«معهد واشنطن»: 8% فقط من السعوديين والمصريين يدعمون «الدولة الإسلامية»

السبت 25 أكتوبر 2014 11:10 ص

أجرت شركة رائدة في مجال المسح التجاري في الشرق الأوسط ثلاثة استطلاعات للرأي في سبتمبر/أيلول، عبر إجرائها مقابلات وجها لوجه مع مهنيين محليين من ذوي الخبرة في عدة دول عربية أبرزها السعودية ومصر ولبنان، أظهرت أن 5% من السعوديين و3% من المصريين و0% من اللبنانيين يدعمون تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما يعني أن 8% فقط من البلدين يدعمون «الدولة الإسلامية»، وهو ما شككت فيه تقارير عربية.

وأشار تقرير أعده «ديفيد بولوك»" لـ«معهد واشنطن» إلي هذه الاستطلاعات تحت عنوان «الدولة الإسلامية لا تكاد تملك أي دعم شعبي في مصر أو السعودية أو لبنان» أو ISIS Has Almost No Popular Support in Egypt, Saudi Arabia, or Lebanon، في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مشيرا إلي أن مقدار الدعم الشعبي الذي يتمتع به تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في البلدان الرئيسية المشاركة في «التحالف الدولي» الحالي ضد التنظيم، كمصر أو المملكة العربية السعودية أو لبنان أصبح من السهل التكهن به الآن.

وكانت العيّنة عشوائية في كل دولة، دون أرجحية لمنطقة جغرافية على أخرى، وضمّت ألف شخص في كل بلد من المواطنين مما يعني هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3%.

وجاءت أكثر النتائج إثارة للاهتمام والتشجيع تشير إلى أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يملك تقريبا أي دعم شعبي في مصر أو السعودية أو لبنان - حتى في أوساط السنة في هذه الأخيرة، فبين المصريين، عبر 3% فقط عن رأي إيجابي تجاه «الدولة الإسلامية»، وفي السعودية، كانت النسبة أعلى بقليل حيث يحتفظ 5% بنظرة إيجابية لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وفي لبنان، لم تكن لأي من المستطلعين المسيحيين أو الشيعة أو الدروز نظرة إيجابية عن «الدولة الإسلامية»؛ وحتى في أوساط السنة في لبنان، كانت النسبة مشابهة تقريبا وبلغت 1%.

الاستطلاع أظهر أن هناك فارق حقيقي بين كوْن الدعم «شبه منعدم» أو «منعدم تماما»، فنسبة الـ 3% من المستجيبين على الاستطلاع من المصريين البالغين الذين أعربوا عن دعمهم لتنظيم «الدولة الإسلامية» معناها، بحسب «معهد واشنطن»، أنّ هذه الجماعة تحظى بتأييد من قبل 1.5 مليون مواطن مصري.

وفي السعودية فإن نسبة 5% من السعوديين البالغين الذين يدعمون «الدولة الإسلامية» تعني أكثر من نصف مليون مواطن، وحتى في لبنان، البلد الصغير، فإن نسبة الـ 1% من البالغين الذي ينتمون للطائفة السنية تساوي بضعة آلاف من المتعاطفين مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، وفي أي من هذه الدول، تكفي هذه النسبة لإيواء على الأقل بضع خلايا من مثيري الشغب الخطرين.

دعم أكبر لـ«حماس»

وهناك تحذير رئيسي آخر، بحسب «معهد واشنطن»، هو أن المعارضة شبه الموحدة لـ «الدولة الإسلامية» لا تمتدّ لتشمل منظمات إسلامية سياسية أخرى، ففي مصر على سبيل المثال، أعربت نسبة عالية ومفاجئة - تمثل ثلث مجموع السكان - عن موقفها الإيجابي تجاه «حماس»، وترتفع هذه النسبة في المملكة العربية السعودية لتصل إلى 52% .

دعم كبير لـ«الإخوان» رغم القمع

والأكثر مفاجأة هو أنه على الرغم من حملات القمع والدعاية المستمرة من قبل الحكومتين المصرية والسعودية ضد «الإخوان المسلمين»، لا تزال هناك نسبة 35% في مصر و31% في السعودية تنظر إلى «الإخوان» بعين الرضا، أما المنظمة الإسلامية الشيعية «حزب الله» فحصدت 12 – 13% فقط من دعم غالبية السنة في مصر أو السعودية.

وفيما يتعلق بهذه القضايا وغيرها، هناك اختلاف ضئيل بين المصريين من الفئات السكانية المختلفة، فعلى سبيل المثال، يتمتع «الإخوان المسلمون» بدعم 37% من سكان التجمعات الحضرية مثل القاهرة أو الإسكندرية؛ و35% من دعم سكان صعيد مصر؛ و33% من دعم سكان ريف الدلتا.

أمّا عينة الاستفتاء الفرعية التي تضمّ المسيحيين الأقباط في مصر، فهي دون الـ 10% من المجموع، وبالتالي ضئيلة جدا لأن تكون ذات دلالة إحصائية في الاستطلاع.

أما في لبنان، فعلى الرغم من أن جميع الطوائف تقريبا تتوحد في رفضها لـ«الدولة الإسلامية»، إلّا أن آراءها بشأن الجماعات الإسلامية الأخرى تختلف إلى حدّ كبير بفعل الاستقطاب الطائفي، ولكن ليس دائما بالاتجاه الذي قد يتوقعه المرء.

