إمام الحرم المكي: «لا مساومة على أمن المملكة تحت أي ظرف»

السبت 15 نوفمبر 2014 09:11 ص

أكد إمام وخطيب الحرم المكي، الشيخ «صالح آل طالب»، أن «منهج المملكة العربية السعودية في مراحلها الثلاث ليس إقصائياً، ولم ينتهك حق أي طائفة أو ينبذ صاحب معتقد».

وقال «آل طالب» في خطبة الجمعة أمس: «إن الدولة السعودية ومنذ أن قامت لم تنتهك حق طائفة أو صاحب معتقد، ومنذ قامت هذه البلاد وفيها مواطنون يعتقدون مذاهب مخالفة لعقيدة الغالب من سكانها وحفظت لهم هذه البلاد خصوصيتهم ولم تلجئهم أو تهجرهم الأرض، على نحو لم تفعله حكومات علمانية في بلاد المسلمين. ولم تفعله بلاد كان المسلمون السنة فيها أقلية».

مشيرًا أنه حينما «رأى الأعداء هذا التوافق وهم الذين حسبوا هذا التمايز خزان بارود يمكن أن يستغل، خصوصاً وقد جربوه في دول الجوار فنجحوا فراموا بهذا المفصل في شرق البلاد فخابوا».

ولفت إلى أن «كل شخص عليه أن يدرك أن أمن بلاد الحرمين هو أمن لكل مسلم على وجه الأرض، وأن لا مساومة على أمن المملكة تحت أي ظرف ولأي سبب، حيث وصل الوعي بحمد الله لمواطني هذا البلد إلى إدراك المؤامرات التي تستهدف وحدة هذه البلاد وأمنها، وأن الأعداء يستخدمون الإرهاب وإحداث الفوضى لتحقيق مآربهم ويغررون بالسفهاء لتنفيذ مخططاتهم».

وبرأيه، فإنه «لا يدرك الواقع من لا يدرك التاريخ، فمنذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام في ظهور وازدهار، والمسلمون في اجتماع وتآلف، سار على ذلك خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وفعلوا ذلك بالمسلمين شرقاً وغرباً، وبنو بهم حضارة ومجداً، وغاظ ذلك الأعداء الذين عجزوا عن هزيمة المسلمين في ساحة المعارك، فلجأوا إلى هدم بنائه من الداخل، وكم حفل التاريخ بوقائع وحوادث أثارت الفتن وفرقت الأمة أوقفت الفتوحات وثلمت في الإسلام جراح لا زالت آثارها تنزف».

وأكد في خطبة الجمعة أن لهذه البلاد تجربة فريدة في التسامح والعدل ونبذ التعصب والإقصاء، وهو مبدأ نشأ معها لا ينكره إلا من يتنكر لمبادئه، فلم يذكر أبداً أن هذه الدولة وهي في عنفوانها وقوتها أكرهت أحداً على دين أو تعصبت ضد أحد بناء على عقيدته أو طائفته.

وأضاف: «مع قدوم 7 ملايين شخص بين حاج ومعتمر كل عام عدا الوافدين للسياحة والعمل والتجارة، فلا يرى أي قادم فارقاً في العبادة بين ما يجري في المملكة أو غيرها، بل إن من أعظم إنجازات هذه البلاد إنهاء التعصب المذهبي الفقهي، فبعدما كان المسلمون يصلّون خلف أربعة أئمة متفرقين بالمسجد الحرام يتوزعون بينهم عند إقامة الصلاة بحسب مذاهبهم، صاروا يصلون خلف إمام واحد يتحرى بهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من دون الالتفات إلى الانتماء المذهبي.

وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ «عبدالرحمن الحذيفي» عن حرمة قتل النفس، وقال: «إن قتل النفس عداون على الإنسان، وظلم للقاتل والمقتول، وفساد كبير في الأرض، ونشر للرعب والخوف، وخراب للعمران، وندامة تتعاظم في نفس القاتل في الدنيا والآخرة، والقتل يهلك الحرث والنسل». مشيراً إلى أنه «لعظم قتل النفس نهى الإسلام عن مزاح المسلم بالسلاح ورفعه في وجه أخيه المسلم».

يُشار أن منظمة هيومان رايتس ووتش كانت قد دعت السلطات السعودية إلى معاملة السعوديين الشيعة كغيرهم من المواطنين، كما طالبت المنظمة الدولية السلطات السعودية بضرورة إنشاء جمعيات للتحقيق في جميع أشكال التمييز العنصري ضد هذه المجموعة من السعوديين.

وتشير تقارير أصدرتها منظمات دولية وعربية إلى أن أبناء الأقليات الدينية في السعودية يعانون بشكل عام من سياسات حكومية تقيد حرية التعبير والمعتقد، إضافة إلى القيود المفروضة على التظاهر السلمي والانترنت.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في إحدى تقاريرها السنوية إن أبناء الطائفتين الشيعية والإسماعيلية يعانون تمييزا يصل في بعض الأحيان إلى حد الاضطهاد، وقد يتعرض من يفصح عن معتقداته الشيعية بشكل سري أو علني إلى الاحتجاز أو الاعتقال، وخاصة في الحرم المكي والمدينة، حسب قول المنظمة الدولية.
 
وتضيف هيومن رايتس ووتش في تقريرها أن التمييز الرسمي ضد الشيعة يتضمن «الممارسة الدينية، والتربية، والمنظومة العدلية»، فيما يعمد المسؤولون الحكوميون إلى «إقصاء الشيعة من بعض الوظائف العامة والرفض العلني لمذهبهم».

المصدر | الخليج الجديد + الحياة اللندنية

  كلمات مفتاحية

مكة السعودية الحرم الشريف إرهاب الطائفية

حقوق الإنسان السعودية ترصد تمييزا عنصريا ضد الأجانب فى تقديم الخدمات

"الخليج لحقوق الإنسان" يدين مضايقات السلطات السعودية لناشطات "حق القيادة"

الشورى السعودي يحذف مادة حقوق المرأة من الخطة الوطنية

السعودية تشدد الرقابة على حسابات الأجانب بدوافع عنصرية

حضور إمام الحرم المكي يحرم السيدات من ملتقى الإرشاد في جدة

الملك «سلمان» يصل مكة استعدادا لـ«دبلوماسية العشر الأواخر»