«واشنطن تايمز»: الاعتدال الزائف.. كيف تشكل حركة «كولن» تهديدا للولايات المتحدة؟

السبت 13 أغسطس 2016 06:08 ص

تعد حركة «كولن» تهديدًا لكلًا من الولايات المتحدة وتركيا.        

إن السيد «كولن» هو شيخ مسلم من تركيا، ولم يأخذ قسطًا من التعليم سوى التعليم الابتدائي فقط، وهو شخصية غامضة. ويكشف موقع ويكيليكس أن وزارة الخارجية الأمريكية قد وصفت «كولن» بالإسلامي المتشدد الذي يلبس قناعًا معتدلًا يخفي من خلاله برنامجه المتشدد. وقد أشيع عنه أنه يملك ثروة تقدر بـ 25 مليار دولار، ولا أحد يعلم من أين اكتسب كل هذا المال.

ويعيش السيد «كولن» في الولايات المتحدة كمنفى اختياري حيث يدير شبكة واسعة من المدارس الأهلية والمؤسسات الخيرية والأعمال، ويلاقي اتهامات في محاكم أمريكية وتركية بالتخطيط لمؤامرة للإطاحة بالحكم في تركيا.

وكمالك لأكبر شبكة من المدارس الأهلية في الولايات المتحدة، يحصل السيد «كولن» مئات الملايين من الدولارات من أموال دافعي الضرائب. وتجري الآن تحقيقات حول مخالفات مالية للمدارس التي يديرها في تكساس ولويزيانا وإليونز وأوهايو وولايات أخرى، بالإضافة إلى تحقيق تديره الإف بي آي. ووفقًا للقوانين المحلية فإن العديد من المؤسسات الخيرية والشركات تتبع حركة «كولن» وتلعب دورًا من إعادة تدوير أموال دافعي الضرائب. فمدارس «كولن» تدفع إيجارات عالية في عقارات هي ملك للسيد «كولن».

وبالعودة إلى النشاط الغامض، فإنه قد قام بإحلال تلاميذه بدلًا من المعلمين الأمريكيين المعتمدين والمؤهلين، فيما سماه البعض تبشيرًا تركيًا يحدث للأطفال داخل مدارسه لتحويلهم لفكر جماعته الإسلامية التي تتمحور حول تركيا. ويرى البعض ذلك محاولةً من «كولن» لتحويل أمريكا كما الحال بالنسبة لتركيا، لتصل إلى حكم الشريعة. ويشكل رجاله داخل أمريكا أكثر من 5 آلاف بتأشيرات مريبة عالية المستوى من النوع «إتش-1بي»، وهو عدد أكبر من موظفي جوجل الذين يحملون هذه التأشيرات.

ويواجه السيد «كولن» دعوى قضائية في محكمة الولاية بمقاطعة بنسلفانيا تتهم السيد «كولن» وحركته بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان ضد أعضاء حزب سياسي منافس في تركيا، وتسعى الدعوة للحكم بتسليم السيد «كولن» للمثول أمام المحاكم التركية في هذه التهمة وغيرها من التهم.

وكما في الولايات المتحدة، يواجه «كولن» وحركته تحقيقات واتهامات حول ضلوعه وحركته في تحركات واسعة لاختراق كل مفاصل الحكومة التركية والإعلام والأعمال بالإضافة إلى القضاء بهدف إسقاط النظام الدستوري والانقلاب على الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. وقد قامت الحركة من خلال أعضائها في النيابة العامة والشرطة بالتلاعب لتلفيق تهم كاذبة لأعضاء كبار بالجيش باستخدامات غير مشروعة للهواتف، كما سجنوا صحفيين علمانيين لم يتبعوا الخط الإسلامي الصارم.

وكما الحال في الولايات المتحدة، عملت مدارس «كولن» على السيطرة على العملية التعليمية في تركيا وتحويل الأطراف عن المثل العليا لتركيا الحديثة نحو أفكار أكثر تشددا، مثلما فعلت في أطفال البلاد الأخرى.

ورغم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة المحلية يحققون في أنشطة شبكة مدارس «كولن» التي تتهم بالفساد وغش دافعي الضرائب، يتعين على الـ«إف بي آي» التحرك لتوسيع وتعميق التحقيقات لتشمل معرفة دوافع رجال «كولن» الأتراك من المعلمين الذين يعلمون الأطفال الأمريكيين.

ومن وجهة نظر جيوسياسية، فإنّ تحقيقًا موسعًا سيكشف ما عنته وزارة الخارجية الأمريكية بتصريحها عن «كولن» أنه متشد إسلامي يرتدي قناعًا معتدلًا يخفي وراءه برنامجًا متشدًا. وربما يصل التحقيق لأبعد من ذلك إذا كشف عن وقوفه خلف محاولة الإطاحة بالنظام التركي والتي كان يعني نجاحها ضربة لمصالح الولايات المتحدة في تركيا، فأمريكا لا تحب بالطبع أن يتولى «نظام كولن» المتشدد سدة الحكم في حليف وعضو رئيسي بحلف الناتو في بقعة هامة من العالم.

المصدر | واشنطن تايمز

  كلمات مفتاحية

تركيا انقلاب تركيا الولايات المتحدة فتح الله كولن

«جاويش أوغلو»: ‏العلاقات مع أمريكا ستتأثر إذا لم تسلم «فتح الله كولن»

«الحكومة الليبية» تغلق المدارس التابعة لـ«كولن» وتعتقل 4 من مدرسيها

«جاويش أوغلو»: تعاوننا مع واشنطن في مجال الإرهاب يفرض عليها تسليم «كولن»

«أوباما» و«أردوغان» بحثا هاتفيا تسليم «فتح الله كولن» إلى السلطات التركية

موقع إسرائيلي: «كولن» زار الإمارات مؤخرا وتركيا تحقق في صلات عربية بالانقلاب الفاشل

«يلدريم»: هناك فرق بين منتسبي منظمة «كولن» والذين دفعتهم الصدفة للعلاقة معها

«ديلي صباح»: صديق «كولن» يكشف تعاونه مع «سي آي ايه» وأحلامه في إمامة العالم

«فوربس»: انقلاب تركيا يفتح ملف الأنشطة «المشبوهة» لـ«كولن» في الولايات المتحدة