فـ«حزب الله» يحظى بدعم 92% من الشيعة، ولكنّ شعبيته تنخفض كثيرا بين المسيحيين، حيث تحوم حول 40% تقريبا، بينما 8% فقط من أبناء الطائفة السنية لديهم نظرة إيجابية تجاه «حزب الله».

أما الأمر الغير متوقع، بحسب الاستطلاعات، فهو مستوى الدعم المنخفض نسبيا التي تحظى به «حماس» بين المسلمين السنة في لبنان، وخاصة بعد مضي فترة قصيرة جدا على الحرب الأخيرة في غزة، فلا ينظر إلى هذه الحركة الإسلامية الفلسطينية بشكل «إيجابي إلى حدّ ما»، سوى ربع الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، حسب «معهد واشنطن»، الموالي للوبي الصهيوني «إيباك».

كراهية أمريكا

وبحسب التقرير، لا تعني المعارضة المشتركة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، أنّ نسبة الدعم للولايات المتحدة عالية، ففي مصر والسعودية على حد سواء، تحظى الولايات المتحدة بتأييد منخفض لا يزيد عن 12% من المستجيبين للاستطلاع.

وفي لبنان تتضاعف هذه النسبة إلى 25%، ولكن هنا أيضا تنعكس النتائج على طول انحدار طائفي مستقطب بصورة حادة إذ تنخفض النسبة من 39% بين المسيحيين إلى 30% بين السنة والدروز، وصولا إلى نسبة تأييد تافهة تبلغ 3 % بين الشيعة الذين يشكلون أكثرية السكان، وبالمقابل تحظى الصين بنظرة إيجابية قدرها 38% بين السعوديين و40% بين المصريين و54% بين اللبنانيين.

أما فيما يتعلق بالمواقف الشعبية تجاه عدوين مشتركيْن آخرين لـ«الدولة الإسلامية»، هما سوريا وإيران، ففي كل من مصر والسعودية، وبحسب الاستطلاعات، فإن نسبة من ينظرون بشكل إيجابي إلى الحكومة الإيرانية أو السورية لا تكاد تتخطى خانة العشرات، حيث هي عالقة بين 13 و14% في كلا البلدين.

وفي لبنان، نجد مرة أخرى أن الاستقطاب الطائفي هو سيد الموقف، وإلى درجة مذهلة في هذه الحالة، فبين شيعة البلاد تحظى الحكومتان الإيرانية والسورية بنسبة تأييد تتراوح بين 96 و97%، وفي المقابل، تنخفض نسبة التأييد لإيران وسوريا بين السنة في لبنان إلى 12 و 14% على التوالي .

والأمر المثير للاهتمام هو أنّ المسيحيين يقفون في الوسط ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﺒﻴﺎﻥ، إذ أعرب أكثر من ثلثهم (37%) عن تصنيفهم «الإيجابي إلى حد ما" على أقل تقدير لإيران، بينما ما يقرب من نصفهم (47%) يمنح هذا التصنيف للحكومة السورية، إذ يُنظر إلى نظام بشار الأسد في بعض الأحيان على أنه يوفر لهم الحماية من «الدولة الإسلامية» والمتطرفين الإسلاميين الآخرين.

ويلخص «معهد واشنطن» النتائج التي توصل إليها هذا التحليل في عدة أمور مهمة للسياسة الأمريكية هي:

أولا: أن على الولايات المتحدة وحلفائها أن لا يخشون من إمكانية نجاح «الدولة الإسلامية» في استقطاب عدد كبير من المناصرين في المجتمعات العربية المجاورة لبلدي منشأ التنظيم، أو من قيام ردّ فعل شعبي قوي ضدّ الغارات الجوية الأمريكية، أو ضدّ حلفاء الولايات المتحدة العرب الآخرين في هذه المعركة.

ثانيا: علي الولايات المتحدة أن تستهدف بعملياتها تنظيم «الدولة الإسلامية» وبدقة، وليس أي جماعة إسلامية أخرى كانت موضع انتقادات أمريكية مؤخرا، إذ أن ذلك قد يزيد من الشعبية الكبيرة لهذه الجماعات.

ثالثا: أي انفتاح أمريكي على الرئيس السوري «بشار الأسد» أو إيران، كشريكيْن محتمليْن لمواجهة «الدولة الإسلامية»، يعد مخاطرة كبيرة، إذ أنه قد يبعد الشعبين المصري والسعودي أكثر فأكثر عن الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه يغذي أتون نيران الاستقطاب الطائفي الخطير بين اللبنانيين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية التحالف الدولي الإخوان حماس بشار الأسد إيران السعودية لبنان مصر الولايات المتحدة

«الدولة الإسلامية» تعتقل عشرات من مشيعي ضابط كبير في شرطة نينوى

مفاوض أممي: السعودية يمكن أن تلعب دورا في تحرير الرهائن لدى «الدولة الإسلامية»

استطلاع: نسبة تأييد «الإخوان» فى السعودية والإمارات والكويت تتجاوز 30%

أيدلوجية «الدولة الإسلامية» أسسها التعليم السعودي!

«الدولة الإسلامية» تُجهز «جيل الخلافة» القادم

حملة إعلامية في السعودية تخاطب الشباب لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»

«الجفري» يحمل كتب الشيخ «بن عبدالوهاب» مسؤولية ظهور «داعش»

استطلاع أمريكي: غالبية السعوديين لا يدعمون تنظيم «الدولة الإسلامية»