واشنطن «تهين» يعلون.. وعينها على نتنياهو

الاثنين 27 أكتوبر 2014 07:10 ص

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أنه خلافا لما يشاع فإن زيارته واشنطن كانت موفقة، وقادت إلى حل الخلافات التي كانت قد نشبت بينه وبين مسؤولين أميركيين سابقا.

وجاء هذا الإعلان على خلفية ما تردد من أن الإدارة الأميركية عاقبت يعلون بأن قصرت لقاءاته على مسؤولين عسكريين وأمنيين، بينما حظرت على المسؤولين السياسيين اللقاء به.

وتردد أن اجتماع يلعون بالمندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور تم بسبب عجزها عن إلغاء الموعد مع يعلون لأسباب تقنية. ويشهد هذا الأمر على أن الإدارة الأميركية عمدت إلى تصفية الحساب مع يعلون بسبب اتهاماته المتكررة لأميركا ولوزير خارجيتها جون كيري، ما قاد إلى تبلور موقف حاد منه. غير أن معلقين إسرائيليين يؤمنون بأن المشكلة ليست علاقات يعلون مع الإدارة الأميركية وإنما علاقات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التي بات من الصعب إصلاحها.

واعتبرت الصحف الإسرائيلية أن «العم سام لم يصفح ولم يغفر»، وأنه قام بتصفية الحساب بشكل فظ مع يعلون، ولم يكتف بذلك بل قام بتسريب الأمر إلى وسائل الإعلام لتعميق الإهانة، إذ سربت الإدارة الأميركية، بعد وصول يعلون إلى واشنطن، خبر رفض طلباته للقاء نائب الرئيس جو بايدن وكيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس. وقالت مصادر البيت الأبيض للصحافيين ان هناك أزمة ثقة، ويصعب بعد تصريحات يعلون التصرف كأنه لم يقل شيئا.

ومع ذلك فإن يعلون يعتبر أن زيارته واشنطن بداية عملية لإصلاح أضرار انتقاداته الحادة لأميركا، وهو يشدد على أن الإدارة الأميركية «رغم الخلافات هي الحليف الاستراتيجي لإسرائيل». وفي نظر معلقين فإن الأميركيين أهانوا يعلون بشكل واضح، لكنهم أيضا لم يسدوا الباب تماما في وجهه.

وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» أعلن يعلون أن الأزمة في العلاقات بينه وبين كيري حلت. لكن أوساطا أميركية رفيعة المستوى شددت على أن الإدارة رفضت طلبا من يعلون للقاء كل من بايدن وكيري ورايس بسبب استمرار غضبها عليه، لأنه لم يقدم حتى الآن اعتذارا علنيا على كلامه.

وبالرغم من أن الرد الأميركي على طلب يعلون كان مؤدبا بتأكيد أن وقت هؤلاء لا يسمح لهم بلقاء وزير الدفاع الإسرائيلي إلا ان السبب كان واضحا. فقد وجد بايدن وسواه من المسؤولين الأميركيين وقتا أثناء زيارة يعلون واشنطن للقاء وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك. ويؤكد أميركيون أن المسؤولين في الإدارة إذا أرادوا لقاء أحد فإنهم يخلقون الوقت الكافي لذلك، ولهذا السبب من المهم أن تفهم إسرائيل أن هناك أزمة ثقة جدية معها. بل إن باراك نفسه أشار إلى الأزمة في العلاقات مع أميركا، في حديث مع التلفزيون الإسرائيلي، حيث قال إن «الولايات المتحدة هي الركيزة والصديقة الأهم لدى إسرائيل، ومنها ننال سنويا مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار وأفضل الأسلحة في العالم». وأضاف «ينبغي لنا أن نتصرف باحترام متبادل، وألا نضر بهذه العلاقات»، ومع ذلك أوضح أن «علاقات العمل بين المستويات المهنية ممتازة، بما في ذلك بين يعلون ووزير الدفاع (الأميركي تشاك) هايغل».

وفي كل حال فإن قرار إدارة الرئيس باراك أوباما حظر لقاءات المسؤولين الأميركيين مع يعلون أثناء زيارته لواشنطن لم يفاجئ كثيرين، لا في واشنطن ولا في تل أبيب. لكن القرار لم يتضمن إساءة الى العلاقات بين المستويات المهنية، وخصوصا على الصعيد العسكري والأمني. وهو لا ينبع فقط من الغضب على كلام يعلون ضد كيري ووصفه بـ«المهووس» والطامح لنيل جائزة «نوبل» على حساب إسرائيل، وإنما أيضا من إساءته المتكررة للسياسة الأميركية التي اتهمها بالضعف في الحلبة الدولية.

وأشار مختصون إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في أن منظومة العلاقات بين نتنياهو وأوباما سيئة، وأنه ليس في الحكومة الإسرائيلية الحالية شخصية مهمة يمكن استقبالها في واشنطن بتعاطف ويمكنها التجسير على الخلافات.

واعتبرت أوساط إسرائيلية طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع يعلون دركا أسفل في العلاقات بين الدولتين. وقال خبراء إن العلاقات بين أوباما ونتنياهو هي من النوع الذي يتعذر إصلاحه. وأشار القنصل الإسرائيلي الأسبق في نيويورك ألون بنكاس إلى أنه «ما بقي نتنياهو وأوباما في منصبيهما، فإنني لا أرى صلاحا ولا تحسنا في العلاقات الشخصية بينهما.. وما جرى مع يعلون ليس موجها فقط له. الهدف من تعميق الأزمة هو نتنياهو».

وأثار الاستقبال الأميركي البارد ليعلون ردود أفعال في إسرائيل، إذ أعلن وزير المالية يائير لبيد أن «هناك أزمة ثقة مع الأميركيين وينبغي معالجة ذلك على أساس أنها أزمة. فالعلاقات مع الولايات المتحدة حيوية، وينبغي فعل كل شيء للخروج من الأزمة». وطالب وزير البيئة عمير بيرتس رئيس الحكومة «بوجوب عقد مشاورات لتقرير كيف ينبغي أن ندير علاقاتنا مع الولايات المتحدة». أما وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتس فقال ان لإسرائيل أصدقاء كثرا لكن «ليس لدولة إسرائيل عم أفضل من العم أميركا. إنهم يقفون إلى جانبنا في القضايا المهمة، بما في ذلك المسألة الإيرانية. أحيانا هناك خلافات لكن ينبغي لنا أن نكون حذرين ونحترم الأميركيين».

المصدر | السفير

  كلمات مفتاحية

جون كيري بنيامين نتنياهو بوغي يعلون الخلافات

إسرائيل لم تعد قادرة على حل مشكلاتها العسكرية رغم تطورها تكنولوجيا واقتصاديا

تل أبيب: بفضل «السيسي» التنسيق الأمنيّ بين مصر وإسرائيل في شهر عسل

الاحتلال الإسرائيلي يتطلع لصلته القوية بالأردن وسط اضطرابات المنطقة

وزير الدفاع الإسرائيلي: "حماس تتلقى الدعم من تركيا وقطر .. ولها قيادة إرهاب في اسطنبول"

دواعي عدم قلق إسرائيل من الدولة الإسلامية

أعراض القدس: نتنياهو وساسة إسرائيليون آخرون يستعملون القدس لأهدافهم الخاصة

وزير الدفاع الإسرائيلي «يعلون» يستقيل و«نتنياهو» يعرض المنصب على «ليبرمان»

«يعلون»: سيتم توجيه الاتهام لـ«نتنياهو» في قضية حظر الغواصات