أمريكا تسعي لاتفاق مع إيران يتجاهل أمن «إسرائيل» والخليج

الخميس 13 نوفمبر 2014 11:11 ص

قالت دراسة لـ«معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي»، أن أمريكا تسعي لاتفاق مع إيران يتجاهل أمن إسرائيل والخليج، وأن الحوار الأمريكي الإيراني الحالي، «سيزيد عدم الثقة بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات اللتان تنظران بكثير من الريبة إلى هذا التقارب»

وقال «شمعون شتاين»، السفير الإسرائيلي السابق والباحث في المعهد الإسرائيلي، الذي أعد الدراسة 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن: «الولايات المتحدة حاولت في الأشهر الأخيرة التودد إلى إيران، وهي ما تزال تفعل ذلك، واستغل وزير الخارجية الأميركي جون كيري المفاوضات النووية التي تجري بين مسئولين كبار وممثلين عن النظام الإيراني، لإرسال دعوة إلى إيران للمشاركة في الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه فرنسا في باريس في سبتمبر الماضي، وكان هدفه التنسيق بين مواقف الدول المختلفة بشأن موضوع محاربة داعش، لكن تهديدات السعودية بمقاطعة الاجتماع أجبرت كيري على إلغاء الدعوة التي أرسلها إلى الإيرانيين».

وأضاف: «إن قيام مثل هذا الحوار سيزيد عدم الثقة بين الولايات المتحدة والسعودية واتحاد الإمارات التي ستنظر بكثير من الريبة إلى التقارب الأميركي- الإيراني، ولن تكون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي ستستغل الوضع الجديد الناشئ، فهناك أيضاَ دول الاتحاد الأوروبي التي تدرك أهمية إيران سياسياً واقتصادياً وستحاول قدر الممكن تطبيع علاقاتها معها».

ويقول المعهد الإسرائيلي أن: «من الأسباب التي زادت عدم الثقة الإسرائيلية والخليجية في امريكا، أن أوباما بعث رسالته إلى خامنئي من دون علم دول المنطقة، والإدارة الأمريكية لم تعلم إسرائيل بالاتصالات السرية مع إيران بوساطة عُمانية خلال الأشهر التي سبقت الاتفاق المؤقت في 2013».

ففي الأسبوع الماضي نشرت مجلة «وول ستريت جورنال» خبراً يقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث رسالة سرية إلى الزعيم الإيراني «آية الله علي خامنئي»، ربط فيها التعاون مع طهران في محاربة داعش، بالتوصل إلى اتفاق شامل بشأن المسألة النووية.

وسارع وزير الخارجية «أفيغدور ليبرمان» إلى الإعراب عن تحفظ إسرائيل علي خطط الولايات المتحدة، التي استناداً إلى المجلة، لم تكن إسرائيل على علم بها ولا حلفاء آخرون للولايات المتحدة في الخليج.

وأعلن ليبرمان في مؤتمر صحافي عقده مع المسئول عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي «إننا نعارض التوجه الرامي إلى إيجاد صلة مباشرة بين برنامج إيران النووي ومحاربة داعش(...)، إيران ليست شريكاً في أي ائتلاف معتدل ضد داعش، ولا في أي نوع من الحوار في الشرق الأوسط».

وقبل الانتهاء من معالجة الأزمة الأخيرة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن قضية البناء في القدس، برزت خلافات جديدة في الآراء تتعلق هذه المرة بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» وبرنامج إيران النووي.

ويقول «شمعون شتاين»، أن مسألة إشراك إيران في الحرب على داعش مطروحة منذ وقت على جدول الأعمال في الولايات المتحدة ضمن نطاق سعي واشنطن إلى تشكيل أوسع ائتلاف دولي ممكن من الدول القريبة في المنطقة، والتي تعتبر داعش خطراً مباشراً عليها.

وبما أن إيران دولة أساسية في الشرق الأوسط وتعتبر داعش خطراً مباشراً على حليفتها سورية وعلى العراق القريب منها جغرافياً، فإنها تشكل بالتالي شريكاً ملائماً للائتلاف الأميركي.

وقبل الرسالة التي أرسلها أوباما، كان الرئيس الإيراني حسن روحاني اشترط لأجل موافقة بلاده على المشاركة في محاربة داعش حلّ الأزمة النووية، وذلك في الخطاب الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاء ذلك في إطار اتهامه الولايات المتحدة بأنها السبب وراء الأزمات بين دول المنطقة. ومن هذا المنظور، فإن رسالة أوباما إلى خامنئي تعزز الخط الإيراني.

وعلى الرغم من المصلحة المشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل في القضاء على داعش، فثمة من يتخوف في تل أبيب والخليج من أن تقوم الولايات المتحدة بتقديم المزيد من التنازلات في المفاوضات النووية من أجل الإعداد لانضمام إيران إلى الائتلاف الدولي.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة وشركاءها في المفاوضات مع إيران لم يقبلوا الموقف الإسرائيلي الداعي إلى ضرورة تجريد إيران بصورة كاملة من قدراتها النووية، إذ تميل الولايات المتحدة نحو السماح لإيران بالاستمرار في الاحتفاظ ببرنامج تخصيب اليورانيوم، مما سيسمح لها بأن تنتج مستقبلاً وعندما تقرر، مواد مخصبة قادرة على صنع قنبلة نووية. تطالب إسرائيل بأن يكون الزمن الذي تحتاج إليه إيران لإنتاج قنبلة في حال قررت القيام بذلك، طويلاً أكبر قدر ممكن.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل متفقتان بشأن منع إيران من الحصول على سلاح نووي، فإن إسرائيل ترى أن إيران نووية أو على عتبة دولة نووية، تشكل خطراً وجودياً عليها ، ولا تشارك الولايات المتحدة إسرائيل في هذه النظرة، وهي تستطيع «التعايش مع هذا الخطر» وكبحه قدر الممكن.

ويختم التقرير بتأكيد أنه: «يمكننا افتراض أنه منذ اللحظة التي ستحلّ فيها الأزمة النووية أو سيجري تعطيلها، فإن الخلافات في الرأي بين إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاؤها بالخليج ستزداد حدة، فالإدارة الأميركية تتطلع إلى الدخول في حوار مع إيران بشأن مسائل إقليمية أخرى للدولتين مصالح مشتركة فيها، واسرائيل والخليج يرفضان ذلك».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإيرانية الأمريكية إيران أمريكا أوباما

أمريكا: إيران توقفت عن نشاط نووي مثير للخلاف

الصفقة الكبرى بين أمريكا وإيران

لماذا يراهن أوباما على إيران؟

«شمخاني» .. الرهان الجديد للغرب وأمريكا في إيران

«أصدقاء الشيطان»: العلاقات الأمريكية الإيرانية أبعد من مجرد اتفاقٍ نووي

المجد والفضيحة

ما الذي تكشفه رسالة أوباما لخامنئي حول سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران؟