‏حلفاء تركيا عقب الانقلاب.. حماس قطري وتباطؤ سعودي ودهاء إيراني

السبت 13 أغسطس 2016 07:08 ص

اعتبر الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف الشهر الماضي فرصة لتقييم ومعرفة أصدقاء وأعداء تركيا على حد وصفه.

وفي حين شكر ومجد «الحلفاء» الذين سارعوا بالاتصال به وزيارته في تركيا، يشن هجوماً متواصلاً على كل من تأخر بالاتصال به أو زيارة بلاده والتلميح إلى أنهم داعمين لمحاولة الانقلاب التي كانت تهدف للإطاحة به.

وبينما نجحت قطر في إثبات تحالفها الاستراتيجي مع تركيا عبر الاتصالات والزيارات، فشلت السعودية في هذا الاختبار ضمن المعيار الذي وضعه «أردوغان»، في حين تمكنت إيران من استخدام دهائها واستغلال التأخر السعودي بإرسال وزير خارجيتها إلى أنقرة.

ومنذ محاولة الانقلاب كرر «أردوغان» تأكيده على أهمية زيارات الدعم لبلاده، وقال في تصريح له: «المتصلون قالوا نهنئكم على هذا الصمود الذي قدمتموه ضد الانقلاب، دون أن يجهدوا أنفسهم بالمجيء أو يرسلوا وزراءهم المعنيين»، وقال في تصريح آخر: «محاولة الانقلاب كشفت أصدقاءنا وأعداءنا».

نجاح قطري

صباح السبت 16 يوليو/تموز، أي عقب 6 ساعات فقط على بدء محاولة الانقلاب، أجرى أمير قطر، «تميم بن حمد آل ثاني، اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي، هنأه فيه على التفاف الشعب التركي حول قيادته ضد محاولة الانقلاب الفاشلة”، أعقبه بيان للخارجية القطرية أكدت فيه تضامن الدوحة مع أنقرة في كافة الإجراءات القانونية التي تتخذها الحكومة التركية الشرعية.

وباعتباره أرفع مسئول عربي وأجنبي يصل إلى تركيا عقب محاولة الانقلاب، استقبل «أردوغان»، «حمد بن خليفة آل ثاني»، أمير قطر السابق، ووالد الأمير الحالي «تميم، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وأعرب «حمد» عن تضامن قطر الكامل مع الشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطيا، كما قدم تعازيه لـ«أردوغان»في ضحايا الانقلاب، وسبقه وزير الخارجية «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» الذي زار أنقرة في 30 يوليو/تموز الماضي وهنأ على لسان أمير قطر السلطات التركية، على التفاف الشعب حول قيادته ضد محاولة الانقلاب.

وأكد «أردوغان» أن أمير قطر كان أول من اتصل به ليلة محاولة الانقلاب، مشيرا إلى أن الأخير، كان على اتصال دائم مع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، برات آلبيرق، للاطلاع على تطورات الأحداث. 

ولفت «أردوغان»، إلى أن أمير قطر، قال للوزير التركي: «نحن إلى جانبكم في كل لحظة، ومستعدون للقيام بأي شيء يقع على عاتقنا، وأنه بعث بعض الرسائل (لم يفصح عن فحواها) مع وزير خارجيته، الذي زار أنقرة.

وتعيش العلاقات التركية القطرية حقبة ذهبية مع توقيع اتفاقية للتعاون الإستراتيجي بين البلدين، ورفع تأشيرة الدخول عن مواطني البلدين، وسماح الدوحة لأنقرة ببناء قاعدة عسكرية للجيش التركي في الأراضي القطرية.

تباطؤ سعودي

وعلى الصعيد السعودي، لوحظ عدم قيام أي مسؤول سعودي بزيارة أنقرة بعد محاولة الانقلاب حتى اليوم، واقتصر الأمر على إصدار بيان إدانة واتصال هاتفي.

