«عبدالخالق عبدالله»: دوافع استقبال الإمارات لأكبر دفعة من سجناء غوانتانامو

الثلاثاء 23 أغسطس 2016 03:08 ص

تحدث الأكاديمي الإماراتي «عبدالخالق عبدالله» مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» في مقال له نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية عن دوافع استقبال الإمارات لدفعتين من معتقلي سجن غوانتانامو الأمريكي واستضافتها لأكبر دفعة من سجنائه.

وفي عملية هي الأكبر من نوعها، رحلّت الولايات المتحدة على دفعتين 15 من سجناء غوانتانامو، 12 يمنيا و3 أفغان إلى دولة الإمارات الأسبوع الماضي.

وهذه ليست المرة الأولى التي تستقبل فيها الإمارات سجناء غوانتانامو، حيث سبق أن استقبلت 6 سجناء من المعتقل في نوفمبر/ تشرين ثاني 2015.

ولفت «عبدالله» في مقاله إلى أن 56 دولة غير الإمارات سبق أن استقبلت سجناء غوانتانامو بأعداد صغيرة ومتفرقة، من سجينين إلى 6 سجناء، خلال ال15 سنة الأخيرة، من بينها دول أوروبية وأفريقية وآسيوية وفي أمريكا اللاتينية وأستراليا ودول عربية، كما استقبلت دول خليجية مثل قطر 6 سجناء واستقبلت البحرين 5 في أوقات سابقة.

وقال إن الإمارات وحدها تميزت عن بقية الدول باستقبال سجناء غوانتانامو مرتين وتميزت باستقبال أكبر عدد منهم حيث يُعتقد أن عددهم بلغ 21 سجينا حتى الآن، مرجحا ترحيل المزيد من سجناء غوانتانامو إلى الإمارات مستقبلا.

وأوضح «عبدالله» أن الإمارات حين قررت استقبال هذا العدد الكبير من سجناء هذا المعتقل كانت على اطلاع كامل بتاريخ هذا المعتقل وظروف سجنائه وبراءة أغلبيتهم من تهم الإرهاب، حيث درست ملف كل حالة من حالات السجناء التي استقبلتهم وتأكدت أنهم لا يشكلون خطورة على أمنها واستقرارها.

وأشار في مقاله إلى أن ترحيل سجناء غوانتانامو إلى أي دولة في العالم يخضع لعدة اعتبارات ربما أهمها رغبة السجناء ورغبة الدولة المستقبلة.

وأوضح أن ترحيل السجناء خارج معتقل غوانتانامو هو اختيار شخصي للسجين في المقام الأول ومن المؤكد أن سجناء الدفعة الأولى والثانية اختاروا الإمارات طوعا من بين دول عديدة، وهناك عدة دوافع لاختيار الإمارات ربما أهمها: القرب الجغرافي من أوطانهم، اليمن وافغانستان والصومال، ووجود أقرباء لهم في الإمارات التي تتميز بوجود نحو 200 جنسية مختلفة في أراضيها، ووجود جالية أفغانية ويمينة كبيرة في الإمارات، بالإضافة إلى استقرار الإمارات السياسي وازدهارها الاقتصادي وضمان معيشة كريمة وحياة آمنة لسكانها، ما يجعلها من أكثر الدول جاذبية للأجانب كما أن دبي تأتي في المرتبة الثانية عالميا بقائمة المدن المفضلة لدى الأجانب في العالم عام 2015.

لكنه ألمح في الوقت نفسه إلى ضرورة وجود موافقة مسبقة من الدولة المستقبلة، ولابد أن لهذه الدولة شروط ودوافع لاستقبال سجناء غوانتانامو، معتبرا أن الدافع الإنساني في مقدمة الدوافع لاستقبال سجناء غوانتانامو، لكنه أشار إلى أن أهم دافع لاستقبال أي دولة لهؤلاء السجناء أنه يأتي تلبية لطلب بل إلحاح الولايات المتحدة.

