15 يوليو.. ليلة عصيبة قضاها «قادة الجيش التركي» في أسر الانقلابيين

الاثنين 1 أغسطس 2016 01:08 ص

حصلت مصادر إعلامية تركية مؤخراً على تفاصيل إفادات كل من «رئيس هيئة أركان الجيش» التركي، بالإضافة إلى «الرئيس الثاني للهيئة»، وقادة القوات «البرية» و«الجوية» و«البحرية» و«الدرك»، أمام «المدعي العام»، بشأن تفاصيل احتجازهم من قبل الانقلابيين الإرهابيين ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف الشهر الماضي.

وحصلت وكالة «الأناضول» التركية أيضاً، على تفاصيل إفادة «المستشار العسكري» لرئيس البلاد، الذي نجا من الاحتجاز، فضلا عن اعترافات «مساعد رئيس هيئة الأركان» الذي شارك في المحاولة الانقلابية الفاشلة، بينما رفض «رئيس إدارة مشاريع هيئة الأركان» التهم الموجهة إليه بالمشاركة في المحاولة الانقلابية، وزعم أن الانقلابيين هددوه.

وفيما يلي استعراض لهذه الإفادات والاعترافات:

قائد أركان الجيش

احتجز عسكريون انقلابيون رئيس أركان الجيش التركي، الفريق أول «خلوصي أكار»، رهينة عقب اقتحامهم مكتبه في مبنى هيئة الأركان (بالعاصمة أنقرة)، خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، التي نفذها تنظيم «فتح الله غولن»، ليتم بعدها إخراجه من المبنى تحت تهديد السلاح، ونقله بواسطة مروحية إلى قاعدة آكينجي الجوية (في أنقرة)، التي استخدمها الانقلابيون مركزًا لمحاولتهم الفاشلة.

إذ أمضى قادة القوات المسلحة التركية ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة (15 يوليو/تموز) ساعات عصيبة تحت حراب السلاح وفوهات البنادق.

وتتضح من إفادة «أكار»، أمام «المدعي العام» بصفته مشتكيًا، تفاصيل تلك الساعات على النحو التالي:

- عقد «أكار» تمام الساعة 16 بالتوقيت المحلي (13 بتوقيت غرينتش) اجتماعًا مع قائد القوات البرّية، الفريق أول «صالح زكي جولاق»، والنائب الثاني لرئيس الأركان العامة، الفريق أول «يشار غولر، قيّم خلاله معلومات وصلت من جهاز الاستخبارات، تفيد بـ«وجود نشاط لـ 3 طائرات مروحية في مدرسة الإسناد الجوي للقوات البرّية».

- أصدرَ أمرًا يلزم جميع الطائرات والمروحيات العسكرية على العودة إلى قواعدها، ومنع خروج أي طلعات جوية عسكرية في المجال الجوي التركي.

- أمر «أكار» قائد القوات البرية، الجنرال «جولاق»، باتخاذ أسرع وأنجع التدابير الواجب اتخاذها.

- أجرى اتصالًا هاتفيًا مع قائد حامية العاصمة أنقرة، الجنرال «متين غوراق»، وأمره بدخول مدرسة الوحدات المدرعة، وقيادة فرقة التدريب والتأهيل في منطقة «أيتيمسغوت» غربي العاصمة أنقرة، وعدم السماح لأي دبابة أو عربة مدرّعة بالخروج من الفرقة.

- وصل رئيس دائرة إدارة المشاريع في هيئة الأركان، اللواء «محمد ديشلي»، (مشارك في الانقلاب) إلى مكتب «أكار».

- أبلغ اللواء «ديشلي»، رئيس الأركان ببدء محاولة الانقلاب، قائلًا: «سيدي، العمليات بدأت، وسنلقي القبض على الجميع، الكتائب والألوية خرجت إلى الطرقات».

