قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الجمعة، إن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعرف حدودها جيدا، مشيرا إلى أن تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين وانزعاجهم من اعتقال جنرالات انقلابيين في الجيش التركي مزعجة للغاية.
وأكد الرئيس أن مثل هذه التصريحات الأمريكية تدل على من الذي يقف خلف الإنقلابيين، قائلا «التصريحات تشير إلى من يساعد الانقلابيين، ومن هو العقل المدبر الذي يقف وراءهم».
وانتقد الرئيس التركي بشدة تصريحات مسؤول أمريكي رفيع المستوى قال إن «سجن ضباط الانقلابيين من الجيش التركي، ممن كانت واشنطن على تواصل معهم قد يؤثر على مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأشار «أردوغان» في كلمة ألقاها في العاصمة أنقرة إلى أن «الرأي العام العالمي بدأ يتحدث عن مخاوف وقلق على خلفية الاعتقالات التي تمت عقب محاولة الانقلاب، لكننا سنعتقل المذنبين مهما كان عددهم».
وأضاف أن «الدول التي لم تهنئنا بإفشال الانقلاب وقفت مع المتآمرين».
وأوضح أن الشعب التركي كتب ملحمة في الديمقراطية، فالعالم كله شهد على وقفة الشعب المشرفة من أجل الشرعية، مضيفًا «ما أعظم شعب تركيا وما أقواه».
وجاءت تصريحات «أردوغان» هذه في معرض الرد على تصريحات مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية «جيمس كلابر»، الذي زعم أن سجن ضباط (انقلابيين) من الجيش التركي ممن كانت واشنطن على تواصل معهم، قد يؤثر على مكافحة «الدولة الإسلامية».
وكان الجنرال في الجيش الأمريكي «جوزيف فولتير» قد عبر في وقت سابق عن قلقه على مستقبل العلاقات بين بلاده وتركيا وذلك عقب اعتقال قادة محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في النصف من الشهر الجاري، الذين وصفهم الجنرال بأنهم «حلفاء مقربون للولايات المتحدة الأمريكية».
يذكر أن مصر عرقلت إصدار بيان بالإجماع لـ«مجلس الأمن» يندد بمحاولة الانقلاب الفاشل في تركيا، في خطوة تظهر ما يضمره الجانب المصري من مساندة لمحاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد.
وخلال المناقشات في «مجلس الأمن» اعتبرت مصر أنه لا يعود إلى «مجلس الأمن تحديد ما إذا كانت الحكومة (التركية) منتخبة ديمقراطيا، وطلبت إلغاء هذه العبارة، حسبما أوضح دبلوماسي معتمد في مقر «الأمم المتحدة».
ورغم إلحاح الولايات المتحدة تمسك المندوب المصري بموقفه هذا، ما دفع المندوب الأمريكي إلى التخلي عن مشروع البيان، لأن البيانات تصدر بإجماع الأعضاء الـ15.
ومصر عضو غير دائم في «مجلس الأمن» وعلاقتها مع السلطات التركية متوترة بسبب ما تعتبره دعما يقدمه الرئيس «رجب طيب أردوغان» إلى جماعة «الإخوان المسلمين».
وكان رئيس الوزراء المصري «شريف إسماعيل» قد صرح في وقت سابق أن «القاهرة ستدرس طلب كولن للوجوء في مصر إذا تقدم به».
وفي السياق ذاته، أعلن قيادي بارز بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أن سلطات بلاده تحقق حاليا في تورط القيادي المفصول بحركة فتح «محمد دحلان» مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف الشهر الجاري.
وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية بسراييفو، (بحثي غير حكومي)، هناك بعض الشبهات القوية حول تورط «دحلان» المقيم في الإمارات حاليا والذي يحمل جواز سفر الجبل الأسود وصربيا، في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا.
يذكر أن العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، تعرضتا منتصف الشهر الجاري، لمحاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ«منظمة الكيان الموازي»، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
في المقابل، خرجت احتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.