سيطرت فصائل المعارضة السورية الثلاثاء على نقاط جديدة جنوب غربي مدينة حلب شمالي سوريا لتقترب أكثر من فك الحصار المفروض على الأحياء الشرقية فيها منذ قرابة شهر.

وأفادت مصادر من المعارضة للأناضول، أن الفصائل المنضوية تحت اسم جيش الفتح (تجمع فصائل إسلامية) وفصائل من الجيش الحر سيطرت على قرية الحويز، وعلى مساحات واسعة من حي الراموسة لتصبح على بعد أقل من كيلو متر واحد عن أحياء حلب المحاصرة والخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وأوضحت المصادر أن مدرسة المدفعية، أكبر معقل للنظام جنوب غربي حلب باتت محاصرة من ثلاث جهات، حيث بدأت الفصائل المهاجمة بدكها بالصواريخ والقذائف المدفعية منذ مساء الثلاثاء.

من جانبه، قال الناطق باسم حركة أحرار الشام يوسف المهاجر للجزيرة إن فصائل المعارضة على وشك فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام على حلب.

وأضاف أن قوات المعارضة بصدد الانتقال إلى المرحلة الثالثة من المعركة، مؤكدا أن الهدف هو إنهاء الحصار عن نصف مليون سوري في حلب.

وفي وقت سابق تقدمت المعارضة السورية في مناطق جنوبي المدينة وفجرت نفقا لقوات النظام في حي العامرية، وذلك بعد سيطرتها على قرية المشرفة.

وتدور معارك بين المعارضة وقوات النظام في معمل الكرتون وكتلة الصحفيين، كما قصفت المعارضة بالصواريخ كتيبة المدفعية في الراموسة والأكاديمية العسكرية ودمرت عدة آليات، وأسقطت طائرة استطلاع في حي باب النيرب.

وأكدت شبكة شام الإخبارية مقتل العشرات من عناصر النظام، وأفادت بأن المعارضة تصدت لمحاولة تقدم قوات النظام والميليشيات باتجاه مخيم حندرات شمال حلب، وتمكنت من قتل وجرح عدد من العناصر.

وكانت فصائل المعارضة السورية أطلقت عملية عسكرية واسعة قبل يومين بغية فك الحصار عن حلب، انطلاقاً من الريف الجنوبي الغربي للمدينة، حيث تقدمت في العديد من النقاط خلال اليومين الماضيين أبرزها كتلة أبنية الحكمة أحد أهم معقل للميليشيات الشيعية المساندة لقوات النظام في المنطقة.

وتكبدت قوات النظام «خسائر كبيرة» في العتاد، بينها تدمير دبابتين بمنطقة الراموسة، ودبابة في الحويز، ودبابتين بجبهة الراشدين، وآليتين بالكاستيلو، وقاعدة صواريخ كورنيت بالأكاديمية العسكرية، ومدفع رشاش بالعامرية.

كما استحوذت المعارضة على ثلاث دبابات في مدرسة الحكمة، التي استهدفتها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) بسيارتين مفخختين، وأوقعت العشرات من القتلى والجرحى من عناصر النظام، بينما وقع 12 عنصرا في الأسر.

وأسفرت المعارك عن سيطرة المعارضة على خط إمداد قوات النظام من الريف الجنوبي نحو الأحياء التي يسيطر عليها النظام غربي مدينة حلب، كما سيطرت على تلال مؤتة والمحبة وأحد والسيرياتيل والجمعيات وقرية العامرية وكتيبة الصواريخ غربي مدفعية الراموسة وسلسلة سواتر السابقية.

في هذه الأثناء، نبهت الأمم المتحدة إلى أن قوات النظام تحاصر نحو 300 ألف من سكان حلب، وأنهم يعانون أوضاعا معيشية بالغة الصعوبة.