«الجبير» للأوروبيين: اطردوا الأئمة المحرضين على الكراهية ولو كانوا سعوديين

السبت 23 يوليو 2016 01:07 ص

وجه وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» كلمة إلى أوروبا التي تعرضت في الفترة الأخيرة لهجمات إرهابية قائلاً: «ليس لدينا أئمة نرسلهم إلى أوروبا، وإذا كانوا يحرضون على الكراهية في بلدانكم امنعوهم من الوعظ. إذا كانوا سعوديين، اطردوهم من بلدانكم، ولكن لا تلقوا اللوم على الآخرين. تعاملوا مع الأمر»

وأكد «الجبير» في حديث لمجلة بوليتيكو أن «السعودية طهرت مساجدها من الأئمة الذين قد يلهمون الراديكاليين الذين ضربوا حول العالم وفي المملكة أيضا»، بحسب ما نقل عنه موقع 24.

ووجه تحذيراً آخر لنظرائه الأوروبيين، قائلاً إنه «على رغم صعود إيران وتراجع أسعار النفط وحملة الهجمات المكثفة من داعش (الدولة الإسلامية)، يجب عدم الاستهانة بنفوذ المملكة وقدراتها»

وذكر أن «المملكة تجاوزت الانقلابات الإقليمية التي حصلت في خمسينات القرن الماضي واضطرابات سبعينات القرن الماضي، بعد حملة عنيفة على المعارضين في الداخل، وانتفاضات الربيع العربي، مؤكداً أنها ستتجاوز دوامة الاضطرابات الأخيرة، و«ليس مستحسناً أبداً إلغاء السعودية».

من جهة أخرى، قال رئيس الدبلوماسية السعودية إن أي تغيير في المملكة سيكون تدريجياً، إلا أنه أكد أن السعودية هي الآن أكثر انفتاحاً على الاستثمارات، لافتاً إلى فرص استثمار في الدفاع والتعدين والطاقة الشمسية والسياحة والترفيه. 

وأفاد أن «النفط قد يختفي في غضون 20 أو 30 سنة، فماذا نفعل عندها، إذا لم يكن لدينا اقتصاد دينامي وخلاق ومستدام».

ورفض «الجبير» الفكرة القائلة إن الإصلاحات الواسعة التي أطلقت بموجب (رؤية 2030) سببها التراجع الكبير في أسواق النفط من أكثر من 100 دولار للبرميل عام 2014 إلى أقل من 50 دولاراً الآن. 

ومع ذلك، أكد أن أولوية السعودية في الأشهر المقبلة ستكون استقرار التحولات غير المنتظم في أسعار النفط، مضيفاً أن الاضطرابات السياسية العالمية تزيد التقلبات.

الهجوم على إيران 

وألقى «الجبير» بالمسؤولية عن الكثير من المشاكل التي تواجه المنطقة، على إيران، قائلاً إن الجماعات التي تدعمها طهران، كحزب الله في لبنان وسوريا حيث تقاتل الميليشيا الشيعية في صفوف قوات النظام السوري، والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن، هي التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط، مضيفاً أن إيران تحرض على التمرد في صفوف شيعة البحرين والسعودية. 

ورأى أن «إيران في ثورة...تريد إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية، وهذا جنون لأنها انتهت منذ قرون».

وعلى رغم الدعم الإيراني والروسي لنظام «الأسد»، لفت «الجبير» إلى أنه «من الخطأ الاعتقاد، كما يفعل البعض في أوروبا، أن ثمة مستقبلاً سياسياً للأسد في سوريا».

ووصل «الجبير» إلى بلجيكا عشية الذكرى السنوية الأولى لتوقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا. 

والتقى الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي «فيديريكا موغيريني» التي اضطلعت بدور رئيسي في المحادثات التي أدت إلى الاتفاق.

وفي ما يتعلق بروسيا، قال إن السعودية مستعدة للتعاون مع نظيرتها المنتجة للنفط، مشيراً إلى أنه يمكن لموسكو أن تصل إلى سوق دول مجلس التعاون الخليجي ومجموعة من الاستثمارات تفوق تلك التي تحصل عليها الصين، وسيكون من المنطقي أن تقول موسكو أن ما يصب في مصالحها هو تعزيز علاقتها مع الرياض وليس مع الأسد.

وفيما يبلغ حجم التجارة بين الرياض وموسكو نحو عشرة مليارات دولار، قال «الجبير «إننا مستعدون لمنح روسيا حصة في الشرق الأوسط تجعل روسيا أقوى من الاتحاد السوفياتي».

وأضاف: «نختلف على سوريا، ليس كثيراً على نهاية اللعبة، وإنما على طريقة الوصول إلى هناك". وأكد أن «أيام الأسد معدودة...لذا اقبلوا الصفقة حيث يمكنكم».

التغييرات في السعودية

وعن التغييرات في السعودية، قال إن الإصلاحات الإقتصادية يجب أن تترافق مع تغيير اجتماعي، وإن يكن أكد أن ذلك سيكون تدريجياً وبطيئاً.

وقال: «سيحصل ذلك، أنا متأكد من ذلك"، بما فيه التغيير في وضع المرأة التي تمثل نصف المجتمع السعودي وما نسبته 55% من المتخرجين الجامعيين».

وأضاف أن «القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة تأتي من المجتمع لا من الحكومة"، موضحاً أن "هدفنا هو توفير فرص لا تغيير التركيبة الإجتماعية لمجتمعنا. لا نستطيع فرض التغيير على الشعب، ولكن علينا السماح للمجتمع بالتغير».

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية أوروبا الجبير أئمة

صار الوعظ مهنة تدر على صاحبها الأموال

«فورين بوليسي»: من مصلحة حكومات الخليج معالجة الكراهية والتحريض الديني داخل مجتمعاتهم

«ذا إيكونوميست» ترصد تضييقات الدول العربية الأمنية على المساجد والأئمة

نائب أمريكي يؤكد أهمية دعم وتمويل السعودية لأمريكا في "القضاء على الإرهاب"

الأوقاف السعودية: الأئمة المبعدين "منغصين ومكابرين"

‏المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية: «الجبیر» يعيش أياما صعبة