- دخل كل من الضابط المساعد لـ«أكار»، المقدم «لاوند تورك قان»، ونائب المساعد، الرائد «سردار تكين»، وعدد من العسكريين العاملين في القوات الخاصة، إلى مكتب رئيس الأركان.

أحاط العسكريون التابعون للقوات الخاصة بـ«أكار» الذي كان يحاول النهوض من على مكتبه، ووضعوا الأصفاد في يديه.

- تم فك الأصفاد البلاستيكية الموجودة على معصمي «أكار» بناءً على طلبه.

- شاهد عبر التلفاز عملية إغلاق جنود مواليين للانقلاب حركة المرور في جسر البوسفور (جسر شهداء 15يوليو/ تموز لاحقًا) من جانب واحد.

- أخرج الضباط المشاركون في محاولة الانقلاب الجنرال «أكار» من مكتبه، ليغادر بعد ذلك مقر الأركان العامة برفقة جنود مجهزين بتجهيزات ميدانية كاملة.

- دفع الجنود «أكار» لركوب المروحية التي حطت بجانب تمثال مؤسس الجمهورية التركية «مصطفى كمال أتاتورك» بمقر الأركان.

- هبطت المروحية التي تقل «رئيس الأركان» في قيادة قاعدة الطائرات النفاثة الرابعة، بقاعدة آكينجي الجوية. كان في القاعدة اللواء «ديشلي»، برفقة جنودٍ مجهزين تجهيزًا كاملاً.

- بعد هبوط المروحية، صعد «أكار» بحافلة صغيرة كانت تنتظره عند المهبط، ثم اقتيد بعدها إلى مقر القاعدة.

- رافق العسكريون الموالون للانقلاب «أكار» إلى مكتب قائد القاعدة؛ حيث استقبله اللواء «قوبلاي سلجوق». وبعد فترة وجيزة دخل قائد سلاح الجو السابق، الجنرال «أكن أوزتورك»، إلى المكتب مرتديًا لباسًا مدنيًا.

- في الدقائق التالية كان من بين الذين دخلوا المكتب، العميد البحري «عمر هرمانجق»، الذي طلب من «أكار» التوقيع على بيان الانقلاب وقراءته أمام عدسة الكاميرا، إلا أن قائد الأركان عارض ذلك «بشدة وغضبٍ عارم».

- تابع الجنرال «أكار» عبر التلفاز الأحداث التي شهدتها البلاد على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة. تم بعدها إغلاق التلفاز ليعاد تشغيله بعد ساعتين أو ثلاث ساعات، شاهد وقتها الأخبار التي تحدثت عن قصف مبنى البرلمان والمقرات الأمنية، فيما واصل الانقلابيون احتجازه في مقر القاعدة الجوّية.

- طلب «أكار» من اللوائين «ديشلي» و«سلجوق توجيخ» إصدار أوامر للوحدات البرية بالعودة إلى ثكناتها والطائرات بالهبوط على المدارج.

في التاسعة من صباح يوم ١٦ يوليو/تموز، طلب الجنرال «أكار» من العسكريين المشاركين في الانقلاب أن يؤمنوا له اتصالًا مع رئيس الجمهورية، «رجب طيب أدوغان»، ورئيس الوزراء «بن علي يلدريم».

- سمح الانقلابيون لأكار، بالاتصال مع رئيس الوزراء «يلدريم»، ورئيس جهاز الاستخبارات «هاقان فيدان». وخلال الاتصال شدد «أكار» على أنه «لا مجال للمساومات، المتورطون لا بد أن يسلموا أنفسهم للمدعي العام العسكري، والمدعي العام الجمهوري، والشرطة، والشرطة العسكرية».

- جهزت الجهات المعنية مروحية عسكرية لنقل رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال «أكار».

- طلب القائد السابق للقوات الجوية «أكن أوزتورك»، من «أكار» مرافقته، إلا أن رئيس الأركان واستنادًا إلى الانطباع الذي تشكل لديه ليلة المحاولة الانقلابية، لم يقبل ذلك الطلب، ورد عليه قائلًا: «يمكنك البقاء هنا، سيما وأن منزل ابنتك قريبٌ من هذا المكان».

