المتحدث باسم «العدالة والتنمية»: نشكر قطر على موقفها ولا مجال لعودة العلاقات مع نظام «السيسي»

الأربعاء 3 أغسطس 2016 08:08 ص

أكد الدكتور «ياسين أقطاي»، نائب الرئيس والمتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية في تركيا أن تركيا لن تتخلى عن فلسطين وغزة في تطبيعها مع إسرائيل، مفندا في الوقت نفسه، أي نية لدى أنقرة لترحيل قيادات الإخوان المسلمين، مقابل تطبيع العلاقات مع القاهرة.مشددا أنه لن يكون هناك تطبيع كامل مع مصر مادام السيسي رئيسا.

ولفت «أقطاي» في حواره لـ «العرب»  القطرية أنه  سيقوم بزيارة إلى قطر لتقديم الشكر نيابة عن الدولة والشعب التركي لدولة قطر قيادة وشعبا على موقفها التضامني التاريخي مع تركيا خلال محاولة «الانقلاب الإرهابي» الفاشلة التي تعرضت لها، لافتا إلى أن زيارة الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» وزير الخارجية إلى أنقرة، خطوة إضافية تعكس موقف قطر المبدئي بدعم الشرعية في تركيا.

صفر شاكل

وأكد «أقطاي» أن محاولات العودة إلى مرحلة «صفر مشاكل» التي تحدث عنها سابقا «أحمد داود أوغلو»، عبر تطبيع علاقاتها مع روسيا ومصر وكل خصومها السياسيين، ضرورية «فحينما ترى أن هناك صعوبات في السياسة فلا بد أن تقوم ببعض التغييرات، ويتنازل الجميع في مواقفه قليلا لنفتح مساحة للكل ونغيّر الحالة نحو الأحسن، لأن الوضع الحالي لا يخدم أحدا، لا تركيا ولا أي طرف آخر، سيما وأن تركيا تناضل لأجل السلم في العالم. ومن يأتي بالمبادرة يكون هو الأقوى، ونحن نريد أن نكون متقدمين في الخطوط».

وعن التطبيع مع إسرائيل، أكد أنه «ليس هناك أية نية للتخلي عن القضية الفلسطينية وعن دعم غزة. ولا نية للتخلي عن مطالبنا لإسرائيل بالانسحاب من حدود 1967، وتوقيف الاستيطان، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين»، مشددا على أن «تركيا اشترطت فك الحصار عن غزة في بداية المفاوضات مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتركيا ستواصل دفاعها عن غزة وعن فلسطين. وتركيا لا تتنازل عن مواقفها إزاء دعم الفلسطينيين، لأن فلسطين هي قضيتنا الأولوية في تركيا».

التطبيع مع مصر

أما عن تطبيع العلاقات مع مصر، فقال «أقطاي»: «تركيا لا تتنازل عن موقفها بإدانة النظام المصري الذي يقمع الحريات وينتهك حقوق الإنسان وحقوق المسجونين والسياسيين، وتركيا تطلب وستطلب من النظام المصري الحالي ضرورة تطبيع العلاقات داخل مصر أول».

وأشار إلى أنه الأفراج عن الرئيس المصري «محمد مرسي» وقيادات الإخوان من السجون، لا يعد المطلب الوحيد، فهناك انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان في مصر، حيث قتل 3 آلاف شخص، وغيرها من الانتهاكات، مؤكدا أنه «لو بقي السيسي رئيسا للنظام المصري، فلن يكون هناك تطبيع بشكل كامل للعلاقات. ولكن بالمقابل، هناك علاقات بين الشعبين لا يمكن توقيفها أو تجاهلها، فهناك الآلاف من الأتراك يزورون مصر، والآلاف من المصريين يأتون إلى تركيا».

ونفى «أقطاي» ما تداولته  تقارير إعلامية حول زيارة وفد من حزب العدالة والتنمية إلى القاهرة لتطبيع العلاقات قريبا، مؤكد أنه «ليس هناك أي زيارة من هذا القبيل».

كما نفى ما تداول حول تخلى تركيا عن قيادات الإخوان الموجودين على أراضيها في سبيل التطبيع مع مصر، مشددا على أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، فالقيادات المصرية من الإخوان المسلمين الموجودين في تركيا هم لاجئون ولديهم إقامات قانونية لظروفهم الإنسانية. وتركيا حريصة على حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين، ولا يمكن أن تتخلى تركيا عن هذا النهج.

