«العدالة والتنمية» يخطط لزيارة دول عربية لشرح حقيقة ما حصل في تركيا

الخميس 18 أغسطس 2016 12:08 م

قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، «ياسين أكطاي»، إن الحزب يخطط لإجراء زيارات لدول عربية -ستحدد لاحقا-، من أجل لقاء من يحب تركيا، ويريد أن يعرف حقيقة ما جرى فيها.

وأفاد «أكطاي» مجيبا عما إذا كان الحزب ينوي شرح ما جرى في تركيا للدول العربية، على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف الشهر الماضي، «أنا أخطط مع وفد من الحزب أن نقوم ببعض الزيارات لبعض الدول العربية، ونلتقي مع من يحب تركيا، ويريد أن يعرف ما يجري فيها، ونظهر الحقيقة في تركيا».

وأضاف قائلا «نرى الشعوب العربية ونشكرهم، نسمع دعاءهم، ونرى القوة التي تأتي من دعاء الشعوب العربية والإسلامية، وهذا يحملنا مهمة أكبر، لم نتوقع كل هذا التضامن من العرب»، بحسب ما نقلت عنه صحيفة تركيا بوست.

وعن رأي الحزب في ردود أفعال الدول العربية رسميا وإعلاميا وشعبيا، أوضح: «رأينا أثناء الانقلاب بعض الإعلاميين العرب، وكأنهم يبشرون العالم بانقلاب تركيا، ويزعمون أن الناس في تركيا يتخلصون من أردوغان، لكن الجميع يجب أن يعلم أنه لو كان مستبدا، فكيف اجتمعت الملايين بمكالمة عبر تطبيق بالجوال، وملأوا الشوارع والميادين»، في إشارة إلى دعوة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» عبر مكالمة بتطبيق رقمي، الشعب إلى الخروج للميادين ليلة محاولة الإنقلاب من أجل التصدي له.

وكانت وسائل إعلام عربية قد نشرت في ليلة 15 يوليو/تموز أن انقلابا ضد الرئيس التركي وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم قد نجح، وأن «أردوغان» غادر تركيا.

وتابع موضحا، «كيف هو -أردوغان- مستبد ويجلب الشعب كله إلى الشوارع بصدورهم العارية، يتصدون للدبابات كسدّ، ويواجهون الرصاص”، مبينا أنهم «يريدون أن يشوّشوا على رؤية أردوغان بـ(الزعم) أنه مستبد، ولكن المشهد في كل شوارع وميادين تركيا كان مختلفا، الشعب بمختلف أعماره، ومن يساره ويمينيه، ومن تركه، وكرده، وعربه نزلوا، ولو كان مستبدا، لاتخذها الناس فرصة للتخلص من مستبد».

وأكد أنه «في الربيع العربي تظاهرت الشعوب لأنها تريد إسقاط النظام، وفي تركيا الناس ملأوا الشوارع رافضين الانقلاب، وقالوا الشعب يريد رجب طيب أردوغان، والشعب يريد الاستقرار».

«أكطاي» تحدث أيضا عن مغزى الوحدة الوطنية التي ظهرت في حشد (الديمقراطية والشهداء)، في ميدان يني قابي، في 7 أغسطس/آب الجاري، وذلك بقوله: «العالم الخارجي رأى مشهد 5 ملايين تركي في ميدان يني قابي، الباب الجديد لتركيا، ليدخلوا بوابة تركيا الجديدة، كل الناس من كل المكونات، والطوائف، والأعراق، والأعمار ملأوا الميادين في يني قابي، وميادين مدن تركيا الأخرى، حيث وصل العدد لنحو 8 مليون شخص».

واعتبر أن ذلك «أمر عجيب، ويحدث أول مرة في تاريخ تركيا والعالم، ومن يظن بأن هناك انقلاب، يرى ثورة ضد الانقلاب، وردا على من كان يعتبر المحاولة بأنها سيناريو، فإن السيناريو يفشل، ولا أحد يستطيع حتى أردوغان، أن يصنع مثل هذا السيناريو من البشر، بل هو من عمل الله»، وذلك في توضيحه لادعاءات جهات اعتبرت أن محاولة الانقلاب هي تمثيلية أقدم عليها «أردوغان».

واتهم «أكطاي» الغرب بأنه “ليس صادقا مع تركيا والعالم الإسلامي، فلو كانوا ينظرون لأي تطور في العالم العربي والإسلامي، لافتخروا بما حصل بتركيا، لأن ما تشهده تركيا هو التمسك بالإرادة، والاعتصام الشعبي بمبادئ وقيم الديمقراطية، والناس تتظاهر بالشوارع، ويدفعون الثمن من دمائهم، ولو افتخروا بذلك لكانوا حييوا تركيا، ويأتون لتحييتها وتبريكها بعد يوم أو يومين”.

