عشية زيارة أوباما لآسيا .. تحالفات أمريكا القديمة تواجه ضغوط النفوذ الصيني

الأحد 9 نوفمبر 2014 10:11 ص

من ديفيد برونستروم وراندي فابي - (واشنطن/جاكرتا) - في نوفمبر تشرين الثاني عام 2011 عندما كانت انتفاضات الربيع العربي في أوجها وكانت أوروبا ترزح تحت أزمة الديون سافر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى آسيا للترويج لتحول في السياسة الامريكية للتركيز على المنطقة من الناحية العسكرية والدبلوماسية والتجارية.

وفي العام نفسه قالت وزيرة خارجيته حينئذ هيلاري كلينتون إن القرن الحادي والعشرين سيكون "قرن المحيط الهادي بالنسبة لأمريكا".

واليوم بينما يستعد أوباما للسفر إلى آسيا اليوم الأحد أصبح "التوجه" الأمريكي الجديد في المنطقة ظاهرا للعيان. ومن هذه المظاهر نشر قوات مشاة البحرية الأمريكية في دارون باستراليا وزيادة زيارات سفن البحرية الأمريكية للفلبين وزيادة التدريبات المشتركة مع قواتها المسلحة بالاضافة إلى رفع حظر على بيع الأسلحة الفتاكة لفيتنام.

لكن في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لتوسيع نطاق مصالحها في اسيا لتكون بمثابة ثقل مقابل للنفوذ الصيني المتنامي أبدى بعض شركاء الولايات المتحدة استعدادا أقل لتحدي بكين.

وربما يتيح ذلك للصين حرية أكبر في تأكيد نفوذها في بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد الطبيعية حيث تتداخل مطالبها في أحقيتها في مناطق بحرية مع مطالب تايوان وأربع دول أخرى في جنوب شرق اسيا.

كذلك فإن الهزيمة التي تلقاها الديمقراطيون في الانتخابات النصفية للكونجرس الأسبوع الماضي وعزاها كثيرون إلى أسلوب أوباما نفسه في القيادة لن تفيد في تقوية موقفه في المباحثات مع الصين أو الحلفاء في المنطقة.

وستقل مساحة المناورة المتاحة لاوباما في السياسة الخارجية الان بعد أن سيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ كما أن تركيز الدوائر السياسية في واشنطن بدأ يتحول إلى الانتخابات الرئاسية عام 2016.

ورغم أن عدة دول على رأسها الفلبين وفيتنام تسعى لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة كدفاع في مواجهة ما ترى أنه عدوان من الصين فيما يتعلق بالمطالب الاقليمية في بحر الصين الجنوبي فإن تحالفات أخرى قديمة فترت بعض الشيء.

ومن الأسباب الرئيسية النفوذ الاقتصادي المتزايد الذي تتمتع به بكين. فقد ارتفع حجم تجارة جنوب شرق آسيا مع الصين إلى أربعة أمثاله خلال السنوات العشر الأخيرة ليصل إلى 350 مليار دولار العام الماضي ومن المتوقع أن يبلغ تريليون دولار عام 2020.

 

إصلاحات داخلية

وقد أشارت اندونيسيا الحليف القوي لواشنطن في المنطقة إلى تحول في السياسة الخارجية بعيدا عن الانخراط في القضايا الدولية في أعقاب انتخابات الرئاسة هذا العام التي فاز فيها الرئيس جوكو ويدودو الذي قال في حملته الانتخابية إن تركيزه سينصب على القضايا الداخلية.

وقال ريزال سوكما مستشار السياسة الخارجية لويدودو لرويترز إن البلاد ستشهد تحولا في الاولويات ابتعادا عن الدبلوماسية البارزة وإن كانت اندونيسيا ستواصل أداء دور في بحر الصين الجنوبي ودعم حرية الملاحة والتجارة فيه.

وفيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي قال جريج فيلي خبير شؤون اندونيسيا في الجامعة الوطنية الاسترالية إن من المستبعد أن يتخذ ويدودو أي خطوة ما لم تحدث أزمة.

وفي تايلاند أدى انقلاب عسكري في مايو آيار إلى اهتزاز العلاقة مع الولايات المتحدة. ومنذ الانقلاب خفضت واشنطن مستوى اتصالاتها الدبلوماسية وقلصت التدريبات العسكرية المشتركة.

كما أن ماليزيا التي سترأس في الدورة التالية رابطة دول جنوب شرق آسيا التي تضم عشرة أعضاء شهدت موجة من التجارة والاستثمارات الصينية وتعمل مع بكين على تطوير اتفاق للتجارة الحرة بين الرابطة والصين.

