ضابط في الجيش التركي يطلب اللجوء في الولايات المتحدة

الأربعاء 10 أغسطس 2016 06:08 ص

قال مسؤولان أمريكيان، أمس الثلاثاء، إن ضابطا بالجيش التركي طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة بعدما استدعته حكومة بلاده في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.

وأشار المسؤولان إلى أن الضابط يعمل في مقر قيادة تابع لـ«حلف شمال الأطلسي» في نورفولك بولاية فرجينيا الأمريكية، ولم يذكر المسؤولان اسمه أو رتبته العسكرية.

ومحاولة اللجوء هذه هي أول محاولة معروفة لضابط في الجيش التركي بالولايات المتحدة في الوقت الذي تقوم فيه تركيا بتطهير الجيش بعد أن سيطر جنود على طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر ودبابات في محاولة فاشلة للإطاحة بالرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».

ومع ذلك قال مسؤول في السفارة التركية بواشنطن إن الأميرال بالبحرية التركية «مصطفى أوغورلو» لم يسلم نفسه للسلطات بعد أن أصدرت تركيا أمرا باعتقاله الشهر الماضي.

وقال المسؤول التركي الذي طلب أيضا عدم نشر اسمه: «في يوم 22 يوليو/تموز، في ذلك اليوم ترك شاراته وبطاقة هويته في القاعدة وبعد ذلك لم يسمع أحد أي شيء منه».

وأضاف المسؤول التركي أنه لا يعلم ما إذا كان طلب حق اللجوء بعد ذلك.

وعرف مقال نشر في أبريل/نيسان الماضي على موقع «حلف شمال الأطلسي» على الإنترنت «أوغورلو» بأنه مساعد قائد قيادة نورفولك لشؤون القيادة والسيطرة ونشر القوات والاستدامة.

وقال المسؤول التركي إنه جرى أيضا استدعاء ضابطين آخرين برتبتين أقل من الولايات المتحدة إلى تركيا.

وتابع المسؤول التركي قائلا: «لكن لم يصدر أمر اعتقال لهما، أحدهما عاد والآخر سيعود قريبا».

وأدت عمليات التطهير في الجيش التركي وهو ثاني أكبر جيش في «حلف شمال الأطلسي» إلى فصل آلاف الجنود بمن فيهم نحو 40% من الجنرالات.

وثمة مخاوف داخل المعارضة التركية من أن إعادة هيكلة الجيش تفتقر إلى الرقابة البرلمانية وتصل إلى مدى بعيد للغاية.

ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» الكابتن «جيف ديفيز» التعليق، وأحال الأسئلة التي تتعلق بالأفراد العسكريين الأتراك إلى تركيا.

وأشار الموقع الإلكتروني لبعثة نورفولك التي انتدب إليها الضابط التركي إلى أن البعثة هي القيادة الوحيدة لـ«حلف الأطلسي» في أمريكا الشمالية، وتوجه البعثة القيادات الفرعية بما في ذلك مركز الحرب المشترك في النرويج ومركز تدريب القوات المشتركة في بولندا.

وقالت متحدثة باسم بعثة نورفولك إن 26 فردا من الجيش التركي انتدبوا إلى هناك وأشادت بمساهمة تركيا بما في ذلك استضافتها للولايات المتحدة وحلفائها في قاعدة إنجرليك الجوية وهي قاعدة انطلاق هامة للحرب التي تقودها الولايات المتحدة على عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وقالت اللفتنانت كوماندر البحرية «كارين إيفرت»: «نريد التأكيد على أن تركيا حليف له قيمته في حلف شمال الأطلسي يواصل تقديم إسهامات هامة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، وامتنعت عن الرد على سؤال بشأن طلب اللجوء.

وقال مسؤول في «حلف شمال الأطلسي» طلب عدم نشر اسمه إن إعادة تنظيم تركيا لجيشها لا تؤثر عمليا على مراكز القيادة التي يقودها الحلف.