وأردف مؤكدا أن الغرب «يتمسك بالنظرة (التي تفيد) بأن المسار الديمقراطي لا يأتي سوى للغرب، وهم فقط من يستحقونها، وهي أصل جذورها في اليونان القديمة، الديمقراطية يستحقها الارستقراطيون فقط، والشعب العادي لم يستحق الديمقراطية، وفي تركيا الشعب التركي لا يستحق الديمقراطية، لأنه شعب مسلم».

السياسة الخارجية

وحول المخاوف من تغيرات تطال السياسة الخارجية التركية، عقب عمليات الإقالة من المؤسسة العسكرية، والمؤسسات الحكومية، قال «أكطاي»«تركيا لها رأس مال بشري كبير، قوي وغني، ولا أحد يقلق على تركيا، أو من الفراغ، هذا كان يضر تركيا ولا ينفع، وستعمل تركيا وستكون أقوى في المراحل القادمة، وستواجه أعداءها، وقتال منظمة بي كا كا، حيث إن مكافحة هذا التنظيم، كان يتم تحت أنظار أعضاء هذا التنظيم -كولن- الخائنين، ويمنعون مكافحته».

ولفت إلى أن «تفريغ أي مؤسسة مليئة من بعض الخائنين، لا يضعف المؤسسة، بل تزداد قوة، لا أحد يخاف من هذه المؤسسة كلما تفرغ من الخائنين، تركيا عدد سكانها تقريبا 79 مليون نسمة، ولها نحو 190 جامعة، وفي الجامعات يتخرج عدد أكبر من عدد الذين أقيلوا، أما الجيش فعناصر -كولن- كانوا ضررا للجيش، ويضعفون مؤسساته، وبعد تصفيتهم أصبح الجيش أقوى».

وشدد على أن «سياسة تركيا تجاه سوريا سيكون فيها بعض التغيرات، لأن كثيرا ممن كان يتابع شؤون سوريا من الجيش، وغيرهم في السجن حاليا، وكنا نظن أنهم يطبقون مخططات تركيا، ومصالح الشعب السوري، لكنهم كانوا يطبقون أجنداتهم ومصالحهم، ونأمل أن يتغير الأمر بشكل إيجابي، بعد زيارة أردوغان إلى روسيا، حيث مزيد من التواصل والتنسيق مع روسيا، لحل المشكلات في سوريا، وإيقاف الدم هناك»

أما فما يخص مصر، فاعتبر أن الانقلاب نجح فيها، وحاليا هي -الحكومة الحالية- حكومة انقلابية، في تركيا نحن نعتقل الانقلابيين، والوضع الطبيعي في مصر أن الانقلابيين يجب أن يكونوا في السجون، والمسجونون في السلطة، وهذا هو الحق والعدل، ولكن العدل فاشل في مصر، ومن يستحق أن يكون في السجن هو الآن في السلطة.

كذلك شكر «أكطاي» الشعب العربي كله، والجاليات العربية الموجودة بتركيا، حيث شعرنا بتضامنهم ودعمهم لنا ضد الانقلاب، لأن الانقلاب كان عليهم أيضا، وضدهم وضد المسلمين، ومن وراء الانقلاب لا يريد اتحاد وتضامن المسلمين، ولا تنمية العالم الإسلامي، وممارسة أي نموذج إيجابي للعالم الإسلامي.

وخلص إلى أن «تركيا الآن أقوى من السابق، وستكون مناسبة أكثر للاستثمار، وهي تعطي فرصا كثيرة»، داعيا “من يريد الاستثمار ليعجل بالقدوم، ومساهماتهم باستثماراتهم، وأن يكون فشل الانقلاب درسا للعالم كله، فمن لا يعتمد على قوة الشعب وشرعيته، سينتهي بالنهاية».

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول،، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع منظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا المحاولة الانقلابية الفاشلة كولن الجيش الدول

«سعيد الحاج» يتحدث لـ«الخليج الجديد» عن توقعاته للسياسة الخارجية التركية بعد محاولة الانقلاب

«بروكنغز»: الجغرافيا السياسية لانقلاب تركيا الفاشل

«القدس العربي»: فشل انقلاب تركيا بشارة بتغيّر المعادلة العربية فضحت انقلاب مصر

«ستراتفور»: كيف يمكن أن يؤثر انقلاب تركيا الفاشل على دورها الإقليمي؟

«السويدان» عن التغطية الإعلامية لانقلاب تركيا: هناك إعلام متطور.. وآخر مصري