وقال جوزيف ليو الخبير في شؤون جنوب شرق اسيا بمؤسسة بروكينجز في واشنطن "أعتقد أن كل العوامل تدعو للقلق" بشأن ما إذا كانت الرابطة ستقف في وجه الصين.

وسيحضر أوباما خلال رحلته اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي لاسيا والمحيط الهادي يومي العاشر والحادي عشر من نوفمبر تشرين الثاني في بكين وقمة شرق آسيا في ميانمار في 13 نوفمبر تشرين الثاني.

وربما كان أهم الأحداث في رحلته محادثاته التي يجريها مع الرئيس الصيني شي جين بينغ يومي 11 و12 نوفمبر تشرين الثاني.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن أوباما يعتزم التطرق إلى تصرفات الصين العدائية فيما يتعلق بمطالبها الاقليمية في آسيا في مباحثاته مع الرئيس الصيني.

وقال مسؤول كبير بالادارة الامريكية لرويترز "سنضطر للحديث المباشر بكل صراحة عن بعض دواعي قلقنا ومجالات الخلاف في وجهات النظر."

 

تقدم أمريكي

وكان لواشنطن نجاحات أحرزتها في المنطقة في الآونة الأخيرة.

ففي ابريل نيسان وقعت الولايات المتحدة والفلبين اتفاقا أمنيا جديدا مدته عشر سنوات يسمح بزيادة الوجود العسكري الأمريكي.

وفي يوليو تموز عدلت اليابان تفسيرها لدستورها الذي تبنته بعد الحرب العالمية الثانية للسماح للقوات اليابانية بمساعدة الدول الصديقة إذا ما تعرضت للعدوان.

كما أن واشنطن وافقت على تعزيز علاقاتها الدفاعية مع استراليا واتفقت مع الهند على التفاوض على مد اتفاق للتعاون العسكري الثنائي لمدة عشر سنوات.

وربما كان أبرز التطورات بعد ما يقرب من 40 عاما على نهاية حرب فيتنام أن الولايات المتحدة رفعت جزئيا في الشهر الماضي حظرا قديما على مبيعات الأسلحة الفتاكة لفيتنام لمساعدة هانوي على تحسين أمنها البحري.

وجاء ذلك في أعقاب توترات بين الصين وفيتنام تفجرت في مايو ايار بعد أن دفعت شركة النفط الوطنية الصينية سينوك بحفار للعمل قبالة ساحل فيتنام فيما تعتبره هانوي منطقتها الاقتصادية الخاصة ما أدى إلى أسوأ تدهور في العلاقات بين البلدين منذ حرب حدودية عام 1979.

وقال الجيش الفلبيني إن التدريبات والمناورات الامريكية الفلبينية المشتركة ازدادت لأكثر من أربعة أمثالها في العامين الأخيرين. واستقبل ميناء سوبيك باي 100 سفينة حربية أمريكية في الشهور العشرة الأولى من 2014 ارتفاعا من 54 سفينة عام 2011.

وتقول وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إن لديها الان 1150 من مشاة البحرية في داروين بشمال استراليا ارتفاعا من 200 في ابريل نيسان 2012. وتنوي الوزارة زيادة العدد إلى 2500 خلال عامين بعد الاتفاق مع الحكومة الاسترالية.

ومن العناصر الاساسية في سياسة أوباما اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي الذي يشمل 12 دولة ولم يستكمل حتى الان. وقال أوباما إنه يريد تحقيق تقدم في هذا المجال نتيجة لرحلته لكن المسؤولين الأمريكيين لا يتوقعون اتفاقا لوجود قضايا رئيسية عالقة. والصين ليست من الدول التي تتفاوض على اتفاق الشراكة لكنها مستعدة للانضمام اليه مستقبلا.

وقال راسل ترود أستاذ الدراسات الامريكية بجامعة سيدني "في ضوء صعود الصين ما من دولة في المنطقة ...غير مؤيدة في الاساس للابقاء على دور أمريكا الاستراتيجي في المنطقة."

وأضاف "ومع ذلك عندما تطلب منهم الوقوف وإعلان مواقفهم صراحة فإن قلة منهم فقط على استعداد لفعل ذلك بالدرجة التي تجعل واشنطن مطمئنة دون أي شك".

 

  كلمات مفتاحية

آبيك أوباما الصين آسيا أستراليا المحيط الهادي فيتنام

الصين تكشف عن طائرة شبح مقاتلة جديدة خلال معرض عسكري

استراتيجية البحرية الأمريكية الجديدة للمهام الطويلة تبدأ من آسيا

إنقاذ الاقتصاد الياباني!

الولايات المتحدة ومواجهة الصعود الصيني الروسي

عن العلاقات الروسية ــ الصينية: تاريخ ثقيل ... وإمكانات هائلة