«رويترز»: نظريات المؤامرة تنتعش بعد الانقلاب الفاشل في تركيا

الخميس 28 يوليو 2016 05:07 ص

ذكرت صحيفة تركية موالية للحكومة أن الانقلاب الفاشل في تركيا مولته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وقام بتوجيهه جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي مستخدما خلية في أفغانستان، وقالت أخرى إن عملاء (سي.آي.إيه) استخدموا فندقا في جزيرة قبالة إسطنبول كمركز لإدارة المؤامرة.

ويكثر الحديث في تركيا عن نظريات المؤامرة بشأن من ساعد في تدبير الانقلاب العسكري الفاشل الذي كاد أن يطيح بالرئيس رجب طيب أردوغان حيث تأتي الولايات المتحدة -وهي حليف مقرب بحلف شمال الأطلسي لكنها هدف تقليدي للاشتباه- على رأس القائمة.

وجاء في عنوان في صدر صحيفة يني شفق الموالية للحكومة إلى جانب صورة للجنرال الأمريكي المتقاعد جون إف. كامبل آخر قائد للقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والذي كان قبلها النائب الرابع والثلاثين لرئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي "الانقلاب أداره هذا الرجل".

وذكرت الصحيفة أن الانقلاب الفاشل مولته (سي.آي.إيه) عن طريق يونايتد بانك أوف أفريكا النيجيري وأن جنرالين تركيين يعملان انطلاقا من أفغانستان اعتقلا في دبي يوم الثلاثاء هما ضمن خلية المتآمرين التي يقودها كامبل.

ونفى البنك النيجيري يوم الأربعاء أي ضلوع له في المحاولة الانقلابية وقال إن هذه الاتهامات "كاذبة بوضوح". وأبلغ كامبل صحيفة وول ستريت جورنال أن المزاعم "مثيرة للسخرية تماما" ورفضت واشنطن المزاعم بضلوع الولايات المتحدة ووصفتها بالعبثية.

وينحي أردوغان باللائمة على رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن في تدبير محاولة الانقلاب التي أودت بحياة أكثر من 240 شخصا بعد أن قاد جنود مارقون طائرات مقاتلة وهليكوبتر ودبابات، وطالبت واشنطن بتسليمه.

ويتهم أردوغان كولن ببناء "هيكل مواز" في القضاء والنظام التعليمي ووسائل الإعلام والجيش في محاولة للإطاحة به وهو اتهام ينفيه رجل الدين البالغ من العمر 75 عاما.

وأظهر استطلاع للرأي نشر يوم الثلاثاء أن ثلثي الأتراك يعتقدون أن كولن وراء مؤامرة الانقلاب غير أن 3.8% فقط ينحون باللائمة على الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إن أي دولة تقف إلى جانب كولن ستعتبر في حرب مع تركيا، فيما وقال وزير العمل سليمان سويلو بعد يوم من محاولة الانقلاب إن من الواضح أن "أمريكا وراءه" بيد أن المتحدث باسم أردوغان قال لاحقا إن الوزير تحدث "في خضم اللحظة".

وتقول واشنطن إنها لن تسلم كولن إلا بعد أن تقدم تركيا أدلة تدينه.

وبالنسبة لأتباع أردوغان المتحمسين فإن مثل هذه الممانعة على ما يبدو دليل آخر على التورط الأمريكي.

وقال أحمد ديميرجي - الذي كان ضمن عشرات الأشخاص الذين يتجمعون خارج قصر أردوغان ليلة بعد الأخرى منذ محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز الجاري: "أعرف أن الولايات المتحدة لها يد في هذا، أعرف أن هذه مسرحية من إعداد الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، هذا الرجل الخائن فتح الله كولن هو بيدقهم".

ويتذكر الأتراك الأكبر سنا الانقلابات السابقة، وكثير منهم يروون أدلة تثبت تأييد الولايات المتحدة لانقلاب عام 1980 في ذروة الحرب الباردة مستشهدين بتقارير أفادت بأن مدير وحدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) في أنقرة أرسل برقية إلى واشنطن قال فيه "فعلها أولادنا".

ولا يزال الغموض يخيم على أول انقلاب في تركيا الحديثة عام 1960 الذي أطاح برئيس وزراء مؤيد للولايات المتحدة لكن قاده ضابط دربته واشنطن.

ونشرت صحيفة صورة لفندق وصفته بأنه كان وحدة تمركز عملاء في (سي.آي.إيه) وصفتهم بأنهم ساعدوا في تدبير مؤامرة الانقلاب هذا الشهر.

