نصف مليون رجل سعودي يتعرضون للضرب علي يد «زوجاتهم»

السبت 1 نوفمبر 2014 10:11 ص

كشف تقرير لمركز «واعي» للاستشارات الاجتماعية أن 556 ألف رجل سعودي اتصلوا بالمركز واشتكوا من ضرب زوجاتهم لهم، ما دفع نشطاء لوضع هاشتاج طريف علي تويتر في السعودية أصبح شعبيا جدا في الآونة، يقول: «#نصف_مليون_رجل_تضربهم_زوجاتهم».

وهو ما يكشف تطوّر غير متوقع لمشكلة العنف الأسري في العالم العربي والسعودية خصوصا، حيث النساء والأطفال ليسوا وحدهم الضحية لظاهرة الضرب، وإنما أيضا الرجال ينالون نصيبهم من الضرب علي يد زوجاتهم لأسباب مختلفة قد تصل لرفض الزوج توصيل الزوجة بالسيارة للسوق في ظل منع النساء من قيادة السيارات في السعودية.

وقد كشفت صحف سعودية عن حادث اعتداء زوجة بالضرب علي زوجها مرتين ما تسبب في تدخل عدد من الأقارب للإصلاح بين الزوجين و لم ينته مجلس الصلح إلا بتعهد الزوجة بعدم تكرار ما حدث خاصة بعد تبريرها الأمر أنها كانت في لحظة غضب شعرت بعدها بالندم مما حدث إلا أنها كررت الأمر في نفس الأسبوع.

واستغرب خبراء استشارات اجتماعية هذه البيانات المفاجئة التي شكلت عاصفة من الجدل والاستغراب علي مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الصورة التي تسوقها وسائل الإعلام المختلفة للسعودية بشكل خاص في العالم، هي أنها واحدة من أكثر الأماكن قمعا لحقوق المرأة، وهناك قيود كثيرة مفروضة على النساء في السعودية، منها عدم السماح لهن بقيادة السيارات، أو السفر بمفردها أو الذهاب لأماكن مثل ملاعب كرة القدم دون رجل مرافق، واعتبروها نتائج مفاجئة.

وقال الشيخ «عادل المطوع»، المشرف العام على مركز «واعي» للاستشارات الاجتماعية، بالمملكة العربية السعودية، إن مركزه يقدم خدماته المجانية في المجالات النفسية والاجتماعية والتربوية، لأكثر من 64 ألف حالة، من بين الـ 556 ألف رجل سعودي الذين اتصلوا بالمركز واشتكوا من ضرب زوجاتهم، مشيرا لأنهم يتلقون في يوم واحد – مثل يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي - 6 شكاوى من رجال سعوديين تعرضوا للضرب من قبل زوجاتهم في أوقات سابقة، موضحا أنهم كانوا يتكتمون على هذه الحوادث خشية الوقوع في الحرج.

وهناك من يشكّك في هذه المعلومات التي تتحدث عن أن «نصف مليون رجل سعودي يُضربون»، ويخشون من أن يدفع الانشغال بهذه الظاهرة الجديدة الهامشية نسبيّا، لنسيان القضية الأهمّ وهي عنف الرجال ضدّ النساء، خصوصا أن هناك قيود مفروضة على النساء بالفعل في السعودية في مجالات عدّة مثل: العمل، الزواج، التعليم بل وفتح حساب في البنك.

وطالبت النساء السعوديات في السنوات الأخيرة بحقوقهنّ بنسبة أكبر، وخصوصا في كلّ ما يتعلّق بموضوع قيادة السيارات، والذي اعتُبر على مدى سنوات طويلة أحد المحرّمات في المملكة، وأقيمت العام الماضي حملة كبيرة تهدف إلى مكافحة العنف ضدّ النساء.

وفي إطار ذلك البرنامج، والذي تمّت الموافقة عليه في البرلمان السعودي أيضًا، ستُمنح المرأة والطفل اللذان وقعا ضحية العنف الحقّ بالمطالبة بتعويضات في المحكمة، وسيتمّ فرض عقوبات مختلفة ومتنوعة على الجاني، ابتداءً من غرامة مالية يمكن أن تصل إلى مبلغ نصف مليون ريال، مرورا بالحبس والفصل عن العمل، وصولا إلى إلغاء حضانة الأطفال.

