بلاغ ضد الأولى على الثانوية العامة بمصر.. والتهمة: إهانة «السيسي»

الثلاثاء 26 يوليو 2016 05:07 ص

تجاهلت وزارة التربية والتعليم المصرية، الطالبة «أميرة العراقي»، الأولى على الثانوية العامة، عقب إعلان نتيجتها والكشف عن انتماء والدها لجماعة «الإخوان المسلمين» وأنه محكمة عليه بالمؤبد.

وجاء تجاهل الوزارة في عدم اتصال وزير التربية والتعليم المصري بالطالبة، في التقليد المعروف باتصال الوزير بأوائل الثانوية العام. 

وتقدم «سمير صبري» المحامي بالنقض والدستورية العليا، أمس الاثنين، ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا ضد «أميرة»، بتهمة إهانة رئيس الجمهورية.

ووصف صبري المشكو في حقها بأنها «خائنة تعلمت علي أرض مصر ونجحت في الثانوية العامة وحصلت علي المركز الأول ابنة إرهابي إخواني».

وأضاف المحامي بأنها «ظهرت بأسلوب فج علي إحدى القنوات الإخوانية الخسيسة في مداخلة أجراها معها المدعو محمد ناصر الخائن للوطن والهارب إلي تركيا»

وقال إن «محمد ناصر عندما سأل المشكو في حقها إذا دعاكي الرئيس عبد الفتاح السيسي لتكريمك .. فهل ستقبلي الدعوة ـ أجابت وبصفاقة أرفض مقابلة السيسي لأنه قاتل وخائن ويتعين محاكمته بل وإعدامه».

 وانتهي في بلاغه إلى أنه من الثابت «أن ما رددته على شاشات قنوات إخوانية تبث سمومها من تركيا يشكل العديد من الجرائم الجنائية، أولها التطاول علي رئيس الدولة المصرية والتحريض ضد سيادته وثانيها الانتماء إلي تنظيم الإخوان الإرهابي، مما يحق معه للمبلغ التقدم بهذا البلاغ ضدها لاتخاذ الإجراءات القانونية وإحالتها للمحاكمة العاجلة».

وفي أول تصريح لها، قالت «أميرة إبراهيم عراقي»، طالبة الثانوية العامة، إن والدها هو «الدكتور إبراهيم العراقي، أستاذ الجراحة والمسالك البولية في جامعة المنصورة والمحكوم عليه بالمؤبد بتهمة التحريض على القتل والانتماء لجماعة محظورة والذي يقضي فترة العقوبة منذ عامين ونصف في سجن وادي النطرون».

كما أكدت أميرة «أن حبس والدها كان له أثار نفسيه سيئة جدا عليها أثناء فترة دراستها ولكنها أصرت على النجاح والتميز من أجل شعورها أن هذه النتيجة ستدخل الفرحة والسرور على قلب والدها»، وأشارت إلى «أنها سوف تقوم بزيارته من أجل إبلاغة بالنتيجة».

وأضافت «أنها لم تقم بزيارته خلال فترة حبسه سوى 4 أو 5 مرات فقط بسبب أن الزيارة كانت تتطلب أيام طويلة وشروطاً صعبة».

وتابعت «أن هناك عددا كبيرا من المعتقلين ولا يصح غض البصر عنهم وعن الأحداث الجارية وقبول التكريم».

وهنأت حركة «6 إبريل»، القيادي الإخواني المعتقل إبراهيم عراقي علي عراقي، لحصول ابنته على المركز الأول في الثانوية العامة. ووجهت الحركة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» رسالة للمعتقل قالت فيها «إلى المعتقل السياسي في سجون السيسي إبراهيم عراقي علي عراقي.. مبروك بنتك طلعت الأولى على الجمهورية في الثانوية العامة». 

وأثار التجاهل الكثير من الجدال على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، حيث تداول عدد من النشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، منشوراً يفيد «أن الطالبة أميرة إبراهيم عراقي، بمدرسة الهدى والنور الخاصة الثانوية بغرب المنصورة، والحاصلة على المركز الأول مكرر شعبة «علمي علوم» بمجموع 409.5، هي ابنة المعتقل الدكتور إبراهيم العراقي المحكوم عليه بالمؤبد بتهمة التحريض على قتل السيد العيسوي والانتماء لجماعة محظورة».
ودشن النشطاء وسما بعنوان «#مبروك_يا_أميرة» قاموا فيه بتهنئة الطالبة، والدعوات لها بأن ينال والدها حريته. 

وأضاف النشطاء، «أن والد أميرة، معتقل منذ عام 2014 قبل دخولها الثانوية العامة، والتي انتهت منها دون حضور والدها طوال العامين بالكامل، كما أنها قضت أغلب أيام الدراسة في زيارات والدها بالأقسام والسجون، فضلا عن حضور جلسات محاكمته وتلقت خلالها عشرات الأخبار السيئة، والتي لم يكن آخرها الحكم على والدها بالسجن 25 عاما، ولكنها رغم ذلك تمكنت من النجاح والتميز في مرحلة الثانوية العامة».

من جانبه، قال «بشير حسن»، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، «إن الوزير لم يتصل بالطالبة أميرة العراقي إحدى أوائل الثانوية العامة ولكن ليس لأن والدها إخواني كما تردد»،.
وأشار إلى أن الطلاب الأوائل ليس مكتوبا انتماؤهم السياسي أمام أسمائهم. 