ففي بيان لها، صدر ظهر السبت، وهو اليوم التالي لمحاولة الانقلاب، رحبت وزارة الخارجية السعودية بعودة الأمور إلى نصابها بقيادة «أردوغان، وحكومته المنتخبة، وفي إطار الشرعية الدستورية، وفق إرادة الشعب التركي».

وفي اليوم التالي أجرى العاهل السعودي «سلمان بن عبدالعزيز» اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي «هنأه بعودة الأمور إلى نصابها، وترحيب المملكة باستتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق».

وعلى الرغم من أن العلاقات السعودية التركية تطورت كثيراً منذ وصول الملك «سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم، وصلت إلى توقيع اتفاقية للتعاون الإستراتيجي بين البلدين، إلا أن الكثير من المحللين ما زالوا يشككون في قناعة السعودية اتجاه حكم أردوغان المساند لجماعة الإخوان المسلمين، معتبرين أن العلاقات بين البلدين لا تتعدى تلاقي في العديد من المصالح ولا يرتقي لمستوى التحالف الإستراتيجي.

وقبل أيام نشرت صحيفة الرياض السعودية المقربة من الحكم رسما كاريكاتوريا يسخر من زيارة «أردوغان إلى روسيا ولقائه نظيره الروسي «فلاديمير بوتين، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام تركية تهجماً واضحاً على تركيا و«أردوغان»، ورأى فيه محللون تأكيداً على ضعف التحالف بين البلدين.

لكن رغم ذلك، أبدت السلطات السعودية تعاونا مع نظيرتها التركية في توقيف الملحق العسكري التركي في الكويت المتهم بمساندة الانقلابيين، بعد محاولته السفر جوا إلى أوروبا، من مطار الدمام (شرق) بطلب من أنقرة وتعهدت بتسليمه إلى تركيا.

تورط محمد بن سلمان

ولم يستبعد المغرد السعودي الشهير «مجتهد» أن تكون الإمارات ، قد ورطت الأمير «محمد بن سلمان» ولي ولي العهد السعودي، في محاولة الانقلاب الفاشل.

وقال إن «هناك دلائل على علم محمد بن سلمان، من خلال علاقته مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مشيرا  إلى أنه من ضمن خطوات الإعداد للانقلاب والذي نفذ فعلا تجهيز غرفة عمليات إعلامية مشتركة بين قناة العربية وقناة سكاي نيوز العربية بتبادل أدوار محددة»، مضيفا «وتمت مساهمته (محمد بن سلمان) من خلال امتلاكه شبكة MBC ومعها العربية والتي استحوذ عليها مطلع هذا العام».

وأكد «حرص بن سلمان على التحرك شخصيا لم يكن تحاشيا لإحراج الدولة؛ لكن لأنه يعلم أن توريط جهات أخرى سيجهض المشروع كله بسبب قوة التعاطف مع أردوغان».

وأشار «مجتهد» إلى أن «بن سلمان وابن زايد -بحماقتهما- كانا ضامنان نجاح الانقلاب بسبب ضخامة المساهمين فيه من داخل تركيا وخارجها ولذلك تحمسا لهذه المجازفة وتورطا».

واعتبر أن «سبب حماس بن سلمان هو المساهمة في إزالة أردوغان كمطلب أمريكي إسرائيلي ومن ثم تسجيل نقاط لديهما لأجل الحصول على دعمهما لتجاوز ابن نايف».

وأضاف: «وفاء لابن زايد، يستخدم بن سلمان، اسم الملك في مخاطبة تركيا، لإقناعهم بالتستر على أي معلومة عن دور إماراتي.. واعدا بثمن جيد مقابل هذا التستر».

وأوضح «مجتهد» أن «المخابرات الموالية لأردوغان على علم بالتعاون بين بن سلمان وبن زايد، لكن الإسلاميين السعوديين، أقنعوا حزب العدالة والتنمية، بإحسان الظن بأي تصرف سعودي».

