استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وعد بلفور الذي لم يتحقق ...!

الثلاثاء 4 نوفمبر 2014 05:11 ص

قبل يومين، أي الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر)، يكون قد مرّ ٩٧ عاماً على وعد (إعلان) بلفور المشؤوم، الذي قدم على شكل رسالة من الوزير البريطاني آرثر جيمس بلفور إلى ولتر دي روتشيلد، يذكر فيه أن «حكومة صاحبة الجلالة، تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي لليهود، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية...». من هو بلفور؟ ولماذا قدم له هذا الوعد؟ وهل تحقق هذا الوعد؟

تبدأ القصة من عام ١٩٠٣، حيث اجتمع الصهاينة في مؤتمرهم السادس في بازل في سويسرا، والذي سمي بمؤتمر أوغندة. وسبب التسمية هو أن الحكومة البريطانية- التي كان يترأس وزارتها بلفور نفسه ذلك الوقت- قدمت عرضاً للصهاينة، بمنحهم أرضاً في أوغندة لبناء مستوطناتهم عليها. تم التعامل مع العرض بجدية، وصوّت بالموافقة عليه غالبية الممثلين، لكن بسبب الانقسامات الحادة تم رفض العرض في آخر الأمر.

في آب (أغسطس) من عام ١٩١٤، بدأت الحرب العالمية الأولى. حاربت ألمانيا على جبهتين، الجبهة الفرنسية والجبهة الروسية. على الجبهة الفرنسية استطاعت التقدم بعض الشيء، لكنها فشلت عن تحقيق نصر سريع في الاستيلاء على فرنسا.

في عام ١٩١٦، خاض البريطانيون إلى جانب فرنسا إحدى أكبر المعارك ضد الألمان «معركة سوم» التي راح ضحيتها قرابة مليون. انتهت المعركة من دون أن يستطيع البريطانيون إخراج الألمان من فرنسا.

كانت هذه المعركة نقطة فاصلة في تحديد الخيارات المتاحة أمام البريطانيين، فقد بدأوا يفكرون جدياً في التفاوض مع ألمانيا على الدخول في اتفاق سلمي، إلا أن مفاوضات أخرى سرية كانت جارية على قدم وساق منذ عام ١٩٠٣، بين بلفور وزعيم الحركة الصهيونية في بريطانيا حاييم وايزمان، قد طرحت خياراًً جديداً للبريطانيين.

تمثّل العرض بتعهد الصهاينة بأن يساعدوا في جلب الولايات المتحدة الأميركية للحرب إلى جانب البريطانيين، وفي مقابل ذلك تتعهد بريطانيا بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. لا يعرف تماماً موعد أخذ هذا الاتفاق، لكن أحد الباحثين يرجح بأنه كان في تشرين الأول (أكتوبر) من عام ١٩١٦. بعد هذا الشهر حدثت تغييرات في الحكومتين الألمانية والبريطانية، ففي نوفمبر تم تعيين زيمرمان- المقرب جداً من الصهاينة في برلين- وزيراً للخارجية في ألمانيا، وفي الشهر نفسه فاز وودرو ويلسون بدورة ثانية رئيساً لأميركا. وفي كانون الأول (ديسمبر) استقال رئيس وزراء البريطاني، وتم تعيين لويد جورج رئيساً للوزراء، وبلفور وزيراً للخارجية، وتم إعلان الحكومة «ديكتاتورية حرب».

كانت بريطانيا تقترب من أزمة مالية، وعرض السفير الأميركي خطة للسلام، لكنها رفضت وأعلنت الاستمرار في الحرب، فكان الرد الألماني باستخدام غواصاته البحرية بشكل مفتوح في الحرب، وهذا القرار هو الذي جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب. فقبل ذلك بعام، أي في عام ١٩١٥ أغرقت الغواصات الألمانية مركبة بحرية بريطانية تسببت بقتل قرابة مئة أميركي، وهي الحادثة التي أدت إلى توتر العلاقات بين أميركا وألمانيا، لكن تمكن السفير الألماني من تهدئة الأوضاع.

