«سعيد الحاج» يتحدث لـ«الخليج الجديد» عن توقعاته للسياسة الخارجية التركية بعد محاولة الانقلاب

الأحد 31 يوليو 2016 06:07 ص

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن التركي «سعيد الحاج» إن الرئاسة والحكومة التركية تنظر للمشهد الداخلي وخطورته بشكل مختلف عن نظرتها للعامل الخارجي في الانقلاب.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الخليج الجديد» حول تأثير الانقلاب الفاشل على علاقات تركيا الخارجية خاصة العربية منها أن الأساس هو الداخل والعامل الداخلي فهناك تفاوت في تقدير الموقف أو التعامل مع هذين الملفين.

وتابع «ذكرت في أكثر من مقال وأكثر من لقاء أن المرحلة الأولى من الانقلاب قد تمتد لأسابيع أو أشهر قد يكون فيها انكفاء لتركيا على مشاكلها الداخلية لاستكمال ثلاثة ملفات أو ثلاثة محاور، الملف الأول هو ملف التحقيق في موضوع الانقلاب وكشف ملابساته وكل خططه البديلة وأشخاصه وإمكانياته والتدخلات الخارجية والداخلية وما إلى ذلك».

أما الملف الثاني وفقًا لـ«الحاج» فهو «مكافحة التنظيم الموازي في المؤسسة العسكرية وغيرها من الوزارات والدولة، والمحور الثالث المراجعات والتحقيقات الداخلية في كل مؤسسة على حدة يعني المؤسسة الأمنية الشرطية المخابراتية القضائية، الجيش المؤسسة العسكرية، هل هناك خطأ قصور إهمال أو حتى تواطؤ ومشاركة».

وأشار إلى أن المحاور الثلاث تجبر تركيا على الانكفاء تماما على المشهد الداخلي، مضيفا «ستكون سياستها الخارجية بطيئة أو تعمل بالحد الأدنى علاقات الحد الأدني أو ما يتعلق بالبروتوكول فقط».

وحول تأثير الانقلاب الفاشل في الوقت الحالي خاصة بعد انتهاء التحقيقات، قال «الحاج» «الآن على المدى المتوسط خصوصًا بعد ما انتهى التحقيق وانتهت حالة الطواريء المشهد الداخلي انحسر البعض  يعتقد أن تركيا ستتجه نحو نوع من الحدة والتوتر والأزمات والقطيعة مع بعض الدول التي قد يثبت تورطها في الانقلاب».

وأكد «الحاج» أنه من الصعب مباشرة دول بعينها ومسؤولين دول بعينها في وسط الانقلاب مضيفا "ولكن حتى فرضا لو ثبت أن بعض الدول تورطت في هذا الانقلاب أنا لا أعتقد أن تركيا ستذهب نحو التوتر مع هذه الدول لعدة أسباب».

وأوضح «الحاج» الأسباب التي تدفعه للاعتقاد بأن تركيا لن تتجه للتوتر في علاقتها الخارجية، حيث قال إن «المشهد الداخلي سيكون هش وغير سليم تماما لأن الأسباب التي دفعت تركيا في السابق إلى إعادة النظر بسياستها الخارجية والاستدارة فيها والتصالحات والتطبيعات مع عدد من الدول مازالت قائمة مازالت تركيا في عزلة مازال موقفها متوتر مع عدد من الأطراف مازال موقفها في سوريا صعب مازال الضغط عليها قائم من عدة زوايا وبالتالي أنا أعتقد أن عملية الاستدارة والمصالحات والتهدئة في العلاقات السياسية الخارجية ستسمر حتى لو بوتيرة أقل».

وأضاف «الحاج» في حديثه عن العلاقات التركية الخارجية «ربما على المدى الاستراتيجي البعيد جدًا قد تنحى تركيا منحى تعدد أو تعديد  محاور سياستها الخارجية تقارب أكثر مع روسيا ومع الصين  ربما مع إيران أكثر لا أتوقع ذلك».

