واشنطن تؤكد عدم التوصل لتسوية بخصوص سوريا

الأحد 4 سبتمبر 2016 02:09 ص

أعلنت واشنطن اليوم الأحد أنها لم تتوصل إلى الاتفاق المرجو مع روسيا بشأن وقف العنف في سوريا، ملقية اللوم على موسكو التي قالت عنها إنها «تراجعت» بشأن بعض القضايا.

وذكرت وزارة الخارجية سابقاً أن التوصل إلى اتفاق أصبح قريباً ويمكن أن يعلنه وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري ونظيره الروسي «سيرغي لافروف اليوم، لكنها أقرت بعد ساعات بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية بأن «الروس تراجعوا عن بعض القضايا التي اعتقدنا اننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور».

وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الروسي سيلتقيان مجدداً الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء.

وقال «كيري» للصحفيين اليوم: «سنراجع بعض الأفكار الليلة، ومن بينها مسألتان صعبتان، وسنعود ونرى أين وصلنا. لن نتسرع»، مؤكداً أهمية التوصل إلى اتفاق «لإنهاء هذه المهمة».

وأكد الوزير الأمريكي أنه «لا تزال هناك مشكلتان صعبتان يجب معالجتهما»، رافضا الكشف عن تفاصيل.

رسالة للمعارضة

من جهته، قال مبعوث واشنطن في سوريا «مايكل راتني» في رسالة إلى المعارضة السورية المسلحة تحمل تاريخ 3 سبتمبر/أيلول إن الاتفاق قد يتضمن وقفاً لإطلاق النار في أنحاء البلاد ويركز على مساعدات الإغاثة إلى حلب، مؤكداً أنه قد يعلن قريباً.

وأوضح «راتني» في رسالته أن الاتفاق سيلزم روسيا منع الطائرات الحكومية السورية من قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة التيار الرئيس للمعارضة، وسيطالب بانسحاب قوات دمشق من طريق الكاستيلو، وهو طريق إمداد رئيس يقع شمال حلب.

وأفادت الرسالة بأن الاتفاق الجديد سيشمل أيضاً انسحاب القوات الحكومية من طريق الكاستيلو الذي يقود إلى شرق المدينة الواقع تتحت سيطرة المعارضة. والذي قطع في تموز (يوليو). ويمكن أن يتحول الطريق إلى منطقة منزوعة السلاح.

وأضاف في الرسالة، من دون ذكر تفاصيل، أنه في المقابل ستنسق الولايات المتحدة مع روسيا ضد تنظيم «القاعدة».

وشددت الرسالة على أن المعارضين يجب أن يتعاونوا حتى يبدأ العمل بالاتفاق، مؤكدة أن هناك مساع للحصول على ضمانات بأن تحترم موسكو الاتفاق.

لابد موافقة روسيا

وكان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» صرح في وقت سابق اليوم بأن واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في الحرب المدمرة في سوريا، مؤكداً أن الجانبين «يعملان على مدار الساعة»، لكنها «مسالة معقدة للغاية».

وأكد «أوباما» أن المحادثات مع روسيا ستكون السبيل إلى التوصل لأي اتفاق لوقف العمليات القتالية في سورية، ولكنه قال إن المفاوضات صعبة وأنه ما زالت هناك «خلافات خطرة» بين واشنطن وموسكو «حول الأطراف الذين يدعمهم كل منا وحول كيفية تحقيق السلام في سوريا».

وأوضح «أوباما» في مؤتمر صحفي في مدينة هانغتشو الصينية، حيث يصل زعماء عالميون لحضور اجتماع قمة لـ «مجموعة العشرين»: «لديكم نظام الأسد الذي يقتل مواطنيه من دون أن يحاسب، يدعمه الروس والايرانيون» بينما فصائل المعارضة «تفتقر إلى السلاح في غالبية الأحيان».

وأضاف أن الولايات المتحدة «تحرص منذ فترة طويلة على إيجاد وسيلة لتقليص العنف وتحسين المساعدة الإنسانية في سوريا، ولكن سيكون من الصعب الانتقال إلى المرحلة التالية إذا لم تكن هناك موافقة من روسيا».

وتدعم كل من موسكو وواشنطن طرفين متضادين في النزاع الذي بدأ بحركة احتجاجات ضد نظام بشار الأسد في مارس/اذار 2011 قبل قمعها بالقوة وتحولها إلى نزاع دام متشعب الأطراف.

وفشلت جولات متتالية من المفاوضات الدولية في إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات وخلف نحو 500 ألف قتيل وشرد الملايين داخل البلاد وخارجها، ما أدى إلى تدفق مئات الآلاف منهم إلى أوروبا.

وروسيا هي من أكبر الداعمين للنظام السوري، فيما تدعم واشنطن ائتلاف المعارضة الرئيس وبعض الفصائل المسلحة، كما أن دولا وقوى أخرى ضالعة في النزاع.

وقال «أوباما» عقب لقائه رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قبل قمة مجموعة العشرين إن «محاولة جمع كل هذه القوى المختلفة في هيكل متماسك للتفاوض هو أمر صعب (..)، ولكن محادثاتنا مع الروس مهمة».

وتتشارك واشنطن وموسكو رئاسة المهمة الإنسانية التي تدعمها الأمم المتحدة لسوريا، والتي تحاول جاهدة توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين داخل البلاد.

وظهرت مسألة مدينة حلب التي تنقسم السيطرة عليها بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة، كمسألة تثير القلق، خصوصاً مع صدور دعوات ملحة بوقف إطلاق النار لتخفيف الكارثة الإنسانية.

وتعتبر المحادثات في هانغتشو جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية حول سوريا، بعد أن أخفقت المفاوضات الماراثونية بين كيري ولافروف في جنيف في التوصل إلى نتيجة.

وحدد «كيري» بعد ذلك أولويتين لضمان استمرار وقف إطلاق النار إحداهما الرد على انتهاكات النظام السوري وضبط «جبهة فتح الشام»، «جبهة النصرة» سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة».

وقال «كيري» في هذا الصدد أن «النصرة هي القاعدة، ولا يمكن ان يخفي تغيير اسمها حقيقتها وما تحاول أن تفعله».

وفشلت اتفاقات وقف اطلاق نار سابقة، وقال أوباما الأحد إن واشنطن تتعامل مع المحادثات «ببعض التشكيك (..)، ولكن الأمر يستحق المحاولة».

وأضاف أن «حتى لو اقتصر الأمر على حصول الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء على الطعام والامدادات الطبية التي تعينهم في رعب التفجيرات المستمرة، فإن الأمر يستحق العناء».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا سوريا

الفشل الأمريكي: «سي آي ايه» تخوض الحرب ضد البنتاجون في سوريا

إقطاعيات أمراء الحرب: ماذا تبقى حقا من النظام والدولة في سوريا؟

سوريا.. إلى أين وصلنا؟

أمريكا وروسيا تتفقان على لقاء عسكري حول سوريا في أقرب وقت

الفشل الأمريكي في معالجة الأزمة السورية

مقتل وإصابة العشرات في تفجيرات استهدفت طرطوس وحمص وريف دمشق

الكرملين: لا خطط لعقد لقاء ثلاثي بين «بوتين» و«الأسد» و«أردوغان»

«الدولة الإسلامية» يتبنى تفجيرات خلفت 53 قتيلا في طرطوس وحمص وريف دمشق

«أوباما» و«بوتين» يفشلان في التوصل لاتفاق بشأن سوريا

أمريكا وروسيا تعلنان عن هدنة لمدة أسبوع في سوريا تبدأ الإثنين