أعلن الأمير السعودي، «خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود»، مساء الجمعة، استقالته من جميع مناصبه الإدارية والشرفية والتجارية التي يتبوأها، وتعهد بكشف السبب الذي دفعه لهذا القرار إذا اضطر إلى ذلك.
وقال الأمير في بيان مفاجئ على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنه قرر الاستقالة لتقديم مصلحة السعودية وعدم إثارة البلبلة ولعدة أسباب شخصية «تثير الدهشة»، دون أن يتضح بعد سبب قراره غير المتوقع.
وكتب الأمير في بيانه «إن تقديم مصلحة بلادنا فوق كل اعتبار، ولعدم إثارة البلبلة خاصة في هذه الأيام الفضيلة وفي وقتنا الراهن الخطير والعصيب، ولعدة أسباب شخصية (تثير الدهشة) يعرفها القلة، والتي سنقوم بالإفصاح عنها إذا اضطررنا إلى ذلك، بإذن الله وبعد الاستخارة فإننا نعلن عن استقالتنا من جميع المناصب الإدارية والشرفية والتجارية التي نتبوائها، والله من وراء القصد».
وربط مدونون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي بين استقالة الأمير وأحداث رياضية محلية كونه يشغل منصب عضو شرف في نادي الهلال السعودي، فيما أرجعها آخرون لأسباب سياسية.
والأمير «خالد» هو ابن شقيق العاهل السعودي الملك «سلمان»، وأخو رجل الأعمال البارز الأمير «الوليد بن طلال»، كما أنه والد الأمير «الوليد» الذي يرقد منذ نحو عشر سنوات في المستشفى بسبب إصابته بالشلل التام نتيجة حادث سيارة، وتحظى قصته بشهرة واسعة جلبها اهتمام والده الكبير به.
وفي وقت سابق، أكد الأمير السعودي «خالد بن طلال» أن «سنة الحياة تؤكدا أن الاضطهاد والذل والإهانة يولد القهر مما يولد الانفجار»، مضيفا فى تغريدة له عبر حسابه على «تويتر» أنه «احترازا من ذلك يجب السرعة فى إيجاد حلول فورية ومحاولة إيجاد علاج جذري لهذه المشكلات».
وعُرف الأمير السعودي «خالد بن طلال» بانتقاداته اللاذعة لعدد من الأمور الجدلية في المملكة. حيث سبق أن وجّه انتقادات حادة إلى «أصحاب المناصب والنفوذ والسلطة» الذين دعموا الانقلاب على سلطة الرئيس «محمد مرسي»، قائلا أن إجازة «الخروج على ولي الأمر في مصر، حتى في حال الاختلاف معه، يجيز لمن يرغب بفعل ذلك في السعودية».
كما انتقد سياسة السعودية ودعمها للانقلاب على الرئيس «محمد مرسي»، في سلسلة تغريدات سابقة له عبر حسابه بموقع «تويتر» قائلا: «هذا تصرف خطير وفتنة عظيمة، وتقيدا بشرع الله عز وجل وسنة رسوله واتباعا لمنهج السلف الصالح بألا خروج على البيعة والسمع والطاعة لولي الأمر، فكما نتقيد بذلك نحو ولي أمرنا في بلاد الحرمين الشريفين فعلينا التقيد بذلك نحو ولي أمرهم في مصر».
كما سبق للأمير وأن انتقد طريقة تطبيق حكومة بلاده للشريعة الإسلامية، حيث قال في تغريدات سابقة له أن «مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ، لا يُسمع له صوت في النوازل»، وأن «وزير الشؤون الإسلامية يقوم بفصل الخطباء»، كما أوضح أن «وزير العدل يراقب تغريدات القضاة والمحامين، فيما تقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمحاربة الاحتساب، بعكس الدور المناط لها بالأساس وهو تطبيق الاحتساب»، وفقا لتعبيره.
