنقرة وأروني قائمة الطيارين الذين سيطيرون بمروحيات من نوع سيكور سكاي.

2- طلبوا مني أن أبقي المروحيات في الخارج في يوم الانقلاب، وأنا قبلت بذلك.

3- تجهيز وإعداد مجموعة إنزال سريع عبر مروحيتين من نوع سيكور سكاي.

 إعداد خطة الانقلاب في أحد البيوت بالمنطقة الصناعية

وبعدها وما بين الساعة 19:00-20:00 ليلا التقيت مع غول وكاراجان مجددا في محطة الوقود القريبة من قيادة فوج الطيران التابع للقوات البرية باتجاه أنقرة، وكان معهم مدير شعبة التدريب في فوج الطيران التابع للقوات البرية الرائد اوكان كوجا كورت، وبعدها ذهبنا بواسطة 3 سيارات إلى منزل في المنطقة الصناعية وهناك قمنا بالتخطيط للعملية.

 بذهاب أردوغان لمارماريس تغيرت الخطة

كنت (الرائد بولوت يتحدث هنا) شاهدا على هذا الحديث: كان مخططا اختطاف الرئيس أردوغان من مدينة اسطنبول ولكن وبذهابه لمارماريس تم إبطال هذه الخطة، وأصبحت الخطة الجديدة على النحو التالي: سيقوم أفراد من الكوماندوس الخاص من فرقتي الهجوم تحت الماء التي يرمز لها اختصارا بـSAT  والدفاع تحت الماء التي يرمز لها اختصارا بـ SAS  وبعد سرقتهم سلاحا من ثكنات مدينة اسطنبول بالتوجه إلى القاعدة الرابعة لمروحيات سيكور سكاي في مدينة اسطنبول والانطلاق الى منطقة تشيغلي في مدينة ازمير، وكذلك ستنطلق 3 مروحيات من نوع جاغوار محملة بالأفراد وستلتقي مع المروحيات الأولى في منطقة تشيغلي في ازمير ومن ثم ستشارك مروحيات جاغوار الثلاثة في العملية مع أفراد الكوماندوس الخاص.

 قتل أردوغان وعدم تسليمه حيا

أمرنا شخص وأعتقد أنه كان من القوات الخاصة بعدم تسليم أردوغان لأي جهة ، وفهمت من كلامه بإنه وفي حال قيام القوات الموالية للرئيس أردوغان بأي عملية من أجل تحريره وفي حال فشلنا في هذه المهمة فإنه يجب على المجموعة التي أسرت الرئيس أردوغان تصفيته وقتله وعدم تسليمه حيا.

كان سيتم اقتحام مقر رئاسة الوزراء من خلال عملية برية لأسر واعتقال رئيس الوزراء بن علي يلدرم، وكان سيتم اللجوء للقوة وإطلاق النار في حال اقتضت الحاجة لذلك.

كما كان سيتم اختطاف رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان من فيلته الواقعة في مساكن ضباط جهاز الاستخبارات في منطقة يني محلة عبر إنزال جوي بواسطة مروحية سيكور سكاي وعنصرين من فرقة جاغوار.

 القوات الجوية ستسوي تركيا بالأرض

بعدما نوقشت الخطط غادرنا مكاننا، وأنا (المقدم بولات) قلت هنا للمقدم خليل إن هذه الخطة قائمة على اختطاف رئيس الجمهورية وفي حال عدم التمكن من اختطافه فإن هذه الخطة لن يكتب لها النجاح، وأجابني المقدم خليل قائلا إن الله سيساعدنا، وهنا سألت المقدم خليل مرة أخرى وقلت له:

من يوجد على رأس الانقلاب، من القائمون على الانقلاب؟ فقال لي إن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال خلوصي اكار على رأس هذا الأمر (تبين عدم صحة الأمر).

وبعدها حدثني المقدم خليل قائلا إن هذا الانقلاب سيكون أقل انقلاب تراق فيه الدماء في تركيا، لكن وفي حال عدم تمكنهم من اختطاف رئيس الجمهورية فان القوات الجوية ستسوي كامل تركيا بالأرض.

في تاريخ 15 من تموز /يوليو وفي تمام الساعة 18:00 مساءا بدأت تراودنا الشكوك وبدأنا التفكير بأن أمرنا قد كشف بسبب عمليات التفتيش التي تمت على أعلى المستويات، وهنا استدعاني المقدم خليل إلى مقره وقال لي: (هيا لنبدأ) وذهب هو بعدها، ولكن وفي هذه الأثناء بدأت أسمع أصوات المروحيات، ورأيت بأم عيني المقدم محمد دمير هيسار والرائد عثمان كاراجان على خط الإقلاع في القاعدة، وكان على رأس المروحيات من نوع كوبرا آمر كتيبة الهجوم والذي كان في نفس الوقت آمر ثكنات الحرس المقدم اوزجان كاراجان، وفي هذه الاثناء كان يتم توزيد المروحيات من نوع كوبرا بالدخائر والاسلحة، وهنا سألت المقدم اوزجان كاراجان عن وجهتهم فقال لي : إننا ذاهبون إلى قاعدة اكينجيلار الجوية.

 الانقلاب من فعل تنظيم فتح الله كولن

 قال الباشا اونسال ايشيك (الباشا هو مصطلح يطلق على الضباط من الرتب العليا في الجيش ) إن الانقلاب العسكري يسير حسبما خطط له، وهنا قلت له إذا لم نسيطر على الأهداف المحددة لغاية هذه الساعة فإن الشعب سيقاوم وستراق الكثير من الدماء، وفي هذه الاثناء تحدث قائد الاركان محمد شاهين وقال لي :

إذا تطلب الأمر فإن القوات الجوية ستسوي هذا البلد بالأرض.