العلاقات القطرية التركية

وأكد أن «العلاقات القطرية التركية مثالية ونموذجية، وعلاقاتنا ممتدة ومتنامية في جوانبها السياسية والاقتصادية وكافة المجالات، وقد بلغت أعلى مستوياتها. ونحن نقدر ونشكر الموقف القطري الداعم للشرعية في تركيا، لأنه في اللحظات الأولى لحدوث المحاولة الانقلابية الإجرامية، كانت هناك دول قليلة جدا، أعلنت دعمها للشرعية في تركيا، وأدانت المحاولة الانقلابية الإجرامية منذ الوهلة الأولى، ودولة قطر كانت في مقدمة هذه الدول».

ولفت إلى أن  كما أن الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» كان في مقدمة الزعماء الذين تواصلوا مع الرئيس «رجب طيب أردوغان» في اللحظات الأولى لحدوث المحاولة الانقلابية. مشددا على أنه «نحن صراحة لم نستغرب أبداً وقوف دولة قطر إلى جانب الشرعية في تركيا، وإلى جانب الشعب التركي في تلك اللحظات العصيبة والصعبة».

وعن زيارة وزير الخارجية القطري لأنقرة، اعتبر «أقطاي» أن الزيارة تعكس موقف قطر المبدئي بالوقوف إلى جانب الشرعية في تركيا، سيما وأنها أول زيارة لمسؤول عربي بهذا المستوى إلى تركيا، التقى خلالها بالرئيس التركي ومسؤولين في الدولة التركية. وهي خطوة إضافية تحسب لدولة قطر، مؤكدا أنه «في أقرب فرصة ستكون هناك زيارات إلى قطر، وتبادل لزيارات أخرى بين مسؤولي البلدين. وأنا بصفتي رئيسا لجمعية الصداقة البرلمانية التركية القطرية، أسعد جدا بزيارة دولة قطر، وسأسعى لترتيب هذه الزيارة في أقرب فرصة إن شاء الله».

الأزمة السورية

وعن التنسيق الثنائي بين البلدين لإيجاد حل للأزمة في سوريا والتكفل باللاجئين الموجودين على الأراضي التركية  قال أن «تركيا تتابع كل التغيرات، وتسعى للعب دوري إيجابي لإحلال السلام والدفاع عن حقوق الإنسان في العالم. وهناك تنسيق قائم بين البلدين على المستوى الرسمي، وتنسيق على مستوى الجمعيات الخيرية القطرية التي تقدم دعما للاجئين السوريين بالتنسيق مع السلطات في تركيا.»

وحول تصريح «أردوغان» عن نيته تجنيس الكفاءات السورية، قال أنه «ليس هناك قرار رسمي اتخذ بهذا الشأن لحد الآن»، لافتا أن «الرئيس «أردوغان» طرح الفكرة، وهناك من استقبلها إيجابا، وآخرون أبدوا اعتراضهم. وتركيا دولة ديمقراطية، وستفتح الموضوع للنقاش، ونأمل أن يشعر الشعب التركي بحقوق السوريين في التجنيس، ونيل حقوق أخرى. فهؤلاء السوريون يقيمون في تركيا وليس لهم إجازة الترخيص بالعمل، وتواجههم بعض الصعوبات في حياتهم اليومية، ونحن نريد أن نسهل لهم ظروف العيش، ونمنحهم انخراطا أكبر داخل المجتمع التركي».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع مع مصر التطبيع مع إسرائيل تركيا ياسين أقطاي العدالة والتنمية قطر انقلاب تركيا

‏تركيا: لم نتخذ خطوات بعد لتطبيع العلاقات مع مصر ⁦

«موديز»: تطبيع علاقات تركيا و«إسرائيل» سيدعم الاستقرار السياسي الإقليمي

التطبيع التركي

(إسرائيل): «أردوغان» يصر على رفع الحصار عن غزة كشرط للتطبيع

«بوتين» يستبعد تطبيع العلاقات مع تركيا ويؤكد: لن تقرر قوة خارجية مستقبل سوريا

سفير قطر لدى أنقرة: لا يوجد خطر على الاستثمارات في تركيا

أمير قطر يوجه بدفع تبرعات لأسر ضحايا الانقلاب في تركيا

رئيس الوزراء القطري يبحث مع السفير التركي لدى الدوحة العلاقات بين البلدين