«فوربس»: انقلاب تركيا يفتح ملف الأنشطة «المشبوهة» لـ«كولن» في الولايات المتحدة

الأحد 14 أغسطس 2016 08:08 ص

بالنسبة للكثيرين، تبدو أحداث 15 يوليو/تموز في تركيا وكأنها أجزاء من فيلم. حيث قامت مقاتلات مصادرة من قبل قسم مارق من الجيش بتمشيط أسطح البرلمان وقصفه. وشوهدت دبابات تحتل جسر البوسفور، وقوات تقوم بالاستيلاء على محطات التلفزيون، ووحدات خاصة لملاحقة الرئيس.

كان يبدو من المستحيل أن مثل هذا الحدث يمكن أن يحدث في دولة يقطنها 80 مليون نسمة وتتمتع بعضوية تحالف حلف شمال الأطلسي المسلح نوويا. لكن للأسف كان هذا الهجوم المروع على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا حقيقي جدا، ونجم عنه عدة آثار، بما في ذلك 238 شخصا قتلوا وجرح الآلاف. ومن المرجح أن يستغرق الجيش عدة سنوات من أجل الانتعاش مرة أخرى.

التعرف على الرجل المسؤول

تم تجديد التركيز في أعقاب محاولة الانقلاب على العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، وشخصية الداعية الإسلامي الغامض «فتح الله كولن»، الذي يشرف على تنظيم ينتشر في جميع أنحاء العالم، من قصر في ولاية بنسلفانيا. حيث أصدرت تركيا مذكرة توقيف وطلبت تسليمه من الولايات المتحدة.

ينفي «كولن» تورطه في الانقلاب الشنيع. ويتكهن محاموه أيضا أنه لا يمكن أن يكون تآمر لتنفيذ الانقلاب لأنه من المرجح أنه، تحت المراقبة الشديدة من قبل وكالات الاستخبارات، فمن المؤكد أنها كانت لتعرف.

ومع ذلك، إذا ما ألقينا نظرة فاحصة على الكيفية التي يدير بها كولن 150 مدرسة مستأجرة من خلال العشرات من الجبهات السرية، فمن الواضح أن هناك قدرة تنظيمية عالية متطورة تحت السطح.

قبل سبعة أشهر، تم تعيين شركتي القانونية من تركيا للتحقيق في أنشطة غير قانونية مشتبه بتعلقها بالشركات المرتبطة بمدارس «كولن». ما وجدناه كان صادما.

عمليات «كولن»

توصلنا إلى أن منظمة «كولن» تحافظ على تسلسل هرمي جامد يتم من خلاله تسليم التعليمات للأسفل، وعادة يتم ذلك في الاجتماعات وجها لوجه مع «كولن» نفسه.

في الجزء العلوي، هناك مجموعة حاكمة من سبعة أعضاء (المجموعة الاستشارية)، تمر تعليماتها على لجنة استشارية، والتي ترسل الأوامر إلى سلسلة من الأئمة الإقليميين، وصولا إلى أئمة البلاد وأئمة المحافظات وأئمة المدينة، أئمة المنطقة، أئمة الحي، وطلاب (دار النور).

قابل الأكاديمي «جوشوا هندريك» أحد أعضاء جماعة «كولن» أثناء الإعداد لكتابه: «سياسة غامضة للسوق.. الإسلام في تركيا والعالم»، حيث أكد أن «كولن» كان يصدر أوامره إلى الأسفل عبر طرف مبهمة يتم تفسيرها من قبل الأعضاء. «كولن» دوما يقول سيكون من الجيد إذا فعلت ذلك، ولم يسبق له أن قال يجب أن يتم ذلك.

على سبيل المثال يوجه «كولن»: لماذا لا نقوم بفتح أحد البنوك؟ لكنه لا يطلب ذلك من أحد ما بعينه. إذا قال «كولن» شيئا فإن أتباعه يعتقدون أنه يجب فعل ذلك.

يتم إدارة الأمر من خلال طبقات، لا يمكن اختراقها على ما يبدو. أنشأ أتباع «كولن» 55 ألف شركة في جميع أنحاء العالم، وجعلوا من أنفسهم أكبر مشغلي المدارس الخاصة في الولايات المتحدة، ويتلقون عشرات الملايين من الدولارات من أموال دافعي الضرائب في كل عام.

مدارس غير مشروعة

أحد الأمثلة يمكن العثور عليها في مدارس «ماغنوليا» العامة في ولاية كاليفورنيا، والتي ألقي القبض على مسؤوليها وهم يتسلمون مبلغ عقد سنوي بقيمة 700 ألف دولار سنويا من مقاول تابع لـ«كولن» من أجل تقاسم مساحة مكاتبهم الخاصة.

وفي أوكلاهوما، صدمت مراجعة الدولة عندما وجدت أن أتباع »كولن» قد دفعوا لمالك أكاديمية دوف للعلوم الأكاديمية أكثر من 3.1 مليون دولار. شملت أحد المعاملات دفع مبلغ 175 ألف دولار من أجل مدارس هارموني العامة في ولاية تكساس. هذه المعاملات غير القانونية شائعة من قبل شبكات التنظيم الذي يهدف إلى تشغيل 46 مدرسة مفتوحة وخمسة عشر أخرى على مدى العامين المقبلين.

دخلت مدارس هارموني مؤخرا في ترتيبات محيرة بعد أن خصص «كولن» 18 مليون دولار لبناء المدارس الجديدة. وبالطبع، يتم تشغيل الكيان المالك للعلامة التجارية جديدة من قبل مدير الميزانية السابق في مدارس هارموني.