وحول تأثير الانقلاب على علاقة تركيا بالدول العربية وتحالفاتها معها وفي ظل أنباء تشير لتورط دول بعينها، قال«بالنسبة للدول العربية العلاقات أصلًا ليست طيبة جدًا خاصة الإمارات ومصر ولا مع غيرهم رغم عودة السفير الإماراتي لتركيا، فهذا لا يعني أن الموضوع أصبح فيه ود وثقة وما إلى ذلك حتى الإشارات التي أعطيت تجاه مصر لا تعني أنه سيكون هناك علاقات كبيرة مع نظام (عبد الفتاح) السيسي، ولكن كما قلت أنا أتوقع أن مرحلة التهدئة والاستدارة وتقليل عدد الخصوم وتصريحات الساسة الاتراك ستسمر على المدى المتوسط».

وشدد على أن تركيا تدرك أنها مستهدفة، مضيفًا «لكنها في الوقت ذاته لا تستطيع عزل نفسها على مستوى السياسة الخارجية، سيكون هناك تعامل مع مختلف الأطراف، ولكنه تعامل حذر نوعا ما ، هذا الذي أعتقده ولا أعتقد أنه سيكون هناك قطيعة أو حدة كبيرة أو مواجهة مع هذه الدول».

وحول انعكاس الانقلاب على السياسة التركية تجاه القضية السورية، قال «أما أن ينعكس الموقف التركي على سوريا فهذا في الحقيقة مرتبط بأمرين الأول : موضوع الانقلاب والتعديلات والعزل الكبير جدًا من الجيش التركي هذا في الحقيقة بيعطي فترة انتقالية فيها نوع من الضبابية على المؤسسة العسكرية، بالتالي يؤثر على  الموقف التركي  بشكل عام في مواجهة ما يسمى الإرهاب في الداخل والخارج».

أما العامل الآخر على حد قوله «هو العامل الروسي المصالحة الروسية المفترضة أو القريبة، بعد لقاء أردوغان بوتين المفترض بعد أيام في 9 أغسطس في موسكو، يعني اتفاقات أو توافقات معينة بين العاصمتين أو الدولتين، وقد يؤدي لنوع من التوافق أو حل وسط على فترة انتقالية على دعم أي مسار سياسي قد يتبلور اي شيء في حقيقة الأمر».

واختتم «الحاج تصريحاته مؤكدًا أن المحدد الأهم للموقف التركي من القضية السورية هو العلاقات التركية الروسية، مضيفًا «ليس هناك الكثير لا يمكن توقعه ولكن في الأساس تركيا تراجعت منذ فترة عن فكرة إسقاط الأسد، وقبلت الحل السياسي والفترة الانتقالية ومخرجاتها وبالتالي التقارب مع روسيا قد يؤدي لدعم هذا المسار أكثر مما يؤدي لموقف حاد من قبل تركيا في الداخل السوري».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انقلاب تركيا توقعات محلل سياسي

«و.س. جورنال»: هل فشلت المخابرات التركية في كشف محاولة الانقلاب قبل وقوعها؟

«ميدل إيست آي»: «دحلان» نقل أموالا إلى منفذي محاولة الانقلاب بتركيا قبل أسابيع من وقوعها

«بروكنغز»: الجغرافيا السياسية لانقلاب تركيا الفاشل

«فورين أفيرز»: معالم التقارب التركي الروسي في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة

«القدس العربي»: فشل انقلاب تركيا بشارة بتغيّر المعادلة العربية فضحت انقلاب مصر

«المالية» التركية تقرر إعفاءات ضريبية يستفيد منها 1.2 مليون مواطن

دبلوماسيون أتراك في السعودية يوضحون تداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة

«أردوغان» يشكر الشعب والمعارضة ويؤكد: سنعاقب كل من دعم الانقلاب في اللحظة المناسبة

الناتو: تركيا حليف ثمين وعضويتها ليست موضع نقاش

تركيا تقرر الإفراج المشروط عن 38 ألف سجين لإيجاد أماكن للانقلابيين

«العدالة والتنمية» يخطط لزيارة دول عربية لشرح حقيقة ما حصل في تركيا