وتابع: «ومع الأسف هناك دلائل على أن الأتراك مستعدون لمجاملة السعودية في التستر على دور بن زايد، رغم أن الثمن المزعوم مجرد وعد شفوي عديم المحتوى».

دهاء إيراني

وبينما تخلف أي مسؤول سعودي عن زيارة تركيا، وصل وزير الخارجية الإيراني «جواد ظريف» إلى أنقرة، الجمعة، وأكد وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، في المؤتمر الصحفي المشترك بينهما أن أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار تركيا، وأن بلاده تدرك أن إيران تنظر إلى أمن واستقرار تركيا بنفس الشكل، على حد تعبيره.

وشكر «جاويش أوغلو» إيران حكومة وشعبا على وقوفها إلى جانب تركيا ضد محاولة الانقلاب الفاشلة، وكشف الوزير التركي أنه «ونظيره الإيراني لم يناما طيلة الليلة التي شهدت محاولة الانقلاب، وأن ظريف اتصل به في تلك الليلة من 4 إلى 5 مرات، ليطمئن على الأوضاع في تركيا، كما اتصل به للسبب ذاته عدة مرات في اليوم الذي أعقب ليلة المحاولة الانقلابية».

وكانت وكالة فارس للأنباء الإيرانية حاولت استغلال الأمر لإظهار ضعف موقف السعودية من الانقلاب في تركيا، إلا أن المتحدث باسم الخارجية التركية، «تانجو بيلغيج»، نفى الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام حول عدم انزعاج كل من قطر والسعودية إزاء محاولة الانقلاب، مضيفاً «على العكس من ذلك فإن قطر والسعودية الصديقتين والشقيقتين، أبديتها موقفاً واضحاً ضد المحاولة الانقلابية».

وكانت تركيا قد أجهضت محاولة الانقلاب التي نفذتها مجموعة من عناصر الجيش، واستعادت الحكومة السيطرة على الأوضاع في البلاد في غضون عدة ساعات، بعد نزول المواطنين إلى الشوارع والميادين استجابة لنداء من الرئيس «رجب طيب أردوغان».

ومنذ اليوم التالي، بدأت الحكومة في ملاحقة آلاف المتهمين بالتورط في الانقلاب الفاشل، كما تعهد الرئيس التركي بالكشف عن الداعمين للانقلاب من الخارج في الوقت المناسب.

 

  كلمات مفتاحية

تركيا قطر إيران السعودية انقلاب

«مشعل» يهنئ الشعب التركي بإفشال المحاولة الانقلابية

«أردوغان»: أمير قطر أول من اتصل بي ليلة محاولة الانقلاب

«ميدل إيست آي»: «دحلان» نقل أموالا إلى منفذي محاولة الانقلاب بتركيا قبل أسابيع من وقوعها

موقع إسرائيلي: «كولن» زار الإمارات مؤخرا وتركيا تحقق في صلات عربية بالانقلاب الفاشل

رفض دولي لمحاولة الانقلاب في تركيا وقطر أول الداعمين لقيادة «أردوغان»

أنباء عن هروب ثلاثة دبلوماسيين أتراك إلى أمريكا وروسيا

أنقرة تنفي تصريحات منسوبة لـ«يلدريم» بخصوص «تورط الرياض» بالانقلاب الفاشل

وزير الدولة للدفاع القطري يبحث مع السفير التركي تعزيز العلاقات الثنائية

بعد تأخرها في إدانة محاولة الانقلاب .. مشروع سياحي إماراتي بتركيا بمليار دولار

سفير تركيا لدى الرياض يشيد بمواقف السعودية الرافضة لمحاولة الانقلاب

عن الغياب العربي

«الوليد بن طلال»: أنقذت «ترامب» من الإفلاس وانقلابيو تركيا أخطر من «الدولة الإسلامية»

أمير قطر يبحث مع «أردوغان» هاتفيا العلاقات الثنائية والأحداث الإقليمية والدولية

رئيس وزراء تركيا يستقبل الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار