ما الذي تكشفه رسالة أوباما لخامنئي حول سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران؟

الخميس 13 نوفمبر 2014 11:11 ص

كتب« مايكل سينغ» المدير الإداري في معهد «واشنطن» للدراسات المعروف بتوجهاته اليمينية في الولايات المتحدة مقالة تحليلية عما تكشفه رسالة «أوباما» إلى «خامنئي» حول سياسة أمريكا تجاه إيران، انتقد فيها خطوة أوباما، جاءت مقالة «سينغ» بعد فترة ليست بعيدة من نشر صحيفة «وول ستريت جورنال» خبراً مفاده أنّ إدارة الرئيس «أوباما» تنظر إلى علاقتها مع إيران باعتبارها علاقة وفاق، حيث قال «سينغ» معقباً يبدو أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بعث برسالة إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية «آية الله على خامنئي» بشأن المفاوضات النووية والحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

واقع كتابة هذه الرسالة ليس ذو أهمية بحدّ ذاته.، فلم يخطئ الرئيس «أوباما» في ما ذُكر من وجهة نظره بأن «خامنئي» هو الشخص الذي «سيتخذ القرارات النهائية حول برنامج إيران النووي» وحول السياسات الإقليمية، وليس رئيس البلاد «حسن روحاني» الذي يتمتع بشخصية أكثر جاذبية ومقاربة أكثر عملية. إنّ التعاطي هو أداة بالفعل، ومثلها مثل معظم الأدوات، يجب استخدامها مع مجموعة أخرى من الأدوات عندما يكون ذلك مناسباً من أجل دعم استراتيجيةٍ ما وتحقيق هدفٍ معقول، عوضاً عن استبعادها بكل بساطة. 

لكن ما يثير القلق في رسالة الرئيس أوباما هو ما يقترحه حول استراتيجياته وأهدافه الخاصة بإيران، فقد أفادت التقارير أنّ رسالة الرئيس الأمريكي تضمّنت هدفَين: الأول أنّ «أي تعاون في ما يخصّ تنظيم الدولة الإسلامية يعتمد بشكلٍ كبير على توصّل إيران إلى اتفاق نووي شامل». والثاني «تهدئة مخاوف إيران حول مستقبل حليفها الوثيق الرئيس السوري بشار الأسد»، ويبدو أنّ هاتين الفكرتين صُممتا لتبينا أن الولايات المتحدة لا تشكل أي خطر على المصالح الإيرانية في العراق وسوريا وأنّ واشنطن مستعدة للتعاون مع إيران في كلا البلدين مقابل توقيع طهران على اتفاق نووي بحلول 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

وحسب «مايكل سينغ» فإن الرسالة تشير إلى «أنّ الولايات المتحدة تعتبر إيران شريكاً محتملاً في سوريا والعراق بينما، في الواقع، تشكل طهران جزءاً من المشكلة: فقد أدى دعم إيران للرئيس الأسد إلى تمديد الحرب الأهلية في سوريا كما ساهم دعمها للميليشيات الطائفية في العراق إلى تهميش السنّة في ذلك البلد وخارجه».

وبالإضافة إلى ذلك حذر «سينغ» من أن هذا النهج سيؤدي إلى استبعاد حلفاء الولايات المتحدة العرب والمعارضة السورية، التي ضعف دعمها للحملة الأمريكية ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بسبب قلقها من دعم واشنطن ضمنياً لإيران والرئيس الأسد، الذي تعتبره الخطر الأول عليها. وبالتالي، من الصعب موافقة أوباما حول رؤيته لعراقٍ جامع أو حول دعواته الصريحة إلى تنحّي الأسد عن السلطة.

إنّ المعنى الضمني بأنّ واشنطن مستعدة للتكيف مع السياسات الإيرانية يخفف أيضاً من الضغوط على طهران من أجل القيام بالتغييرات الاستراتيجية الأساسية لوضع حدّ دائم لطموحاتها النووية، إذا ما اعتمدنا على السوابق التاريخية للدول التي تخلّت عن برامج أسلحتها النووية.

وختم «سينغ» مقالته منبهاً لخطورة التسرع في التقارب الأمريكي مع إيران قائلاً أن  تلطيف العلاقات بين الولايات المتحدة وايران قد يؤدي إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، إلا أن ذلك لن يتم إلا إذا نتج هذا التطور الإيجابي عن تعديل إيران لطموحاتها وسياساتها الإقليمية. يجب عدم تبني صفقة مع إيران تضع جانباً المبادئ الأمريكية وتتبنى على حسابها مصالح الحصول على مساعدة طهران في محاربة «الدولة الإسلامية»، إذ لن تعالج مثل هذه الصفقة الدور الذي تلعبه إيران في توليد عدم الاستقرار في المنطقة. ولا تحتاج الإدارة الأمريكية إلى بعث رسالة رئاسية أخرى بل، وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج إلى استرايجية بشأن الشرق الأوسط تعالج بالفعل مجموعة كاملة من التهديدات التي تواجه المصالح الأمريكية وتحشد دعم الحلفاء.

المصدر | مدونة ثنك تانك، موقع وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

إيران أوباما البرنامج النووي داعش خامنئي

أمريكا تسعي لاتفاق مع إيران يتجاهل أمن «إسرائيل» والخليج

رسالة سرية من «أوباما» لـ«خامنئي» حول قتال «الدولة الإسلامية»

«خامنئي»: لا ثقة عندي في إخلاص التحالف ضد «الدولة الاسلامية» ونريد حلا إقليميا

تقارب إيراني إسرائيلي؟

«خامنئي»: «التشيع» البريطاني و«التسنن» الأميركي كلاهما ضد الإسلام

«أوباما» يكشف التوصل لانفراجة مع الهند بشأن ملف التعاون النووي

إيران تنفي إرسال «خامنئي» رسالة سرية إلى «أوباما»