وأضاف خلال مدخلة هاتفية في برنامج «العاشرة مساء»، المذاع على فضائية «دريم»، «أن هناك 93 طالبا من الأوائل، والوزير اتصل بـ8 أسماء فقط ولم يكن لديه الوقت الكافي للاتصال بباقي الطلاب، ولكنه ذكر أسماء الطلاب في المؤتمر الصحافي وهم 93 طالبا».

وتابع«أنه أول مرة يعلم أن الطالبة أميرة والدها إخواني، ولا يضير الطالبة ذلك».

وأوضح«أن الموضوع ليس بالفضيحة وهناك سوء فهم للأمر، ولم يكن هناك ترصد لعدم الاتصال بالطالبة أميرة العراقي»، مؤكدا أنه بصفته المتحدث باسم التربية والتعليم وباسم الوزير يتقدم بالتهنئة إلى الطالبة أميرة، وأنها ستكون ضمن المكرمين في حفل الوزارة قريبا.

و«أميرة»، هي ابنة الدكتور «إبراهيم عراقي»، مرشح الإخوان المسلمين في انتخابات البرلمان في 2010، وهو أكاديمي مصري متخصص في أمراض الكلى والمسالك البولية، له أكثر من خمسين بحثا منشورا، وشارك في عشرات المؤتمرات العلمية.

وعارض انقلاب «عبدالفتاح السيسي»، فاعتقل وأطلق سراحه، ثم اعتقل واحتجزت ممتلكاته، وفي مايو/ أيار 2015، صدر عليه حكم بالسجن المؤبد 25 عاما.

وقضت «أميرة» أغلب العامين الماضيين في حضور جلسات محاكمة والدها وزيارات السجون ما بين سجني جمصة الذي احتجز فيه في بداية القبض عليه، قبل نقله إلى سجن المنصورة.

وفي تقرير لمؤسسة «إنسان» للحقوق والحريات، روت «أميرة»، تفاصيل اعتقال والدها موضحة أنه قبض عليه مرتين الأولى في أحداث فض رابعة، في 14 أغسطس/ آب 2013، وأفرجت عنه محكمة جنايات بكفالة في ديسمبر/ كانون الأول 2013، مع التحفظ على ممتلكاته، ليعاد اعتقاله مرة أخرى بعدها بأيام في 10 يناير/ كانون الثاني 2014 أثناء خروجه من أحد المساجد، متسائلة: «ماذا فعل والدي دكتور إبراهيم.. بدلا من توقير العلماء وتقديرهم يتم اعتقالهم وتوجيه تهم لهم دون أدنى حق، وتم توجيه قضيتين وتوجيه العديد من التهم له؟!».

و«إبراهيم عراقي»، عمل ضابطا بالقوات المسلحة من 1983 إلى 1984، وهو عضو بمجلس إدارة الجمعية المصرية لجرّاحي المسالك البولية منذ عام 2003، وكان أستاذا بمركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، قبل أن يتم فصله من منصبه عقب الانقلاب.

شارك في عشرات المؤتمرات العلمية بالولايات المتحدة وأوروبا والهند وباكستان وماليزيا وكندا والدول العربية، وكان له دور بارز في نشر جراحة مناظير البطن في أقسام المسالك البولية في جامعات مصرية.

وله أكثر من خمسين بحثا منشورا في المجلات العلمية العالمية معظمها في تخصص مناظير المسالك البولية.

وقد عرف بمساندته للقضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني، وسبق له أن سافر إلى غزة، ضمن وفد طبي.

يشار إلى أن العام الماضي، كان 5 من أبناء جماعة «الإخوان المسلمين»، ضمن أوائل الثانوية العامة، من بينهم الطالبة «مريم سعيد محمد عبدالرحمن حسن»، والتي حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية، وهي ابنة شقيقة الرئيس السابق «محمد مرسي» المنتمي للجماعة.

وحصلت «مريم» الطالبة في معهد العواسجة بههيا بمحافظة الشرقية على مجموع  603 لتحصل على المركز الثاني على الجمهورية.

ومنذ الانقلاب على «محمد مرسي» أول رئيس مصري مدني منتخب، تقود السلطات الحاكمة حملة ضد جماعة «الإخوان المسلمين»، وأعضاءها، حيث اعتقلت منهم الآلاف، كما قتل المئات خلال فض المظاهرات والاعتصامات، فيما أعلنت الحكومة المصرية جماعة «الإخوان المسلمين»، جماعة «إرهابية» في ديسمبر/ كانون الأول 2013.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر الثانوية العامة حركة 6 أبريل جماعة الإخوان المسلمين

«أميرة عراقي» الأولى على الثانوية العامة في مصر ابنة قيادي إخواني محكوم بالمؤبد

‏مصر.. إلغاء امتحان جديد في الثانوية العامة وإعادة جدولة 3 آخرين بسبب تسريبها

قيادي «إخواني»: «السيسي» ألغى لقاءه بأوائل الثانوية لأن بينهم أبناء قياديين بالجماعة

أبيات شعرية.. هدية سجين سياسي لابنته الأولى على الثانوية بمصر

للعام الخامس.. أبناء المعتقلين في مصر من أوائل الثانوية العامة