ناشد «فتح الله كولن» زعيم تنظيم «الكيان الموازي/ منظمة كولن»، الإدارة الأمريكية بعدم تسليمه إلى تركيا، عقب قيام عناصر ينتمون لمنظمته بمحاولة انقلابية فاشلة في تركيا منتصف الشهر الجاري.
وكتب زعيم المنظمة مقالا باسمه في صحيفة «نيويورك تايمز»، قال فيه: «وقفنا أنا ورفاقي في حركة (الخدمة) إلى جانب الغرب، في فترة تحتاج لها الديمقراطيات الغربية إلى مسلمين معتدلين» على حد تعبيره.
وزعم «كولن» الذي أثنى على الانقلابيين في تركيا عام 1980، والتدخل العسكري في 28 فبراير/شباط (الذي يعرف بالانقلاب ما بعد الحداثة على حكومة أربكان في نهاية التسعينات)، أنه وقف طوال حياته ضد الانقلابات، وأنه من أكثر المتضررين منها خلال السنوات الـ40 الأخيرة في تركيا.
وشكى «كولن» في مقاله تركيا والرئيس «رجب طيب أردوغان» للدول الغربية، مشيرا إلى ادعاءات منظمة العفو الدولية بخصوص تعرض الموقوفين على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة إلى سوء المعاملة، الأمر الذي نفاه وزير العدل التركي «بكر بوزداغ»، واتهم المنظمة بالدعاية لزعيمها «فتح الله كولن».
وأنكر «كولن» صلته واعترافات المتورطين بالمحاولة الانقلابية الذين أكدوا ارتباطهم به، مناشداً الإدارة الأمريكية بعدم إعادته إلى تركيا حيث قال في هذا الصدد: «يمكن تفهم رغبة الاستجابة لمطلب أردوغان، ولكن على أمريكا أن تُقاوم».
وأمس الإثنين، قال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن سوف تتأثر إذا لم تسلم الولايات المتحدة زعيم منظمة الكيان الموازي «فتح الله كولن».
وأضاف أنه سيلتقي مسؤولين أمريكيين لمناقشة الأمر خلال زيارة مقبلة، بحسب تصريحات أدلى بها في مقابلة مع قناة «خبر ترك» التليفزيونية الخاصة.
ومساء الأحد، أكد وزير العدل التركي، أن السلطات الأمريكية تعلم أن «فتح الله كولن» ضالع في محاولة الانقلاب، وأن الاستخبارات الأمريكية تعلم بأنه قام به.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن أحد المشاركين في الانقلاب، عرض على رئيس الأركان «خلوصي أكار»، أن يلتقي بـ«فتح الله كولن» .
وكشف «أردوغان» في مقابلة أجرتها معه قناة «فرانس 24» الفرنسية في وقت سابق أن : «عناصر المنظمة الإرهابية قاموا بمحاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة في تركيا اعتمادا على أوامر زعميهم (كولن) المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية».
والثلاثاء الماضي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، «جوش إرنست»، إن «الإدارة الأمريكية تلقت طلبا تركيا رسميا لتسليم كولن»، مشيرا إلى أن الطلب جاء بموجب اتفاقية تبادل المطلوبين بين البلدين الموقعة قبل 30 عاما.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة 15 يوليو/ تموز الجاري، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله غولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث طوق المواطنون مباني البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.