- انتقل الجنرال «أكار» بواسطة المروحية العسكرية إلى قصر «جانقايا»، مقر رئاسة الوزراء، ورافقه في المروحية اللواء «ديشلي».

 قائد القوات البرية

تم احتجاز قائد القوات البرية، الفريق أول «صالح زكي جولاق»، كرهينة من قبل عسكريين اقتحموا مكتبه، خلال محاولة الانقلاب الفاشلة ليتم بعدها طرحه أرضًا ووضع الأصفاد في معصميه، وإخراجه من مبنى هيئة الأركان (بالعاصمة التركية أنقرة) تحت تهديد السلاح، ونقله بواسطة مروحية إلى قاعدة آكينجي الجوية.

وجاءت إفادة «جولاق»، أمام المدعي العام بصفته ضحية، حول تفاصيل تلك الساعات على النحو التالي:

- اتصل به الضابط المساعد لرئيس الأركان، المقدم «لاوند تورك قان، هاتفيًا وقال له: «سيدي، إن سيادة رئيس هيئة الأركان العامة يطلب مجيئكم برفقة رئيس أركان القوات البرية إحسان أويار إلى مكتبه».

- غادر «جولاق» متجهًا بواسطة سيارة الخدمة الخاصة به إلى قيادة القوات البرية.

- حالما رأى حرس البوابة الرئيسية الجنوبية في هيئة الأركان العامة ممدّدين على الأرض، طلب من السائق التوجه بالسيارة نحو «حرس الأكاديمية العسكرية للقوات البرية».

- طلب من السائق الدخول إلى مقر «هيئة الأركان العامة» من جهة وزارة «الدفاع» بعد أن رأى وجود حرس على تلك البوابة.

- دخلت سيارته مدخل مقر «هيئة الأركان» من جهة وزارة «الدفاع».

- اقتربت سيارته من مدخل المقر، فيما وقفت السيارة المرافقة على بعد 50 مترًا إلى الوراء؛ التزامًا بالأعراف المرعية.

- نزل من سيارته، فيما كان أزيز الرصاص يعلو في الأجواء. في تلك الأثناء، سمع صوت مدير مكتب رئيس هيئة الأركان العامة، العقيد «رمضان كوزل»، يناديه.

- دخل إلى المقر بسرعة بعد أن قال له «كوزل: «سيدي، ادخلوا بسرعة».

- قام عسكريون في قيادة القوات الخاصة بطرح «جولاق»، ورئيس أركان القوات البرية، الجنرال «إحسان أويار»، أرضًا.

- منع عناصر من القوات الخاصة، الضابط المسؤول عن حماية «جولاق»، الرائد «براق أقين»، والمساعد «بولند أيدن»، من التدخل والوصول إلى «جولاق»، وفي هذه الأثناء استشهد «أيدن» على يد الانقلابيين.

- وضعت الأصفاد على معصمي «جولاق»، وتم اقتياده إلى مكتب نائب رئيس هيئة الأركان، الفريق أول «يشار غولر».

- قام بعض العسكريين الموجودين داخل المكتب بعصب عينيه لحظة دخوله، وكبَّلوا يدين وقدميها.

- قامت المروحيات التي تم إنزالها إلى رئاسة هيئة الأركان العامة، بنقلهم إلى مقر قيادة قاعدة الطائرات النفاثة الرابعة في قاعدة أكنجي الجوية.

قائد القوات الجوية

ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، اقتاد عسكريون قائد القوات الجوية، «عابدين أونال»، بواسطة مروحية إلى مطار صبيحة كوكشان (في الشطر الآسيوي من إسطنبول) من حفل زفاف كان يحضره في إسطنبول، ثم اقتيد بواسطة طائرة عسكرية، إلى قاعدة آكينجي الجوية في العاصمة أنقرة.