وقد حدّد البرنامج أيضا أنّه فيما لو تمّ ضرب الخادمة التي تعمل في منزل صاحب العمل، سيُبطل العقد وعلى صاحب العمل أن يدفع لها تعويضات.

ولكن الدكتور «علي بن بخيت الزهراني» نائب الرئيس التنفيذي للجنة «إصلاح ذات البين» بإمارة مكة المكرمة يجزم بأن هناك حالات ضرب زوجات لأزواجهن تصل إلى 5%، مشيرا إلى أن أغرب الحالات عبارة عن قضية رفعها زوج على زوجته بسبب ضربها له بالهاتف الجوال، كما أنها اعتدت عليه أمام الناس وطعنته بالسكين، الأمر الذي دفعه إلى إلقاء نفسه من الطابق الثاني.

بينما يقول المحامي «عمر الخولي» أن أحد مستشفيات جدة استقبل زوجا في حالة نزيف حاد بعد تعرضه للضرب على يد زوجته، ولكنه رفض تقديم أي شكوى ضدها بسبب خجله، وحرصه على ألا يعرف أي شخص أنه يتعرض للضرب على يد زوجته.

إلا أن «سُهيلة حمّاد» عضو «جمعية حقوق الإنسان» ترى أنه حالات ضرب الزوجات للأزواج قليلة ولا تتجاوز نسبتها 1%، وتؤكد أن المرأة السعودية لا تضرب زوجها، وأن المرأة السعودية مظلومة ومغلوبة على أمرها في بيتها وعملها وفي كل مكان توجد به، حيث لم تظفر بحقوقها بعد، موضحة أن هناك زوجات صابرات على ضرب أزواجهن لهن، وكذلك ما يواجهنه من عنف بسبب حرصهن على حماية أبنائهن.

وتؤكد أن هناك أسبابا وضغوطا كبيرة تجعل الزوجة تمد يدها على زوجها بالضرب، مشيرة إلى أن الزوج هو الذي أوصلها إلى وضع أفقدها السيطرة على نفسها، والتحكم في تصرفاتها بسبب ما تعانيه من اضطهاد على يد ذلك الزوج.

وتصف «سهيلة» أن الزوجة السعودية أكثر النساء تحملا لضغوط الحياة وأنها تصبر وتتنازل عن حقوقها في سبيل العيش بسلام.

ويُوضّح الدكتور «الزهراني» أنها قضايا قليلة الحدوث إذا تمت مقارنتها بظاهرة ضرب الأزواج لزوجاتهم، ويشير إلى أن هناك 1500 قضية زوجية تتولاها اللجنة، وأن هناك قرابة 50% منها تشكو الزوجات فيها من ضرب الأزواج.

لماذا تضرب الزوجة زوجها؟

ويؤكد الدكتور«محمد بن إسحاق»،المستشار في مركز«واعي»، أن اعتداء الزوجة على الزوج له أسباب وجذور، وهو موجود في كل المجتمعات؛ إلا أنه يقل ويكثر من بلد إلى آخر، مشيرا إلي أنه في إحدى الدول العربية أنشئت جمعية لحقوق الرجل.

ويوضح «إسحاق» أن أهم أسباب اعتداء الزوجة على زوجها يكمن في عدة نقاط؛ منها: تحكم الزوجة بالمال والإنفاق على المنزل؛ مما يساعد على إضعاف شخصية الرجل، وعدم قدرته وسيطرته على إدارة شؤون الأسرة ويولّد جرأة لدى الزوجة، وكذلك الصورة الذهنية الخاطئة لدى الزوجة عن الرجل كأن يكون والدها متوفى ووالدتها مَن يدير شؤون البيت، إضافة لوجود انحرافات سلوكية لدى الزوج، وبالتالي سقوط النظرة الحسنة والقدوة الجيدة من الزوج؛ الأمر الذي ينعكس على تصرفات الزوجة بمعاقبة الزوج لأسباب بسيطة، وغيرها من الأسباب التي تساعد الزوجة علي السيطرة علي إدارة المنزل، والتحكم في البيت.

