انقلاب تركيا الفاشل يعمق مشاكل المعارضة السورية

الثلاثاء 26 يوليو 2016 12:07 م

نوه تحليل نشرته مؤسسة «ستراتفور» الاستخباراتية أن محاولة الانقلاب في تركيا شغلت أنقرة عن دعم المقاومة السورية، وحذر من أن هذا لا يبشر بالخير بالنسبة لفرص المعارضة في الأشهر المقبلة، في ظل استمرار الدعم الروسي وغيره لـ«نظام الأسد» الذي لم يتوقف.

ويشير التحليل الذي جاء بعنوان: «متمردو سوريا يخسرون الدعم في وقت هم في أشد الحاجة إليه»، إلى أن الولايات المتحدة، تسعى لمزيد من التعاون مع روسيا في سوريا، ما يعني أنه من غير المرجح أن تزيد المساعدات للمقاومة السوريين في وقت تقع فيه المقاومة تحت ضغط شديد من خصومها.

وقال التحليل إن هذا يتجلى هذا بوضوح في مدينة حلب، وما حولها، حيث تجري معركة حاسمة تحاصر فيه القوات الموالية لـ«بشار الأسد» الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة، وتحاول المقاومة التخفيف من حدة الحصار، في وقت تعاني فيه هذه الوحدات من نقص الأسلحة والذخائر والإمدادات من تركيا المجاورة. وهو ما سيضطر الثوار لاتخاذ موقف دفاعي في الأشهر المقبلة بدلا من الهجوم لكسب الأراضي.

الولايات المتحدة تتخلي عن المقاومة

وأضاف إن التعاون الأمريكي الروسي يمثل مشكلة للمقاومة، وذلك لسببين:

(أولا): التنسيق بين واشنطن وموسكو على استهداف واحدة من المجموعات الأكثر فعالية وهي «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، التي تتعاون مع المقاومة رغم الخلافات بينهما في مواجهة القوات السورية الحكومية. ويشير إلى أن إضعاف «جبهة النصرة»، معناه إضعاف المقاومة السورية، وهو ما يصب في نهاية الأمر في مصلحة الحكومة والنظامز

(ثانيا): زيادة التنسيق الأمريكي الروسي يعني عدم تحقق توقعات المقاومة السورية بزيادة المساعدات الأمريكية والأسلحة التي وعدت واشنطن بها في حال فشلت محادثات جنيف في إنهاء الحرب الأهلية، بعدما أظهرت واشنطن حرصها على تجنب تصعيد التوتر مع روسيا والقوات الموالية (إيران وحزب الله)، لأن ذلك قد يقوض الجهود العسكرية الأوسع لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية.

صراعات المقاومة الداخلية

ويرى المركز الأمريكي أن هناك خيارا أكثر سوءا يواجه المقاومة هو الاقتتال الداخلي إذ تستهدف «جبهة النصرة» المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة، ردا على هجمات الولايات المتحدة على وحداتها.

ويعتقد أن هناك مشكلة أخري تتمثل في احتمالات انشقاق وحدات من المقاومة عن التحالف المشترك، بحيث تسعي الوحدات الأكثر قدرة عسكريا لمواصلة القتال. مشيرا إلى أن بعض حلفاء المقاومة خصوصا قطر وتركيا، يسعون لإقناع «جبهة النصرة» أن تنأى بنفسها عن القاعدة، كي توقف الحشد الأمريكي ضدها، والذي يصعب من مهمة المقاومة الموحدة ضد نظام «الأسد». (الخليج الجديد: ترددت أنباء عن نجاح هذه المساعي واتجاه جبهة النصرة إلى تغيير اسمها بعد أن تعلن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)

دعم «بشار» الخارجي مستمر

ومما يزيد مشاكل المقاومة أيضا في ظل الانشغال التركي، أن الدعم المقابل لـ«نظام الأسد» عبر حلفائه لا يزال مستمرا، فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، حافظت إيران وحزب الله وروسيا على مساعداتها المباشرة، وزادت عليها تكثيف الهجمات على المقاومة.

ففي محافظة حلب الجنوبية، على سبيل المثال، زادت الجهود الإيرانية والضربات الجوية الروسية لمحاصرة الأجزاء التي تسيطر عليها المقاومة في مدينة حلب، كما وعد زعيم حزب الله، «حسن نصر الله» في خطاب ألقاه في أواخر يونيو/حزيران، بتعزيز وجود جماعته في جميع أنحاء سوريا.

ولأن المقاومة السورية تعتمد على المساعدات الخارجية من دول المنطقة وخارجها، فقد يشكل التحول في موقف واشنطن، وانشغال أنقرة بانقلابها خطرا جديا باتجاه إضعاف موقف المقاومة في مناطق شمال سوريا (حلب الجنوبية والشمالية اللاذقية) لأن الموارد محدودة، ما يعني إعطاء الأولوية للدفاع عن المناطق الرئيسية المهددة من قبل الجيش السوري وحلفائه.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان المعارضة المسلحة الانقلاب التركي الفاشل

«كيري»: نأمل في إعلان خطة للتعاون مع روسيا بشأن سوريا في أغسطس

مصدر: «جبهة النصرة» تغير اسمها بعد فك الارتباط و«الجولاني» سيظهر وجهه

«بروكنغز»: الجغرافيا السياسية لانقلاب تركيا الفاشل

فشل الانقلاب: الطبقة الوسطى المتدينة ترسم مستقبل تركيا على حساب النخبة الكمالية

«جورج فريدمان»: التداعيات المحلية والجيوسياسية للانقلاب الفاشل في تركيا

كيف استطاع أردوغان إجهاض الانقلاب؟