وتتضح من إفادة «أونال»، أمام المدعي العام بصفته ضحية، تفاصيل تلك الساعات على النحو التالي:

- حضر حفل زفاف ابنة الفريق «محمد شانوار» في إسطنبول.

- علم من زوجته باتصال هاتفي، احتجاز الفريق «فكرت أربيلغين»، (مسؤول الدعم اللوجستي الجوي) في مقر رئاسة الأركان.

- اتصل بعدها بالضابط المناوب مكانه في أنقرة اللواء «جواد يازغيل».

- سمع صوت الطائرات عبر الهاتف، سأل اللواء «يزغيل» عما يجري، أجاب: «لا أعرف».

- طلب من «يازغيل التوجه إلى مركز قيادة عمليات القوات الجوية، والسيطرة على الوضع، ثم اتصل بالعميد «هاكان أفريم»، قائد قاعدة آكينجي.

- طلب من العميد «أفريم»، معلومات حول الطيران فوق أنقرة، أجاب: «أعطيت الأوامر، وأنا مجبر».

- اتصل عدة مرات بـ «يازغيل»، لكن لم يتمكن من الوصول إليه.

- اتصل صهره قائد السرب 141 في قاعدة آكينجي، «هاكان قره قوش»، بالقائد السابق للقوات الجوية الفريق أول «آكن أوزتورك»، إلا أنه لم ينجح بالوصول إليه أيضا. ومع وصول «شانوار تمكن من الاتصال بـ«أوزتورك».

- طلب من «أوزتورك» إعطاء معلومات حول ما يجري، أجابه: «أعتقد أنه طيران ليلي فقط، سأتحقق من الأمر».

- جمع «أونال» قيادات القواعد الجوية الموجودين في الحفل، وطلب منهم الاتصال بقواعدهم، وأخذ معلومات عما يجري.

- بعد تلقي معلومة تفيد باستعداد 6 طائرات «إف-16» للإقلاع من القاعدة الجوية الثامنة بديار بكر، اتصل بقيادة القاعدة وأمرهم بـ«إلغاء أي طلعة جوية».

- تلقي معلومة أخرى بإقلاع طائرتين لتزويد الوقود من قاعدة «إنجرليك» الجوية، اتصل بعدها بقائد القاعدة، العميد «بكر إرجان وان»، لكن الأخير لم يرد على اتصاله.

- بعد تأكده من صدور تعليمات مساندة من مركز «قيادة عمليات القوات الجوية»، أمر «أونال يازغيل»، والضباط، بالتشويش على المركز؛ أي قطع التيار الكهربائي وإغلاق أنظمة الحواسيب، والاتصالات عن المركز.

- اتصل بمركز قيادة «العمليات الجوية» في قاعدة أسكي شهير، وأمرهم بإبلاغ كافة الوحدات المقاتلة بعدم تلقي أي أوامر عسكرية صادرة عن مركز «قيادة العمليات المركزية» في أنقرة، قائلاً: «لن تقلع أي طائرة دون أمر مني».

- انتقل إلى غرفة في مكان حفل الزفاف، وعقد اجتماعًا مع 17 جنرالًا.

ـ شاهد في الغرفة عناصر حمايته من الجنود الذين تركهم في أنقرة، بأسلحتهم ولباسهم العسكري المموه. أخبروه بأنهم «هنا من أجل حمايته»، ورد عليهم بأنه لم يعطهم أي أمر بذلك.

ـ  عند انتصاف الليل: قدم إلى الغرفة 10 جنود بسلاحهم الميداني الكامل وهم يطلقون النار في الهواء، واقتادوه إلى الحوامة.

- توجهت الحوامة به إلى مطار صبيحة كوكشان.

- بعدها تم نقله بواسطة طائرة من طراز (CN 235 CASA) إلى قاعدة آكينجي.