هذه الشبكات تنفي رسميا العلاقة مع «كولن» على الرغم من أنه يتم تشغيلها حصريا من قبل أتباعه المعروفين على وجه الحصر تقريبا في الأعمال والعقود. ويسهل معرفة العلاقات والعثور عليها من نماذج الضرائب والوثائق المؤسسة، وبيانات السندات وغيرها من الوثائق. يقوم أنصار «كولن» أيضا بسحب الأموال من التعليم العام واستخدامها لإثراء بعضهم البعض وأجندتهم العامة. ويزعم أن رقما فوق 28 مليون دولار تقريبا تم اختلاسه من أموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة. وعند هذا فإننا بالكاد قد خدشنا سطح ما وجدناه بالفعل حتى الآن.

ووفقا لتقرير صحيفة «تايمز»، فإن هذا السلوك «يثير تساؤلات في نهاية المطاف حول هذه الأموال أو المدارس التي تستخدم أموال دافعي الضرائب لصالح الحركة من خلال الترتيبات المالية مع المؤسسات المحلية التي تعزز تعاليم الحركة».

وهنا هو المكان الذي يمكن أن نجمع فيه فكرة عن الكيفية التي يعمل بها الهيكل الموازي للتنظيم. العديد من المدارس التي تعمل على السطح مع العديد من الموظفين ليس لديهم فكرة عن عمليات الاحتيال المزعومة التي تجري مع المقاولين، والعديد من أعضاء الحركة ذوي النوايا الجيدة حقا. ولكن تحت الطاولة هذه المدارس هي آلات ربح لـ«كولن»، الذي يدخل مبالغ هائلة من المال عبر التبرعات السياسية و الأنشطة غير المشروعة.

ووفقا لشهادة مدرس سابق في مدرسة لـ«كولن»، «ماري أددي»، فإن تشغيل المدارس يتم عبر بنية تشبه الخلايا. حيث يعقد فريق العمل التركي، لقاءات سرية منفصلة، ويتم إجبارهم على إعطاء أجزاء كبيرة من الدخل للجمعيات الخيرية والحملات السياسية على المستويات المحلية والولائية والاتحادية.

تجربة «كولن» في تركيا

كان يعتقد أن أعضاء «كولن» هم جزء لا يتجزأ من الجيش التركي. وقد تم تعليمهم وبناؤهم على مر السنين. على السطح، واصل الجيش العمل بشكل طبيعي في حين أن القوة الموازية تجمعت وراء الكواليس.

وفقا لشهادة تسربت من القائد العام للأركان التركية القوات المسلحة «خلوصي أكار»، الذي اعتقل من قبل الضباط الفاسدين خلال انقلاب 15 يوليو/تموز، مثلت محاولة الانقلاب صدمة هائلة، حتى على أعلى مستويات المجتمعات العسكرية والاستخباراتية. عرض آسر »أكار» عليه ن يتحدث هاتفيا إلى «كولن» واصفا بأنه زعيمه الفكري.

هناك العديد من الأسئلة بين صناع السياسة الأمريكية فيما يتعلق بأحداث محاولة الانقلاب التركية فضلا عن التعامل مع آثار ذلك، وهذا أمر متوقع. ولكن في حين سيسعى الحليفين للعمل من خلالها الصفقات على الصعيد الدبلوماسي، فإن سلطات الدولة الفردية تحتاج حقا أن تستيقظ لانتهاكات قوانين الولايات المتحدة التي تجري في جميع عمليات «كولن».

المصدر | فوربس

  كلمات مفتاحية

كولن انقلاب تركيا الولايات المتحدة مخالفات مادية مدارس كولن العلاقات التركية الأمريكية

«ديلي صباح»: صديق «كولن» يكشف تعاونه مع «سي آي ايه» وأحلامه في إمامة العالم

«واشنطن تايمز»: الاعتدال الزائف.. كيف تشكل حركة «كولن» تهديدا للولايات المتحدة؟

«جاويش أوغلو»: تعاوننا مع واشنطن في مجال الإرهاب يفرض عليها تسليم «كولن»

«أردوغان» يدعو الولايات المتحدة لتسليم «كولن» ويشدد على ضرورة تطهير الجيش

«فتح الله كولن» مهندس انقلاب تركيا الفاشل

أنقرة تنفي تصريحات منسوبة لـ«يلدريم» بخصوص «تورط الرياض» بالانقلاب الفاشل

«قورتولومش»: الأركان والاستخبارات أطلعتا الحكومة على القضايا الأمنية الداخلية والخارجية

الادعاء التركي يطالب بسجن «فتح الله كولن» 1900 عام

إعادة فتح مدارس تابعة لـ«كولن» بالصومال تحت إشراف الحكومة التركية

تركيا تستدعي 300 دبلوماسي من بعثاتها الخارجية ضمن التحقيقات في محاولة الانقلاب

تركيا تشرع في نقل الوحدات العسكرية خارج المدن

وفد من وزارتي «العدل» و«الخارجية» الأمريكية يصل إلى تركيا لبحث تسليم «كولن»

قاض تركي يتسلل الى اليونان مع لاجئين سوريين

رئيس البرلمان الأوروبي يطالب باستمرار المفاوضات لانضمام تركيا

بعد تدخله في عزل رؤساء بلديات.. أنقرة للسفير الأمريكي: لست حاكما لتركيا