استأنف السياح القطريون رحلاتهم إلى تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها أنقرة وإسطنبول الشهر الماضي.

وأكدت المكاتب السياحية أنه بعد مرور فترة على محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا مؤخرا، فإن تركيا أصبحت وجهة أساسية للعائلات القطرية.

وأشار مدراء المكاتب السياحية، أنه خلال الأيام التي حدثت فيها الاضطرابات توالت عمليات إلغاءات الحجوزات إلى تركيا حيث تم استبدالها بوجهات أخرى والبعض لم يتمكن من إعادة الحجز ودفع التكاليف إلى دولة اخرى لذلك اختار البقاء في الدوحة وتأجيل الإجازة إلى عيد الأضحى، وفقا لصحيفة «الوطن» القطرية.

من جانبه قال الخبير السياحي «زهير جبراق»، إن «هناك الكثير من المواطنين الذين كانوا يقضون إجازتهم في تركيا عادوا فور حدوث الانقلاب الفاشل إلى قطر وذلك لتفادي أي مخاطر محتملة».

وأشار إلى أنهم «وبعد استقرار الأمور عادوا إلى تركيا لاستكمال إجازتهم»، مؤكدا أن «الطائرات المتجهة إلى تركيا هذه الفترة ممتلئة من مسافرين من داخل قطر، قطريين ومقيمين، مما يدل على رغبتهم الشديدة في عدم تفويت إجازتهم وقضائها في ذلك البلد الذي يتمتع بالنسبة لهم بالكثير من المقومات التي تجعله الوجهة الأمثل بالنسبة لهم وخاصة إذا اصطحبوا عائلاتهم معهم».

وأكد أن «الاضطرابات التي وقعت في تركيا واستمرت لمدة 5 أيام لم تؤثر بشكل كبير على السياحة إلا خلال تلك الفترة، لتعود بعد ذلك الحجوزات إلى الارتفاع، فتركيا دولة كبيرة وتتمتع بالكثير من الخيارات السياحية والمدن والقرى البعيدة عن أي احتمالات لأحداث سيئة، مما يجعل فرصتها في التفاعي السريع من آثار الأحداث أكبر وهذا ما نشهده حاليا بامتلاء الطائرات المتوجهة إلى تركيا».

وكانت تقارير عالمية انتشرت خلال فترة الأحداث الأخيرة تحدثت عن تأثير كبير للأحداث على قطاع السياحة في تركيا وفرنسا، حيث ذكرت قناة «سي إن إن» الأميركية، أن الأحداث تسببت في خسارة عدة دول منها تركيا وفرنسا، الملايين من السياح. 

وأشارت القناة الأميركية إلى أن قائمة الدول الأكثر تضررا من تلك الهجمات جاء من بينها تركيا، التي احتلت المركز السادس في قائمة الدول الأكثر زيارة في العالم، قبل أن تتعرض لهجمات متكررة،، رغم تسجيلها حوالي 40 مليون زيارة العام الماضي.

وحذرت مسؤولة أوروبية من أن الأوضاع السياسية في تركيا، تمثل كارثة لصناعة السياحة بها، وأن الحجوزات بإسطنبول انخفضت أسبوعيا إلى أن وصلت إلى حوالي 69%، قبل الأسبوع الذي تم فيه استهداف مطار أتاتورك، الشهر الماضي.

يذكر أن الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، أكد أن أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني»، كان أول من اتصل به ليلة محاولة الانقلاب، لتقديم دعم بلاده لتركيا، مشيرا إلى أن الأمير «تميم»، كان على اتصال دائم مع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، «برت آلبيرق»، بتلك الليلة، للاطلاع على التطورات.

وكانت قطر أول دولة تعلن رفضها لمحاولة الانقلاب، ومن أوائل الدول التي هنأت على لسان أميرها، الشيخ «تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني»، السلطات التركية، على التفاف الشعب حول قيادته ضد محاولة الانقلاب.

وشهدت تركيا، في وقت متأخر، من مساء 15 يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلابية فاشلة، قوبلت باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، ومقاومة من قبل أجهزة الأمن والشرطة وقطاعات في الجيش ما أفشل العملية.