خطوة السعودية المفاجئة تشجع التحول لعقود النفط الأمريكية الآجلة

الأربعاء 5 نوفمبر 2014 11:11 ص

أثارت خطوة المملكة العربية السعودية بخفض أسعار النفط المتجه إلى الولايات المتحدة دون غيرها من مخاوف إغراق السوق بالنفط الخام. من يراقب الوضع عن كثب يدرك أن هناك وفرة بالفعل.

وسجلت العقود الآجلة للنفط الخام في شهر ديسمبر انخفاضا دون مستوى الذي ستكون عليه في يناير/كانون الثاني في بورصة نيويورك التجارية وفقًا لما أعلن عنه مؤشر أسعار الولايات المتحدة. هذا الأمر لا يعني سوى شيء واحد؛ وهو أن هناك كميات نفط كبيرة للغاية يتم تداولها حول السوق في ظل وجود معروضات وفيرة ترهق كاهل الأسعار على المدى القريب.

هذه الحالة التي طرأت على السوق ظهرت واضحة الإثنين الماضي عندما أقدمت السعودية على خطوة لم تكن في الحسبان بخفض أسعار النفط ما دفع التجار إلى الاعتقاد بأن أسطول ناقلات النفط الخام الشرق أوسطي الرخيص تأخذ طريقها إلى الموانيء الأمريكية، الفجوة بين العقود الآجلة تشجع التجّار على تخزين النفط الخام انتظارا لعودة ارتفاع الأسعار، الرهان على فرق السعر بين العقود الآجلة بمثابة تجارة رائجة أيضًا بين المستثمرين.

وتمت المتاجرة على العقود الآجلة في ديسمبر/كانون الأول في الولايات المتحدة مؤخرا لتحقق 76,48 دولارا للبرميل، بينما تكلفة عقود يناير/كانون الثاني الآجلة ارتفعت قليلا محققة 76,53 دولارا للبرميل في بورصة نيويورك التجارية، وقبل شهر واحد تمت المتاجرة على العقود الآجلة بزيادة دولار واحد فقط للبرميل أزيد من عقد الشهر الثاني.

انخفاض العقود الآجلة

وفي سوق العقود الآجلة لمزيج «برنت» – المؤشر العالمي للنفط – تمت المتاجرة المسبقة على العقود الآجلة الرئيسية – شهر ديسمبر/كانون الأول – بمستوى أقل من عقود الشهر الثاني – يناير/كانون الثاني – وذلك منذ مطلع يوليو/تموز الماضي، هذا التحول دفع شركات النفط العملاقة والتجار إلى تخزين ملايين البراميل من النفط في صهاريج.

وخفضت المملكة العربية السعودية أسعار نفطها المتجه للولايات المتحدة بينما لم تقم بنفس الخطوة لدول أخرى؛ والذي «ربما يمثل ضخ مزيد من النفط الخام السعودي إلى الولايات المتحدة أكثر من القارة الأسيوية» بحسب ما ذكره «مايكل كوهين»؛ المحلل الاقتصادي في «باركليز»، وفي السياق ذاته؛ فإن الإنتاج الأمريكي ما زال يتدفق في الوقت الذي تساعد فيه التكنولوجيا الحديثة المنتجين على الوصول للمخزونات الموجودة في حقول «الصخر الزيتي».

وتساءل «كوهين»: «إلى أين ستذهب كل هذه البراميل؟» مجيبا على نفسه: «لقد تم تخزينها»، مشيرا إلى كثرة الحديث مؤخرا عن التخزين في أوساط النفط.

التحول الأخير في الهيكلة «أطلق طوفان الشراء» من التجار المعتمدين على نظام التداول المحوسب (الخوارزمي)؛ والذي تمت برمجته للتعامل مع أي اهتزاز في الهيكل باعتباره مؤشر هبوط بحسب «أنتوني ليرنر» – نائب رئيس السلع الصناعية في «مؤسسة أوبراين» للوساطة المالية.

السعر العالي للنفط الجاهز للتسليم قد يدفع المستثمرين لسحب أموالهم من صناديق التداول في البورصة لتعقب أسعار النفط الأمريكي؛ مثل صندوق نفط الولايات المتحدة للنفط المسال (للتداول في البورصة) والذي يعد مربحا للمستثمرين عندما  تكون العقود التي تحمل تاريخا لاحقا أرخص؛ لأن مديري مؤشر الصناديق يبيعون العقود الآجلة قبل الانتهاء كل شهر ويشترون عقودا لأشهر لاحقة للحفاظ على التعرض المستمر، وعندما تكون العقود المؤجلة أعلى سعرا فإن المستثمرين يخسرون المال مع انتهاء العقود.

ويرى «ليرنر» الذي توقع أن يستمر تراجع الأسعار أن التحول في هيكل العقد الأمريكي هو «المسمار الأخير في نعش السوق» معللا بالقول: «هذا يعني أن هناك وفرة في المعروض»

 

المصدر | نيكول فريدمان - وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

السعودية أسعار النفط النفط الصخري الولايات المتحدة

هبوط «برنت» في أدنى مستوى له منذ 4 سنوات وتوقعات بخفض «أوبك» إنتاجها

برنت يهبط عن 84 دولارا بعد خفض السعودية أسعار إمداداتها

«وول ستريت جورنال»: مسؤولو السعودية منقسمون بشدة حول انخفاض أسعار النفط

«معهد واشنطن»: السعودية فقدت سيطرتها علي سوق النفط

"طغاة النفط" في مأزق أقوى مما توقعناه!

«الوليد بن طلال» يستنكر تصريحات وزير البترول "الكارثية" ويحذر من انخفاض اسعار النفط

مخزون الخام الأمريكي يرتفع 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي بخلاف المتوقع