وفي هذه الأثناء عندما شاهدت خبر تحرير رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال خلوصي اكار على شاشات التلفاز بدأ البرق يضرب داخل رأسي، وهنا فهمت أن الانقلاب يدار من قبل أشخاص في تنظيم فتح الله كولن، وهنا كان الرائد أوزجان كاراجان يتكلم عبر اللاسلكي ويعطي أوامره قائلا ( اقتلوا أي شخص ليس معنا ) وكان يتحدث عن أن قتل جميع الناس الموجودين هناك وكأنه شيء عادي جدا، ومع حلول ساعات الصباح تم نقل جميع القادة المشرفين على الانقلاب بواسطة مروحيات إلى قاعدة اكينجيلار الجوية.

 مساعدة من الأمريكان في تحديد مكان أردوغان

لقد تم الحديث عن تشكيل فرقة من 3 مروحيات سيكور سكاي و6 مروحيات من نوع جاغوار مزودة بمجموعة من 80-90 جنديا، وفي حال اختطاف و اسر ادوغان فانهم سيقومون بنقله إلى منطقة تشيغلي ، وإذا تطلب الأمر فإنهم سيحصلون على مساعدة من الأمريكان بتحديد موقع الرئيس التركي أردوغان، بالاضافة الى ذلك يقوم 3-4 اشخاص متنكرين باللباس المدني بتعقب الرئيس.

كان دور المرافق العسكري الشخصي للرئيس أردوغان وهو علي يازجي الذهاب إلى مارمريس وتحديد مكان الرئيس أردوغان وإعطاء الإحداثيات للرائد فيرات الاكوش، وهنا تحدث علي يازجي قائلا : (سأذهب إلى حيث الرئيس أردوغان وسأعرف مكانه، لن يشكوا بي ) وتولى هذه المهمة، وهنا انتهت اعترافات الضابط الانقلابي.

نصف مليار دولار لأتباع كولن

من جهة أخرى، أبدى المخرج الوثائقي الأمريكي «مارك هال، عن عدم استغرابه من قيام منظمة الكيان الموازي بمحاولة انقلاب في تركيا.

وأوضح «هال، الذي أنتج فيلماً وثائقياً بعنوان التعليم القاتل – Killing Ed حول مدارس الكيان الموازي في الولايات المتحدة الأمريكية، أنّ محاولة كولن وأعوانه القيام بانقلاب عسكري دموي في تركيا، أمر يدعو للقلق.

وأضاف أنه أجرى دراسة دقيقة استغرقت 5 سنوات عن مدارس فتح الله كولن، من أجل إنتاج فيلمه الوثائقي، وأنه لم يستغرب من قيام هذه المنظمة بمحاولة الإطاحة بالحكومة التركية، بعد هذه الدراسة.   

وتابع قائلا: «إن جماعة فتح الله كولن أخضعت العديد من السياسيين والصحفيين والأكاديميين لنفوذها في تركيا، ولفت انتباهي منح السلطات الامريكية مبلغ 500 مليون دولار سنوياً لأتباع كولن من أجل إدارة 150 مدرسة في الولايات المتحدة».

وتساءل عمّا إذا كانت أموال الأمريكيين وضرائبهم المدفوعة، تُنفق من قِبل «كولن» على محاولة الانقلاب الدموية في تركيا، معرباً عن أمله في إعادة الأخير إلى السلطات التركية.

وأشار «هال» إلى وجوب قيام السلطات الأمريكية باعتقال العديد من أتباع «كولن» وإبعادهم خارج البلاد، بسبب الفساد المتفشّي في مدارسهم، معرباً عن اعتقاده بأن يكون غولن وأعوانه يخضعون لحماية مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى.

وفي وقت سابق اليوم قال وزير العدل التركي «بكير بوزداغ»، إن «فتح الله كولن» ربما غادر أمريكا إلى مصر أو كندا أو جنوب أفريقيا.

وأوضح «بوزداغ» أن أنقرة أرسلت إلى واشنطن أربعة ملفات بشأن توقيف «كولن» على ذمة التحقيق وإعادته إلى تركيا، مضيفا أن السلطات الأمريكية أبدت استعدادها للتعاون مع تركيا في هذا الخصوص.

لكنه قال إن عدم تسليم الولايات المتحدة لـ«كولن» من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا انقلاب أردوغان اعترافات

محادثة الانقلابيين في تركيا على واتس آب: «اسحقوهم .. احرقوهم .. لا مجال للتراجع»

«جاويش أوغلو»: ‏العلاقات مع أمريكا ستتأثر إذا لم تسلم «فتح الله كولن»

«أردوغان»: أحد المشاركين في الانقلاب عرض على رئيس الأركان لقاء «كولن»

«أردوغان» لـ«رويترز»: الانقلاب كشف قصورا في عمل المخابرات ونضع هيكلا جديدا للجيش

موقع إسرائيلي: «كولن» زار الإمارات مؤخرا وتركيا تحقق في صلات عربية بالانقلاب الفاشل

رويترز: «أردوغان» طلب من مجلس النواب ربط هيئة الأركان والاستخبارات برئاسة الجمهورية

تركيا: الشورى العسكري يبقى على قادة الأركان والأسلحة الرئيسية و«دوندار» الرجل الثاني بالجيش

«أردوغان»: سيتم إغلاق المدارس العسكرية وقادة الجيش سيكونون تحت إمرة وزير الدفاع

القبض على 11 عسكريا حاولوا احتجاز «أردوغان» أثناء محاولة الانقلاب