أما الدكتور «علي بن بخيت الزهراني» فيشدد على أن الإسلام حين أباح ضرب صنف من الزوجات اللاتي لم يعد تجدي معهن الوسائل الأخرى من الوعظ والتذكير والهجر في المضجع فإن الشارع الحكيم أَذِن بذلك شريطة أن يكون ضرباً غير مبرح، أي غير مؤذٍ، ولا يُلحق ضررا بالزوجة، وإنما هو نوع من التأديب الحسي المحتمل الممزوج بنوع من التأديب المعنوي وقد اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأزواج الأخيار لا يضربون نساءهم أبدا.

ويقول: إنه في بعض الحالات التي وردت للجنة إصلاح ذات البين وشكا فيها بعض الأزواج من تعدي زوجاتهم عليهم بالضرب المبرح تبيّن أن المرأة تعاني من أمراض نفسية.

أما الدكتور «عبد الله الصبيح» أستاذ علم النفس بـ«جامعة الإمام محمد بن سعود» فيرى أن عنف الزوجات ضد الأزواج ظاهرة متفشية في الغرب، ولكنها في المملكة لم تصل إلى حدّ اعتبارها ظاهرة.

ولا يُنكر أن تعدي الزوجة على الزوج بالشتم والسب موجود في مجتمعنا، حيث يوجد حالات عديدة لأزواج يشكون من سلاطة ألسنة زوجاتهم، ويجزم بأن الرجل سيُصرّح بتعرضه للضرب على يد زوجته دون أي خجل أمام القاضي بالمحكمة، لحفظ حقوقه، وحماية نفسه إذا كثر العنف ضده.

ويُرجع أسباب عنف الزوجات إلى ضعف التربية في البيوت قبل الزواج، وعدم تقدير كل من الزوجين للمسؤولية، ومن ثم لا يقوم الزوجان بواجباتهما، الأمر الذي يؤدي إلى ضرب الزوجات لأزواجهن.

ويضيف الدكتور «الصبيح» أن من أسباب العنف ما نواجهه من انفتاح على العالم الخارجي، والقنوات الفضائية التي تنقل ثقافات وعادات مخالفة لتعاليمنا وقيمنا، وما تطرحه من تحرر وعنف يؤثر سلبا على تفكير المرأة.

ويشير إلى أن بعض الزوجات تُضطر عندما تتعرض للضرب والعنف من الزوج إلى الدفاع عن نفسها، كردة فعل على ما تعرضت له، وذلك بضرب زوجها.

ويُحذّر من أن الأطفال الذين يشاهدون العنف داخل أسرهم سيشعرون بالإهانة، ويُصبحون فاقدين للاحترام والحنان، ومحتقرين للمجتمع، وينشئون ضعفاء الشخصية، وغير أسوياء، الأمر الذي يؤثر سلبيا على مستقبلهم.

ويجزم بأنه ليس حلا أن يضرب أحد الزوجين الآخر، بل يجب أن يكون هناك حوار بينهما، وحرص على استماع كل طرف للآخر، ومناقشة مشاكلهما، ومحاولة حلّها وعلاجها.

فإذا لم يستطع كل من الزوج أو الزوجة إيصال صوته للآخر، ولم يفهما بعضهما فيجب عليهما أن يبحثا عن طرف ثالث من أهلهما أو إمام المسجد أو مصلح اجتماعي، ليُقرّب بينهما، ويصلح أمورهما، حيث لا يجوز إبقاء الأمور معلقة بهذا الشكل، لأن حياتهما بهذه الطريقة ستتدمر، ويتشتت الأطفال.

ويؤكد المحامي «عمر الخولي» أن هناك أسبابا عديدة تدفع الزوجة لاستخدام العنف من بينها معاملة الزوج القاسية وتعرضها للضرب أو اكتشافها خيانته لها وغالباً ما تدافع عن نفسها بالضرب أو السب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية العنف الأسري

السعودية: حكم قضائي بخلع رجل ضرب زوجته في السوق

سعوديون يشتكون من تعرضهم للضرب من زوجاتهم!

السعودية: 7 حالات طلاق مقابل كل 10 حالات زواج خلال 2014!

دراسة حكومية: 20% من رجال الكويت يتعرضون للاعتداء من قِبَل زوجاتهم

«الإندبندنت»: سعودية تطلب اللجوء إلى بريطانيا للتخلص من زوجها الثري

العرب يقبلون على الزواج من بوسنيات أغلبهم من السعودية والإمارات والكويت

وفاة سعودي طعنا على يد زوجته في نجران