وأضاف المسؤول الذي رفض أيضا التعليق على أي طلب لجوء: «أخطرت تركيا حلف شمال الأطلسي بشأن تغيير عدد من أفراد الجيش التركي، لا يوجد أي تأثير على تنفيذ العمليات والمهام التي يقودها حلف الأطلسي أو على عمل مراكز قيادة الحلف».

وقال: «أحيلكم إلى السلطات التركية بشأن أي تفاصيل أخرى تتعلق بأفرادهم».

وقالت أجهزة الجنسية والهجرة في الولايات المتحدة إنها لا يمكنها مناقشة حالات فردية بما في ذلك إذا كان الفرد قد تقدم بطلب محدد يتعلق بالهجرة مثل طلب اللجوء.

وجاءت مسألة طلب اللجوء في الوقت الذي تمارس فيه تركيا ضغوطا على واشنطن من أجل تسليم رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة «فتح الله كولن».

وكان «كولن» حليفا لـ«أردوغان» في السنوات الأولى التي أعقبت تولي حزب «العدالة والتنمية» ذي الجذور الإسلامية للسلطة في عام 2002، ونفى «كولن» أي مشاركة في الانقلاب الذي جاء في وقت حرج للدولة العضو في «حلف شمال الأطلسي إذ تواجه هجمات «الدولة الإسلامية» عبر الحدود في سوريا فضلا عن التمرد الكردي.

وقال وزير العدل التركي «بكير بوزداغ» إن المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بين الأتراك في تزايد وإن تلك المشاعر تتحول إلى كراهية ويمكن فقط أن تهدأ هذه المشاعر بتسليم الولايات المتحدة «كولن».

ومع ذلك يرتبط الجيشان الأمريكي والتركي منذ أمد بعيد بعلاقات واسعة تمتد لأبعد من حلف شمال الأطلسي.

وقدر مسؤول عسكري أمريكي طلب عدم نشر اسمه أن هناك نحو 160 فردا من الجيش التركي أرسلوا إلى مهام في الولايات المتحدة بينهم أفراد بحلف الأطلسي في نورفولك وآخرون في مؤسسات عسكرية أمريكية مرموقة.

وقال اللفتنانت كوماندور «باتريك إيفانز» إن 123 فردا من الجيش التركي يشاركون في البرنامج الأمريكي الدولي للتعليم والتدريب العسكري في الولايات المتحدة حتى التاسع من أغسطس/آب الجاري.

وبسؤاله عن عدد المشاركين الذين استدعوا إلى تركيا قال «إيفانز»: «نحن على علم بطالب واحد حاليا في الكلية الحربية التابعة للجيش تلقى إشعار استدعاء إلى تركيا».

ولم يتضح على الفور وضع هذا الطالب في الكلية الحربية التي تقع في كارلايل بولاية بنسلفانيا، ولم يعلق «إيفانز» على أية حالات فردية.

ويحتمل أن تزيد محاولة اللجوء توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، حيث تطالب أنقرة واشنطن بالفعل بتسليم رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة «فتح الله كولن» والتي تتهمه بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

تركيا الولايات المتحدة اللجوء حلف شمال الأطلسي البنتاغون فتح الله كولن الانقلاب

الانقلاب وما بعده: جذور حركة «كولن» في تركيا

«جاويش أوغلو»: تركيا تمتلك المقدرة والنضوج وتحارب أعداء الديمقراطية بالديمقراطية

وزير العدل التركي: «كولن» فقد صفته كأداة بالنسبة لأمريكا وغيرها من الدول

السلطات التركية تنفي فرار عسكريين انقلابيين إلى جبال قنديل شمالي العراق

تركيا .. استخدام الانقلابيين لتطبيق تراسل "غير احترافي" ساعد في رصد شبكتهم

تركيا تهدد على لسان وزير خارجيتها بمغادرة «الناتو»

قبر أول ضابط تركي تصدى لمحاولة الانقلاب يتوج بتوقيع أكثر من 100 ألف ذكرى

بعد نجاحهم في التسلل.. 4 أتراك جدد يطلبون اللجوء السياسي في اليونان