وكتبت صحيفة صباح المؤيدة للحكومة عنوانا يقول "كانت سي.آي.إيه تعمل في هذا الفندق تلك الليلة" وتحته صورة لفندق "سبلندد في جزيرة بويوكادا وهي الأكبر بين مجموعة جزر في بحر مرمرة قبالة إسطنبول.

وقالت الصحيفة إن مجموعة مؤلفة من 17 شخصا أغلبهم أجانب دخلوا الفندق في يوم محاولة الانقلاب، وقالت إن الفندق استخدم كمقر للجيش البريطاني خلال احتلاله لإسطنبول عام 1919.

تعزيز السلطة

كان من شأن نجاح الإطاحة بأردوغان الذي يدير البلاد التي يقطنها 80 مليون نسمة منذ عام 2003 دخول تركيا في دائرة من الصراعات.

ويقول محللون إن القول بوقوع مؤامرة بعد المحاولة الانقلابية ساعد في تبرير حملة صارمة موسعة شملت تعليق عمل أو التحقيق مع أكثر من 60 ألف شخص بين جندي وشرطي وموظف ومسؤول بالحكومة.

وقال اندرو فينكل الصحفي والمحلل السياسي الذي يعيش في تركيا منذ عام 1989: "هذا ساعده على تشديد قبضته. إنه ينفذ ما يقوم به بكفاءة ويعزز سلطته".

وألهبت نظريات المؤامرة الأزمات التركية على مدار عقود وسط صراع بين الإسلاميين والعلمانيين على تشكيل البلاد مع اتهام الولايات المتحدة بأنها تؤجج النيران، وألقى أردوغان باللائمة على قوى أجنبية في إثارة احتجاجات مناهضة للحكومة بمختلف أنحاء تركيا قبل ثلاثة أعوام.

وفي بعض الأحيان يكون العدو المتصور صغير الحجم.

وخلال الانتخابات المحلية الحاسمة في 2014 التي اعتبرها البعض استفتاء على حكم أردوغان أعاق انقطاع الكهرباء عمليات الفرز، وقال وزير الطاقة التركي وقتها إن قطة دخلت وحدة محولات سببت انقطاع التيار ليواجه موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن "لوبي من القطط" يهدد الحكومة.

وفي 2013 قالت صحف محلية إن السلطات أمسكت بطائر للاشتباه في تجسسه لإسرائيل لكنها حررته بعد إخضاعه لأشعة سينية أظهرت أنه لا يحمل أي معدات مراقبة.

ومع ذلك يأخذ الأتراك المؤامرات بجدية وتوفر التوترات الأخيرة مادة جديدة لها.

ويعيش كولن في مجمع منعزل بمنطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأمريكية لكن قلق أردوغان له ما يبرره فيما يخص مدى نفوذ الرجل داخل تركيا.

ففي عام 2013 فتحت الشرطة والقضاء تحقيقا في فساد بشركات مرتبطة بأردوغان الذي كان وقتها رئيسا للوزراء والذي انتقد التحقيقات باعتبارها مؤامرة أجنبية.

وقال أيهان أونكيبار أحد أنصار أردوغان وهو يقف خارج القصر الرئاسي: "لماذا لا يسلمونه؟ لماذا يواصلون التلميح؟ إنه (كولن) يعيش هناك هل تشك في أن هذا دليل واضح؟ هذا هو الانطباع لدى الناس".

وأضاف "لماذا يعيش في الولايات المتحدة؟ هذه أدلة نلحظها".

  كلمات مفتاحية

تركيا الولايات المتحدة الانقلاب فتح الله كولن المخابرات المركزية الأمريكية

صحيفة تركية: «كولن» اختار 16 يوليو للانقلاب لموافقته التاريخ الميلادي للهجرة النبوية

«التعاون الإسلامي» تعتمد مشروع قرار لتصنيف جماعة «فتح الله كولن» منظمة «إرهابية»

وزير تركي: «كولن» يخطط للهرب من أمريكا و5 دول يمكنها استقباله

رئيس أكبر حزب تركي معارض يطالب أمريكا بتسليم «كولن»

«جاويش أوغلو»: ‏العلاقات مع أمريكا ستتأثر إذا لم تسلم «فتح الله كولن»

‏⁧‫تركيا‬⁩: واشنطن تعلم أن «كولن» ضالع في محاولة الانقلاب الفاشلة

تركيا: الشورى العسكري يبقى على قادة الأركان والأسلحة الرئيسية و«دوندار» الرجل الثاني بالجيش

تركيا تحقق في تورط «دحلان» المستشار الأمني لولي عهد الإمارات في محاولة الانقلاب

نظرية المؤامرة بين المدافعين والمشككين: هل هناك حقا قوى خفية تتحكم في العالم؟