طلب أمريكي

وأشار «عبدالله» إلى أن الإمارات استقبلت سجناء غوانتانامو بناء على طلب أمريكي رسمي من إدارة أوباما للمساعدة في إغلاق هذا الملف الشائك، وأمريكا دولة صديقة وحليفة والعلاقات بين الإمارات وأمريكا متشعبة جدا وهناك تواصل مستمر وشبه يومي وعلى أعلى المستويات بين البلدين.

 ولم يستبعد الأكاديمي الإماراتي أن يكون الرئيس «باراك أوباما» طلب شخصيا من القيادة في الإمارات مساعدته لتحقيق وعده الانتخابي في إغلاق معتقل غوانتانامو، وربما وجدت الإمارات أن الاستجابة لهذا الطلب الشخصي من الرئيس ومن الحليف الأمريكي سيُسجل لصالح الإمارات في سجل العلاقات بين البلدين وربما سيكون له عائد سياسي مستقبلي، فالإمارات حريصة على تقوية علاقاتها مع واشنطن والارتقاء بها لمستويات جديدة خلال المرحلة الصعبة القادمة، بحد قوله.

وتابع أن الإمارات أصبح باستقبالها هذا العدد الكبير من سجناء غوانتانامو دلالة ليس على رئيس أمريكي سيرحل قريبا بل على واشنطن، سيُذكر دائما في سجل العلاقات بين أبوظبي وواشنطن أن الإمارات كانت من أكثر الدول تعاونا مع الإدارة الأمريكية وأنها استقبلت أكبر عدد من سجناء غوانتانامو وساهمت بفعالية أكثر من غيرها في إغلاق هذا المعتقل السيء الذكر.

واعتبر أنه مهما كانت الدوافع فالمؤكد الوحيد أن استقبال الإمارات لسجناء غوانتانامو تم وفق شروطها وضوابط عديدة وضعتها وقبلت بها أمريكا وتمت بموافقة مسبقة ومكتوبة من قبل السجناء وربما أهم تلك الشروط: قبول السجناء طوعا بالمراقبة الأمنية الدقيقة على مدى 24 ساعة لفترة زمنية ممتدة، وقبول السجناء طوعا بأن تكون تنقلاتهم في نطاق جغرافي محدود وضيق ومتفق عليه داخل الإمارات والتزامهم بعدم السفر للخارج لفترة طويلة قادمة، والقبول طوعا بمراقبة اتصالاتهم الهاتفية والشخصية والإلكترونية، وقبولهم الخضوع لبرنامج تأهيل لعودتهم لحياة طبيعية كأفراد لا يشكلون أي خطر على المجتمع، ويعيشون وفق قوانين الدولة التي لا تتهاون إطلاقا مع أي عبث بأمنها واستقرارها.

وخلص «عبد الله» إلى أن الإمارات سيسجل لها أنها كانت أكثر دولة ساهمت في إنهاء معاناة سجناء غوانتانامو وشاركت بفعالية في جهود إغلاق هذا المعتقل الذي يجب أن يغلق كليا ونهائيا اليوم قبل الغد. 

المصدر | الخليج الجديد + سي إن إن

  كلمات مفتاحية

الإمارات أمريكا غوانتامو العلاقات الإماراتية الأمريكية

«البنتاغون» يخطط لإرسال 12 من معتقلي «غوانتانامو» إلى دول أخرى

«المونيتور»: عمان تساعد «أوباما» على إغلاق معتقل «غوانتانامو»

البنتاغون: ترحيل 5 من معتقلي «غوانتانامو» إلى الإمارات

«البيت الأبيض» يكشف عن وصوله إلى المرحلة الأخيرة من إغلاق معتقل «غوانتانامو»

114 عربيا أكثرهم يمنيون يشكلون الأغلبية الكاسحة بين معتقلي «غوانتانامو»