«ديلي صباح»: صديق «كولن» يكشف تعاونه مع «سي آي ايه» وأحلامه في إمامة العالم

الأحد 14 أغسطس 2016 08:08 ص

كشف أحد مؤسسي تنظيم «كولن»، وصديق سابق لزعيمه، أن التنظيم يتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي ايه»، وأن «كولن» يحلم بإمامة العالم، بحسب صحيفة «ديلي صباح» التركية.

وتحدث «نور الدين فيرين»، أحد مؤسسي تنظيم «كولن» وأحد الأصدقاء المقربين له منذ عام 1966، حول التعاون الوثيق الذي يجري في الخفاء بين التنظيم وجهاز الاستخبارات الأمريكية «سي آي ايه»، مرجحا أن ترفض الولايات المتحدة تسليمه إلى تركيا بالنظر إلى العلاقة الجيدة بين الطرفين والتي تقوم على المصالح المشتركة.

وقال «فيرين»، المنشق عن التنظيم في عام 1996، على إثر خلافات فكرية عميقة مع «كولن»، أنه «يسعى إلى الوصول إلى سلطة دينية تخوله بأن يكون إماما للعالم»، مستعينا بالدعم والتسهيلات الأمريكية التي تقدم له «مقابل تسريب معلومات استخباراتية حساسة حول تركيا، من خلال تغلغله في الأوساط العليا في الدولة».

كيف بدأ تنظيم «الخدمة»؟

واتهم «فيرين» صديقه السابق بأنه زور شهادة دراسية له للتمكن من العمل كإمام في مؤسسات الدولة، وقال إنه لا يحمل سوي شهادة التعليم الابتدائي، مؤكدا أنه التقاه في مسجد صغير حيث عمل إماما لأول مرة، وبدا لاحقا في تأسيس التنظيم عام 1966.

وقال «فيرين»: «إن الوضع العام في السبعينيات كان ملائماً جداً لبدء نشاط التنظيم، حيث كان الصراع محتدما بين اليمين المتطرف واليسار التركي، وكان المحافظون يتعرضون للتضييق، فاقترح كولن أن يتم احتواؤهم من خلال استئجار منازل تكون سكنا لهم».

بهذه الطريقة، بدأ التنظيم بالتعاون مع رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال لجمع التبرعات واستئجار منازل وشقق للطلاب، ثم ما لبث أن تحول إلى مشاريع أضخم لبناء عدد من السكنات الطلابية وصل عددها إلى 100 مجمع سكني في عموم تركيا في عام 1980.

ولاحقا استقطب التنظيم أصحاب رؤوس الأموال المضيق عليهم، وكانت هذه البداية هي ما أعطت التنظيم اسم «الخدمة».

ونوه «فيرين» إلى أن قانون ترخيص المدارس الخاصة في تركيا، الصادر عام 1983، جاء لصالح تنظيم «كولن»، الذي سارع إلى افتتاح مدارس خاصة ومدارس تقوية وهو ما أمن التدفق المالي إلى جيوب التنظيم.

العلاقة مع المخابرات الأمريكية

يقول صديق زعيم تنظيم «الخدمة»، أن تفكك الاتحاد السوفييتي مهد الطريق أمام «كولن» لنقل تجربته خارج تركيا فقام بافتتاح العديد من المدارس في الجمهوريات التركية التي خرجت من سلطة الاتحاد السوفييتي، وتم تأمين الكثير من التسهيلات لتواجد التنظيم وتغلغله في تلك الدول.

وكانت هذه هي نقطة البداية في العلاقة بين التنظيم والـ(سي آي إيه)، على حد قول «فيرين»، الذي أشار إلى أن الاستخبارات الأمريكية كانت متغلغلة هي الأخرى في بنية الجمهوريات الناشئة، وكانت قد أغرقت السوق بأساتذة اللغة الإنجليزية المرتبطين بها.

وقال «فيرين»: «لقد حضرت العديد من الاجتماعات العليا في التنظيم، وكان كولن يأمر أتباعه فيها بالسيطرة على الجيش وجهاز الشرطة والقضاء، وكنا نظن أننا نربي الجيل الناشئ على الأخلاق الصالحة والمحافظة، وخدمة الوطن، لكن العالم انهار من حولي».

وقال إنه بعد أن حذر «كولن» من سياساته، «تم عزلي وإبعادي عن التنظيم ووصلتني رسالة تحذير من الاقتراب منه أو من أتباعه».

وأشار إلى أن هذا التنظيم «ينتهج سياسة التغلغل في صفوف ومؤسسات الدولة منذ ما يقارب الأربعين عاما»، مشيرا إلى الحاجة إلى تطهير المؤسسات من عناصره.

تدبير الانقلاب

ويؤكد «فيرين» أن المحاولة الانقلابية الفاشلة كانت من تدبير تنظيم «كولن» والاستخبارات الأمريكية معا، وأن الاثنين يسعيان إلى الإطاحة بحكم «رجب طيب أردوغان».

وأضاف: «الأمر كله متعلق بالنمو السريع لتركيا، وبأردوغان، الذي لا يمكن السيطرة عليه»، ضاربا المثل بالرئيس المصري (السيسي)، قائلا: «هل تريد الولايات المتحدة الديمقراطية في مصر؟»، وأجاب: «لا، هي تريد شخصا تسهل السيطرة عليه».

وحول الخلاف بين أنقرة وواشنطن بخصوص موقف الأخيرة من «كولن»، ومطالب تركيا بإرجاعه، رجح «فيرين» ألا تستجيب واشنطن للمطالب التركية، نظرا لأنها لا تزال بحاجة إليه.

وأضاف: «لم يحن بعد موعد انتهاء صلاحية كولن، فهو لديه العديد من المدارس حول العالم، وهناك تدفق من المعلومات الاستخباراتية عبر تنظيمه إلى الاستخبارات الأمريكية».

وحول رغبة «كولن» في إمامة العالم، قال «فيرين» أن «كولن له طموحات وخطط حول مستقبل العالم، وأتباعه يعتبرونه الإمام الأعلى للكون». مؤكدا أنه لا يهمه «الخلافة»، وقال مرة إنه لا يريد حتى رئاسة الولايات المتحدة، وإنما يهدف إلى أن يكون إمام الكون، وأن يحكم العالم بأيديولوجيته الخاصة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا انقلاب تركيا كولن الولايات المتحدة سي آي ايه أمريكا العلاقات التركية الأمريكية جماعة الخدمة

«واشنطن تايمز»: الاعتدال الزائف.. كيف تشكل حركة «كولن» تهديدا للولايات المتحدة؟

«أردوغان»: على أمريكا أن تلزم حدودها .. وهناك دول لم تهنئنا وقفت مع الانقلاب

«جاويش أوغلو»: تعاوننا مع واشنطن في مجال الإرهاب يفرض عليها تسليم «كولن»

«أوباما» و«أردوغان» بحثا هاتفيا تسليم «فتح الله كولن» إلى السلطات التركية

«أردوغان» يدعو الولايات المتحدة لتسليم «كولن» ويشدد على ضرورة تطهير الجيش

«فوربس»: انقلاب تركيا يفتح ملف الأنشطة «المشبوهة» لـ«كولن» في الولايات المتحدة