قال رئيس الوزراء اليمني «أحمد عبيد بن دغر»، إن العودة إلى المفاوضات، مع الحوثيين، ستكون عديمة الجدوى.

وأوضح في حوار مع التلفزيون المصري، بالقول: «أجرينا مفاوضات لمدة 100 يوم في الكويت، وللأسف كانت سلبية، فقد رفض الانقلابيون ما قدمته الأمم المتحدة من مخارج للأزمة وكذلك الإطار العام للمباحثات، لذا فالعودة إلى المفاوضات بعد هذا الرفض ستكون عديمة الجدوى».

إلا أنه استدرك قائلا: «إلى أنه مع ذلك، الشرعية اليمنية في نهاية المطاف مستعدة للتفاوض من أجل استعادة الدولة»، بحسب «أ ش أ».

وأشار «بن دغر»، إلى أن «هناك تقاعسا من جانب المجتمع الدولي في أن يكون له موقف واضح وخاصة في قرارات مجلس الأمن التي لم تُطبق»، مضيفا: «قيل وقتها أنه على اليمنيين أن يبحثوا عن حل، ولكن مجلس الأمن لا يريد أن يظهر الحوثيين بأنهم معتدون ولم يطلب منهم الانسحاب من صنعاء أو أية مدينة أخرى وأن يسلموا أسلحتهم وإنما يطلب بأن يكون هناك تحاور وإن طال أمد الحرب وفي ذلك إشكالية».

وأضاف أن «الشعب اليمني لن يقبل باستمرار وجود المليشيات الحوثية في العاصمة، ولن يقبل باستمرار حيازتهم للسلاح، كما أن الحلول الوطنية المطروحة تمت صياغتها في وقت مبكر من قبل الشعب، والممثلة في مخرجات الحوار الوطني، وقد قبل بها الحوثيين وعلي عبد الله صالح والانقلاب عليها غير مقبول».

ولفت إلى أن ورقة الضغط الأولى في الأزمة الحالية، هي الشعب اليمني، الذي يقاوم، واستطاع تحرير ثلثي البلاد من قبضة الحوثيين، الذين لم يصبح لديهم سوى خيار واحد هو السلام، وإما استمرار القتال وعليهم أن يتحملوا مسئولية ذلك.

وتابع رئيس الوزراء اليمني، أن إيران لها مطامع في المنطقة العربية، وهي تعمل على خلق قلق وتوتر في المنطقة، فهي سبب رئيسي لما يجري في المنطقة، فحين توجد صراعات طائفية في أية دولة توجد إيران.

وفيما يتعلق بالحصار على اليمن، سواء البحري أو البري أو الجوي نتيجة الحرب في البلاد، قال «»بن دغر«» إن الحصار لا يستهدف المواد الغذائية والأدوية ولا احتياجات الشعب، إلا أن ذلك الحصار استُغل من جانب الحوثيين لتهريب الأسلحة والكثير من المعدات التي يحتاجون إليها مما أدى إلى إطالة أمد الحرب.

وأشار إلى أن اليمن مستمر في الالتزام بقرار الأمم المتحدة في هذا الشأن، وهو حريص على إيصال الغذاء إلى كافة المناطق سواء كانت في الشمال أو الجنوب، وكذلك إيصال المساعدات لكل مكان في اليمن وهذه هي مسئولية الدولة.

وأوضح أن هناك مشاكل في وصول المساعدات الإنسانية كما تذكر الأمم المتحدة، إلا أن السبب في ذلك هم الحوثيون أنفسهم، فهم من يرتكبون جرائم ضد الشعب اليمني وبعض المنظمات، ووسائل الإعلام العالمية تغض النظر عن ذلك.

وأشار «بن دغر»، أن مصر هي قلب الأمة العربية، وهي مركز الحاضر والمستقبل، وأن البلدين يمثلان صنوان إحداهما في الشمال والأخرى في الجنوب، وكلاهما يطلان على ممرين بحريين مهمين جدا.

وأوضح أن الشعب المصري والشعب اليمني يتطلعان لعلاقات أفضل، مؤكدا أن هذه العلاقات شهدت نموا مستمرا خلال العقود الأخيرة.

وتخوض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس «عبد ربه منصور هادي» حربا ضروسا ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران وتتصدى أيضا لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب».

وتسبب الصراع في مقتل أكثر من 6500 شخص، وتشريد أكثر من 2.5 مليون، وكارثة إنسانية في بلد سجّل فيه الناتج المحلي الإجمالي للفرد 1097 دولاراً فقط في 2013، وفقاً لتقديرات البنك الدولي.