- وفي الساعة الثانية من صباح اليوم التالي، هبطت الطائرة في قاعدة آكينجي، ثم تم نقله بواسطة حافلة صغيرة إلى مركز قيادة السرب 141.

- تم وضعه في غرفة جرى تجهيزها في وقت سابق.

- وفي ظهر ذلك اليوم، وبعد فترة طويلة من مكوثه في الغرفة، دخل عليه القائد السابق للقوات الجوية، الفريق أول «آكن أوزتورك»، وتحدث حول ما يجري، ثم غادر الغرفة.

- وفي عصر اليوم، دخل عليه «أوزتورك» للمرة الثانية، وأخبره بأن بإمكانه المغادرة.

- التقى بالرئيس الثاني لرئاسة الأركان «يشار غولر». عندما شاهدوا عدم وجود حراس في مبنى استقبال الضيوف، دخلوا الغرف وشاهدوا الجنرالات وأيدهم مكبلة، قاموا بتحريرهم من القيود.

- توجه بعدها إلى مقر قيادة القوات الجوية.

 قائد قوات الدرك

وفيما يلي تفاصيل إفادة قائد قوات الدرك، الفريق أول «غالب مندي»، أمام «المدعي العام» بصفته ضحية، حول الأحداث التي مر بها ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة:

- بناءً على دعوة، توجه «مندي» مساء ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة لحضور حفل زفاف ابنة لواء في نادٍ للضباط بالعاصمة أنقرة.

- وفي الحفل، أخبره ضابطه المساعد، «مراد يلدز»، بـ«حدوث اشتباك بين حرس رئاسة الأركان».

- غادر الحفل، واتصل بمركز «قيادة عمليات قوات الدرك».

- اتصل بقائد مركز عمليات قواد الدرك، «عارف تشتين»، وأمره بالتوجه إلى المقر، من أجل الاطلاع على المستجدات.

- في نادي الضباط، أخبره ضابطه المساعد بأن الرئيس الثاني للأركان، الفريق أول «يشار غولر»، ينتظره في مقر الأركان.

- بعد صعوده للسيارة، جلس إلى جانبه قائد قوات الدرك في قونية، العميد «تيمورجان أرميش»، مرتديا لباس التدريب، ومعه مسدسه.

- بعد توجه السيارة إلى قاعدة آكينجي، أبدى «مندي» ردة فعل تجاه «أرميش»، وضابطه المساعد «يلدز».

- «أرميش» وجه مسدسه تجاه «مندي»، وبقي كذلك طوال الطريق.

- طاقم الحراسة لحق بالسيارة طوال الطريق.

- في قاعدة آكينجي، استقبله ما يتراوح بين 25 و30 عسكريًا، وبيدهم مسدسات.

- تم أخذ «مندي» إلى مبنى مستقل مكتوب عليه «مركز تحقيق».

- تم احتجازه في هذا المبنى، وكان يراقبه ثلاثة أشخاص مسلحين أحدهم برتبة ملازم ثان، واثنين برتبة ملازم.

- بعد مدة، دخل على «مندي» مجموعة من 7 أشخاص يترأسهم ضابط برتبة نقيب، وأخبروه بأنه «موقوف».

- كبل الجنود يديه وأرجله بأصفاد بلاستيكية، وغطو رأسه بالكامل بقبعة سوداء.

- بعد فترة أدخلوا عليه شخص آخر، فهم من صوته أنه قائد التعليم والعقيدة التعبوية في القوات البرية، الفريق الأول «كامل باش أوغلو».

- ظل محتجزا هناك حتى الصباح، فيما يتحدث بين الفترة والأخرى مع «باش أوغلو».

- في التاسعة من صباح اليوم التالي، وعندما أحسَّ بعدم وجود أي شخص معه في الغرفة، غير «باش أوغلو»، استطاع خلع القبعة التي كانت تغطي كامل رأسه.

- دخل إلى الغرفة رجلان بلباس مدني، طلب منهم الذهاب إلى دورة المياه، ثم أعيد بعد ذلك إلى مكانه في الغرفة.

- دخل الغرفة ضابط صف، وتوجه بهما ركضا إلى سيارة.

- في الطريق بالسيارة، أجرى صف الضابط اتصالًا هاتفيًا، قال فيه:

«استلمت الراية، تحركت من أجل الخروج».

- وعند إحدى مخارج القاعدة، أوقف السيارة عناصر الشرطة، وعندما علم العناصر من هو، ومنصبه، نقلوه إلى مديرية أمن منطقة قازان.

- اتصل بعدها برئيس الأركان «خلوصي أكار»، والذي كان موجودًا حينها في مقر رئاسة الوزراء.

- توجه بعدها إلى المنزل، وارتدى لباسه العسكري، وتوجه لمقر قيادة قوات الدرك.

الرئيس الثاني لهيئة الأركان

وفيما يلي تفاصيل إفادة الرئيس الثاني لهيئة الأركان التركية الفريق أول «يشار غولر»، أمام المدعي العام بصفته ضحية، حول الأحداث التي مر بها ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة:

- مساء يوم المحاولة الانقلابية الفاشلة، دخل 10 جنود إلى مكتبه في المقر الرئيسي للهيئة بأنقرة، وأمروه بالاستلقاء على الأرض.

- قام أحد الجنود بدفعه على الأرض، بينما اجتمع البقية حوله ليقيدوا يديه، ثم قال مساعده «محمد أكّورت»، ساخرًا: «لا تقلق سيدي، هذه عبارة عن مناورة عسكرية»، وبعده غطوا وجهه، وقاموا بجرّه خارج الغرفة، ونقله إلى سيارة كانت تقف أمام المبنى.

- توجهت السيارة نحو البوابة الرئيسية لمقر الهيئة حيث يقف الحرس الخاص، ثم نزل «أكّورت» منها، وأمر بفتح الباب إلا أن الحرس رفضوا، وقام الأول على إثر ذلك بإطلاق النار، وحدثت اشتباكات، ثم أصابت نيران الحرس السيارة، فاضطر الجنود لنقل الفريق أول «غولر» إلى سيارة أخرى.

- تجولت السيارة داخل مقر الهيئة، ثم توقفت أمام إحدى المباني، ليتم نقله إلى غرفة بداخلها، وبقى فيها فترة، ثم أخرجه الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب منها، ونقلوه إلى مروحية حطّت وسط المقر، ووضعوه على متنها.

- توجّهت المروحية بعد تحليقها من مقر الهيئة نحو «قيادة القاعدة الجوية الرابعة» وهبطت هناك، وتم إنزال «غولر» منها، ونقل في سيارة إلى إحدى المباني الموجودة داخل أسوار القيادة؛ حيث تم وضعه في غرفة مظلمة، وخصّصوا جنديين مسلحين لحراستها.

- وبعد فترة من الزمن داخل جندي ثالث إلى الغرفة، وكبّل قدمي «غولر بأصفاد» بلاستيكية، وعصبوا عينيه بقطعة قماش، وفيما بعد دخل إلى الغرفة قائد القوات الجوية السابق، الفريق أول «أكن أوزتورك»، وقال: « يشار ماذا تفعل أنت هنا؟ لم يكن لدي أي علم عن مجيئك»، وقام بإزالة القماش من عينيه، وطلب من أحد الجنود هناك سكينة ليقطع القيود.

- أمَر «أوزتورك» الجنود الموجودين في الغرفة، بإحضار الماء والشاي وبعض المكسرات إلى الغرفة، ثم أُجريت مكاملة هاتفية مع زوجة «غولر»، لإبلاغها بأن الأخير في حالة جيدة.

- ظهر اليوم التالي، غادر «أوزتورك» الغرفة، وبقي «غولر» بمفرده بحراسة جندي واحد.

- وفي عصر هذا اليوم، اتصل «غولر» عبر هاتف عسكري، كان في الغرفة، بمقر إقامته وطلب من الموظف الذي فتح الخط أن يتصل بالقائد العام للقوات الخاصة، اللواء «زكائي آق صقاللي»، ويطلب منه الاتصال على رقم الغرفة ذاتها.

- وبناء على ذلك، اتصل «آق صقاللي»، به، ليبلغه غولر، بمكان احتجازه، ويأمره بإنقاذه.

- وفي مساء ذلك اليوم، دخلت مجموعة من قيادة القوات الخاصة إلى الغرفة، وقالت له: «نحن مستعدون لنقلك سيدي».

- وفي تلك الأثناء دخل «أوزتورك» إلى الغرفة، وقال: «سآتي معكم إلى أنقرة»، وبعدها ركبوا في سيارة، وتوجّهوا إلى قيادة السرب 141 بقاعدة أكينجي، وعند وصولهم إلى هناك، تمكنوا من إنقاذ 7 – 8 جنرالات كانوا مكبلي الأيدي والأرجل، بينهم قائد القوات الجوية، «عابدين أونال».

وفيما بعد غادر «غولر أكينجي» برفقة بقية الجنرالات، عبر 4 سيارات، ثم أوصل «أوزتورك» إلى مقر قيادة القوات الجوية.

- وفي الساعة 19.15 بالتوقيت المحلي، وصل «غولر»، إلى منزله.

المستشار العسكري للرئيس

فيما يلي تفاصيل إفادة العقيد «علي يازجي»، المستشار العسكري للرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، أمام المدعي العام بصفته مشتكيًا، حول الأحداث التي مر بها ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة:

- صباح يوم المحاولة الانقلابية، تناول «يازجي» وجبة الفطور برفقة قائد فوج الحرس الجمهوري، العقيد «قدسي باريش»، في مطعم الفوج في أنقرة، وسأله الأخير عن المكان الذي يقضي فيه الرئيس «أردوغان» العطلة، فأخبره باسم الفندق الموجود بمدينة مرمريس، غربي البلاد.

- في ظهر اليوم، انتقل «يازجي» إلى منزله ثم بدأ بالاستعداد لرحلته المقررة إلى ولاية أنطاليا.

- وفي عصر ذلك اليوم، غادر المنزل على متن سيارة خاصة برفقة شخص يدعى «أمين».

- وفي مساء اليوم، اتصل به السكرتير العام للرئاسة التركية، «فخري كاسيرغا»، وسأله عن بعض التطورات التي حدثت في تلك الأثناء، فردّ قائلًا: «سأبحث في الأمر»، ثم قطع الاتصال، وبعدها بفترة تلقى اتصالًا آخر من كبير مستشاري الرئيس التركي، «داود كاوران أوغلو»، وردّ عليه بشكل مماثل.

- اتصل «يازجي» على إثر ذلك بالعقيد «ليفنت توركّان»، مساعد رئيس هيئة الأركان التركية، «خلوصي أكار، لكنه لم يستطع الوصول إليه، ثم تلقى اتصالا من شعبة البروتوكول في رئاسة الجمهورية وقيل له إن «الوضع متوتر، ولم يبق أي معنى لمجيئه إلى أنطاليا».

- وفي الساعة الواحدة ونصف من صباح اليوم التالي، وصل رفقة «أمين»، إلى قيادة القاعدة الجوية الثانية في منطقة «جيغلي» بولاية إزمير، وأقاموا فيها طيلة الليل، وشاهدوا الصور المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة عبر التلفاز.

وفي السابعة ونصف من صباح ذلك اليوم، توجه إلى مدينة إسطنبول حيث يوجد «الرئيس التركي»، لكنه غيّر طريقه إلى أنقرة بعد تلقيه اتصالًا من نائب السكرتير العام للرئاسة التركية، «نادر ألب أرسلان».

- ومساء اليوم ذاته، وصل إلى مساكن الرئاسة.

 مساعد رئيس الأركان

- بدوره، اعترف العقيد «ليفنت توركّان» في إفادته للنيابة العامة، أنه عضو في منظمة «فتح الله غولن» (الكيان الموازي)، وقدم الاعترافات التالية:

في العاشرة من صباح يوم 14 يوليو/تموز الماضي، علم «توركان» بخطة الانقلاب من العقيد «أوردهان يكيل كان»، مستشار رئيس هيئة الأركان «خلوصي أكار».

- أبلغ «توركّان»، الذي كُلّف بالسيطرة على «أكار»، الجنود المكلفين بحماية الأخير بالخطة كل على حدى.

- عندما بدأت المحاولة الانقلابية (مساء 15 يوليو/تموز) ذهب «توركّان» برفقة «يكيل كان» إلى غرفة رئيس إدارة مشاريع هيئة الأركان التركية، اللواء «محمد ديشلي»، وجرى فيها تناول مواضيع متعلقة بالخطة.

في الساعة التاسعة من مساء ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة، دخل 20 جندياً مسلحاً من قيادة القوات الخاصة إلى مقر هيئة الأركان، وكان توركّان موجودًا فيها.

- وبعد لحظات دخل «ديشلي» إلى غرفة رئيس الهيئة «أكار»، وخرج منها بعد 5 دقائق، ثم أمر الجنود و«توركّان»، بالدخول إليها، ليقوموا بدورهم بتوجيه السلاح صوب «أكار».

- تم نقل الفريق «أكار» إلى خارج مقر رئاسة الهيئة، لكن «توركّان بقي في المقر، وراقب مجريات المحاولة الانقلابية من غرفته عبر شاشة التلفاز، ثم تلقى أمرًا من «ديشلي» للاتصال بـ« شولى أكار»، عقيلة رئيس هيئة الأركان، وإبلاغها بأن حالة الأخير جيدة.

- في التاسعة صباحًا من اليوم التالي، قام بتسليم نفسه للسلطات برفقة بقية الجنود الانقلابيين الذين كانوا معه بعد فشل المحاولة.

رئيس مشاريع  الأركان

من ناحيته، رفض رئيس إدارة مشاريع هيئة الأركان، اللواء «محمد ديشلي»، التهم الموجهة ضده فيما يتعلق بالمحاولة الانقلابية، وزعم أن الانقلابيين هددوه وقالوا له: «أنت تستطيع أن تقنع أكار، فهو يثق بك وإلا سنحتجزكما معًا».

وأضاف أن الانقلابيين أكّدوا له بأن المقاتلات تحلق في الأجواء، وتم إعلان الأحكام العرفية، وأجبروه على الدخول إلى الغرفة المحتجز فيها «أكار».

  كلمات مفتاحية

إفادات كبار قادة الجيش الانقلاب تركيا

الأمل التركي: كيف يمكن أن تستفيد تركيا من انقلابها الفاشل؟

محاولة لفهم ما يجري في تركيا وتفسيره

حتى لا يقع انقلاب تركيا القادم

محادثة الانقلابيين في تركيا على واتس آب: «اسحقوهم .. احرقوهم .. لا مجال للتراجع»

«كولن» يستجدي عطف الإدارة الأمريكية لعدم تسليمه إلى تركيا

«ميدل إيست آي»: لماذا بدا الغرب راغبا في نجاح انقلاب تركيا؟

«محمود أفندي».. الجماعة الصوفية التركية التي شنت أشرس هجوم على قوات الانقلابيين

تعيين 167 جنرالا وأميرالا في قيادات الجيش التركي

ناشط تركي: روح «رابعة» سمت مجددا في ميادين الحرية بتركيا

«ناتو»: لتركيا الحق في امتلاك منظومة دفاع جوي بعيدة المدى

منظمة «كولن» تجري تعديلات في بنيتها التنظيمية ومجلس شوراها