بعدها بشهور تم إغراق مركبة أخرى تسببت بمقتل أميركيين، وهو ما أدى إلى ارتفاع احتمالية الحرب مرة أخرى، لولا أن الألمانيين اعتذروا وتعهدوا بألا يقوموا بإغراق السفن البريطانية من دون إنذار مسبق. حادثة ثالثة ضد مركبة فرنسية، قتلت مجموعة أميركيين، وهذه المرة اضطر الألمان إلى تقييد حركة غواصاتهم بشكل يشلّ من فعاليتها كسلاح استراتيجي في الحرب.

إذنْ، كان قرار استخدام الغواصات مجدداً من دون الالتزام بالقيود المتفق فيها مع الأميركيين مبرراً كافياً لدخول الأميركيين للحرب. قام وزير الخارجية الألماني الجديد زيمرمان، ومن دون إذن من رئيس الحكومة أو القيصر، بإرسال برقيتين: واحدة للسفير الألماني في واشنطن يخبره بقرار استخدام الغواصات، والثانية للسفارة الألمانية في المكسيك، إذ فيها عرض للمكسيك بأن تنضم لألمانيا، إذا ما دخلت أميركا الحرب ضدها. تمكن البريطانيون من تفكيك شفرة هذه البرقية الأخيرة، ونشرها في العلن، وهو ما أثار حفيظة الأميركيين.

في ٣ شباط (فبراير) من عام ١٩١٧، تم طرد السفير الألماني من أميركا، وفي ٧ فبراير قابل مارك سايكس (هو نفسه المرتبط اسمه بحدود سايكس-بيكو) الصهاينة في بريطانيا، وفي نيسان (أبريل) أعلنت أميركا الحرب ضد ألمانيا، وبعدها بأيام تمت إقالة وزير الخارجية زيمرمان. وبدخول أميركا للحرب حسمت نتيجتها، وانتهت الحرب في يوم ١١ نوفمبر من عام ١٩١٧، وقبل نهاية الحرب بتسعة أيام أُعلن وعد بلفور.

هذه ليست نظرية مؤامرة، بل هي صفقة بين حركة ذات نفوذ في أكثر من بلد أوروبي وحكومة استعمارية كبيرة تريد الانتصار في الحرب. هذه الصفقة، وإن كانت قد أسهمت في إنهاء الحرب العالمية الأولى، إلا أن تبعاتها كانت متنوعة: وصول الحركات المعادية للسامية إلى الحكم في ألمانيا فيما بعد، واشتعال الحرب العالمية الثانية، وتأسيس دولة إسرائيل.

يبقى الآن أن نجيب عن السؤال الأخير: هل تحقق الوعد؟ الجواب هو لا. والسبب بسيط: أن الفلسطينيين والعرب ما زالوا يقاومون، وما زال هناك مخيمات للاجئين يذكِّرون يومياً أن فلسطين أرضهم، وأن الكيان الصهويني إلى زوال، وأن ما يؤخِّر رحيله هو الخذلان المنقطع النظير من الحكومات العربية في مناصرة هذه القضية العادلة.

 

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

وعد بلفور روتشيلد زيمرمان الحرب العالمية الأولى لويد جورج وودرو ويلسون

الاحتلال الإسرائيلي يضطر عائلة فلسطينية للعيش في "كهف" بعد هدم منزلها

تحليل إسرائيلي: التجربة الفاشلة بين الضم والظلم

أعراض القدس: نتنياهو وساسة إسرائيليون آخرون يستعملون القدس لأهدافهم الخاصة

الاسرائيليون يتوسعون بهدوء في حي فلسطيني بالقدس الشرقية

(إسرائيل).. "القوي" عندما يرقب نهايته!

نقاضي «من لا يملك»، فلنحاكم «مـن لا يستحق»

99 عاما مرت على وعد «بلفور»