حالة من الغضب، تتجه نحو تقديم استقالات جماعية، تنتاب قطاعا داخل حزب النور، أكبر الأحزاب السلفية في مصر، عقب الإعلان عن تكريم الحزب لنائبه ومتحدثه الرسمي السابق «نادر بكار»، والذي يتهمه قطاع داخل الحزب بالتطبيع مع (إسرائيل).
وكانت أزمة، أثيرت خلال الأسبوعين الماضيين، بعدما تم تسريب خبرا عن لقاء جمع بين «بكار» ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة رئيس حزب كاديما اليميني المتطرف «تسيبي ليفني»، في أمريكا.
وبحسب مصادر لموقع «24»، فإن قطاعا من تلاميذ الدكتور «محمد إسماعيل المقدم»، مؤسس الدعوة السلفية، المرجعية الدينية لحزب النور، يتجهون لتقديم استقالات جماعية، لرفضهم لقاء «بكار» بـ«ليفني».
جاء قرار الاستقالة، بحسب المصادر، بعد بيان الحزب الذي صدر، ولم ينفِ فيه «بكار» مشاركته في محاضرة الوزيرة الإسرائيلية، التي كان الحضور فيها اختيارياً.
وأكدت المصادر أن، جبهة تلاميذ نائب رئيس الدعوة السلفية «ياسر برهامي»، الذين يسيطرون على مفاصل الحزب، أوقفوا مطالب بعض أعضاء الحزب بالتحقيق مع «بكار».
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الحزب أعلن تكريم «بكار»، في حفل، يعقد الجمعة المقبل، بمناسبة حصوله على الماجستير في الإدارة الحكومية من جامعة هارفارد، مع عدد من الحاصلين على الماجستير والدكتوراه من أعضاء الحزب، دون إشارة إلى «قضية التطبيع»، والتي دفعت عدداً كبيراً من قواعد الحزب للغضب والاستقالة.
الخبير في الحركات الإسلامية الدكتور «عادل نعمان»، قال إن تكريم «بكار»، يؤكد أن حزب النور كان على علم بلقائه مع «ليفني» دون اعتراض منه.
وأضاف: «يمارس حزب النور براغماتية سياسية، كما أن لديه ازدواجية بين خطابه وبين أفعاله، بينما يدعي أنه حامي الشريعة في الدستور، ويشمل منهجه على معاداة (إسرائيل) حتى أن قياداته لا تقول إلا الكيان الصهيوني واليهود، بينما يلتقونه على أمل أن يكون ذلك اللقاء سبباً في ارتفاعهم سياسياً، بينما هم سقطوا في الفتنة».
وكان بيان لحزب النور، قبل أسبوع قال إن «كل نشاطات نادر بكار هناك كانت في إطار الجامعة والكلية، التي يدرس فيها، ولم يتعد ذلك وبصفته طالب كباقي الطلاب وليس بصفة حزبية أو أي صفة أخرى، وحرص على أن يقدم نموذجًا مشرفًا للشاب المصري الذي يحمل هم وطنه وقضايا أمته».
ولم يؤكد الحزب كما أنه لم ينفِ، لقاء «بكار» و«ليفني»، سواء كان سريا أو بصورة علنية.
وخسر حزب «النور»، في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي عقدت مطلع العام الجاري، رغم أنه الحزب الإسلامي الوحيد، الذي شارك في الانتخابات التي جرت بعد الانقلاب الذي دعمه حزب النور، على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب، في يوليو/ تموز 2013.