بعد تدفق السياح والمستثمرين من دول الخليج في السنوات الأخيرة، تزايد في البوسنة ظاهرة زواج الرجال العرب من النساء البوسنيات كزوجة ثانية أو ثالثة ليبقين في البلاد في انتظار الزيارات العرضية لأزواجهن.

وتقول امرأة من سراييفو تبلغ من العمل ستة وثلاثين عاماً ولديها طفلان من زوجها الأول حول كيفية زواجها من عربي لتصبح زوجته الثانية.

وتحكي أن زوجها الجديد الذي يبلغ من العمر 51 عاماً أتى إلى البوسنة من أجل الأعمال التجارية وإنشاء شركة صغيرة في سراييفو.

تذكر المرأة أنهما التقيا عندما أتى إلى مكان عملها وتمازحا ولاحظت نظره إلى وجهها. بعد فترة من الوقت، قام صديق مشترك متزوج بالفعل بتقديمه، وشرح أن الرجل يبحث عن زوجة من البوسنة بحسب تقرير لموقع Balkan Insight نشرته صحيفة الوطن السعودية.

وتقول إنها استغرقت شهرين لتتعرف على أسلوب حياته وعاداته من خلال الهاتف أو المحادثة بالفيديو، ثم قام الوالد بالموافقة على الزواج وتزوجا في سراييفو.

وتضيف وافقت على هذا النوع من الزواج بشكل متعمد وأعلم أنني لست زوجته الوحيدة، لم يخدعني أحد.

وخلال السنوات القليلة الماضية، أتى عشرات الآلاف من الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي إلى البوسنة بسبب المناخ المعتدل وطبيعتها البكر الخلابة والثقافة فضلاً عن أن نصف السكان يعتنقون الديانة الإسلامية وتتوافر المساجد، ومعظم هؤلاء الرجال لديهم زوجة أو أكثر بالفعل.

وتتم مراسم الزفاف في البوسنة والهرسك على أيدي رجال الدين ولكن شهادات الزواج الصادرة غير معترف بها سواء من التشريعات والقانون في البوسنة أو قواعد المجتمع الإسلامي هناك.

وتظل الزوجات البوسنيات في بلادهن عادة في انتظار زيارات أزواجهن.

وتقول امرأة من سراييفو إن ما لا يقل عن 20 امرأة أخرى أصبحن الزوجة الثانية للرجال العرب حتى أن واحدة منهن كانت الزوجة الثالثة.

وتوضح أن مجموعة من 20 امرأة لديهن أزواج عرب يلتقين معهم ويصلين معهم بشكل منتظم.

وبحسب "الجمعية الإسلامية في البوسنة والهرسك" فليس لديها بيانات حول هذا الموضوع.

وفي حالة أتم إمام مثل هذا الزفاف أو عقد القران، فسيتم تنفيذ إجراءات تأديبية ضده لأنه ينتهك الإجراءات المتبعة داخل المجتمع الإسلامي.

ويسمح بالزواج حسب الشريعة الإسلامية في البوسنة والهرسك بشكل رمزي إلا أن تعدد الزوجات غير قانوني وفقاً لقانون الأسرة.

ويقول مفتي سراييفو أنيس ليفاكوفيتش إن الجمعية الإسلامية ليس لديها أي بيانات دقيقة عن رجال عرب يتزوجون بالنساء البوسنيات كزوجة ثانية أو ثالثة، ولهذا السبب، لا تستطيع الجمعية اتخاذ أي تدابير، لأن إجراءات الزواج لا تتم على يد الأئمة المصرح لهم بعقد القران، ولا يسجل هذا القران في سجل زواج الجمعية الإسلامية".

ووفقا لامرأة من سراييفو، فإنها تحب زوجها العربي ولكنها اعترفت أيضا بأن الدعم المالي كان عاملا في هذا الزواج.

وتوضح "كنت أفكر في تغيير وظيفتي، كان الأمر صعباً جداً، عندما عرض علي الزواج فكرت أنها فرصة لحياة أفضل”.

وتزعم أن معظم النساء في مجموعتها لديهن أزواج عرب لكلا السببين، الحب والمال.

وتقول "مفهوم تعدد الزوجات ليس غريباً بالنسبة لي، أفهم ذلك ويحدث في البوسنة أكثر بكثير مما يعتقد الناس".

ووفقا لها،فإن الرجال العرب يتزوجون المتدينات غالباً لكنها تؤكد أن زوجها لم يطلب منها ارتداء النقاب مثل الذي ترتديه النساء في البلدان العربية.

المرأة من سراييفو تقول إنها عندما وافقت على الزواج من رجل عربي، كانت تدرك أن زوجها لن يكون معها كل يوم.

وتوضح أنه يزور البوسنة والهرسك كل شهر تقريباً وتتوقف زياراته على مقدار انشغاله في الأعمال سواء في بلده أو في البوسنة، مشيرة إلى أن فارق السن بين المرأة وزوجها العربي يتراوح من بين عامين إلى 20.

وبحسب التقرير فإن معظم العرب الذين يتزوجون من البوسنيات هم من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت ومصر وليبيا.

وحصلت المرأة من سراييفو على مهرها ومؤخرها عندما تزوجت من الرجل العربي ولذلك فهي ليست قلقة من أن يتوقف عن القدوم إليها لأنه أثبت أنه رجلٌ شريف وتعرفه جيداً، بجانب ذلك، تشير إلى أنه يعطيها قدراً من المال كل شهر لإعالتها وأسرتها وتغطية التكاليف الأخرى كذلك، بحسب ما ذكر موقع صحيفة هافنغتون بوست.

كما أنهم في الغالب يبحثون عن النساء المطلقات مع أطفال حتى يتمكنوا من تأمين مستقبل أفضل لهن. ولا يرغبون في إنجاب أطفال من هؤلاء النسوة على الرغم من أنه حدث في بعض الحالات.