زيارة الأمير «متعب» لأمريكا.. هل هي تدشين لعهد المملكة الجديد؟

السبت 22 نوفمبر 2014 12:11 ص

أظهرت زيارة الأمير «متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز» التي بدأت الثلاثاء الماضي سيناريوهات أخري للحكم بالمملكة السعودية عقب وفاة الملك الحالي. فلم تحتف بالزيارة فقط الجهات الأمريكية العليا وتنسق معه الكثير من ملفات القضايا الإقليمية خصوصا تدريب المعارضة في سوريا لإسقاط «الأسد»، ولم تنشر الصحف الأمريكية - خصوصا «واشنطن تايمز» - أنه «الملك المقبل» وتتعامل معه علي هذا الأساس.

وإنما شاركت مواقع وفضائيات ممولة من السعودية في الحفاوة بالملك المقبل بطريقة تبدو مخططة ومدروسة وتعكس صراعا حقيقا داخل الأسرة الحاكمة يعني أن قرارات الملك الأخيرة لحسم الخلافة علي الحكم في المملكة ليست هي القول الفصل، وأن هناك نار تحت الرماد وخلافات داخل الأسرة الحاكمة ورفض لقرارات الملك خصوصا أنه أصدرها بعيدا عن برلمان العائلة.

فمع أن الملك سمي مجلس البيعة الذي يضم 34 أميرا من الأسرة الحاكمة كي يدير المملكة (أشبه ببرلمان للعائلة) ، فهو قد تعجل تعيين ولي و«ولي ولي» للعهد بقرار منفرد، وتردد رفض 7 من الأسرة الحاكمة لهذا الترشيح، بل وأكد الملك في قراره أنه: (لا يجوز تعديله أو تبديله بأي صورة كانت ومن أي كائن كان).

سيناريو الانقلاب

منذ وصول الأمير «متعب بن عبدالله» الثلاثاء الماضي في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، تلبية لدعوة تلقاها من وزير الدفاع الأميركي «تشاك هيغل»، ولقاؤه الأربعاء الرئيس «باراك أوباما»، والحديث لا ينقطع في وسائل الإعلام ومراكز التفكير الأمريكية عن «الملك القادم». 

فبحسب ما ينشر في وسائل الإعلام الأمريكية وبعض الوسائل السعودية القريبة من «متعب» ورئيس الديوان الملكي السعودي «خالد التويجري»، المؤيد له، يبدو وكأن الأمير «متعب» يقوم بوضع اللمسات الأخيرة على السيناريو الذي سيصل به ملكاً على المملكة العربية السعودية، خلفاً لوالده الذي باتت أحواله في الفترة الأخيرة محاطة بسرية تامة بسبب وضعه الصحي الذي يضعه ومن خلفه المملكة، وجهًا لوجه أمام الاستحقاق المتوقع، وهو ولي عهده «سلمان».

وجاءت زيارة «متعب» ولقاؤه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، لتأكيد الاعتقاد الذي يصل إلى حد القناعة بأنه سيكون الملك السعودي الجديد، بسبب طريقة تعامل الإعلام السعودي والغربي معها، والتسريبات التي تخرج من القصر الملكي عبر تغريدات «مجتهد» الذي يتردد أنها تصدر من داخل القصر لصحة أخباره وتنبؤه بزيارة «متعب» لواشنطن قبل وقوعها بشهر كامل.

«مجتهد» أعلن في أول نوفمبر/تشرن الثاني اقتراب موعد زيارةٍ للأمير «متعب» إلى أميركا وذلك في إطار سلسلة من التغريدات يكشف خلالها تحضير الأمير للانقضاض على الحكم بعد وفاة والده وإبعاد أبناء عمومته عن العرش الذي يطمحون اليه، وذلك بمساعدة «التويجري» الذي يسعى جاهداً لإخراج سيناريو سلس يوصل «متعب» إلى العرش. (طالع المزيد)

ولم تمضِ بضعة أيام حتى نشرت صحيفة «واشنطن تايمز« مقالاً 12 نوفمبر الجاري للكاتب «روب سبحاني» بعنوان «الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكاً» مدح فيه الأمير وسلط الضوء بشكل لافت ومثير للشك على ”إنجازات“ «متعب» وسيرته الذاتية في تلميع واضح وفاضح لصورته أمام الرأي العام الأميركي والعالمي.

وأكد «مجتهد» أن كاتب المقال معروف بشخصيته ”الارتزاقية“، وقال أن «التويجري اشتراه عن طريق أكاديمي مصري تابع لـ”العبرية“ كان في نفس الجامعة».

ويتحدث المقال الدعائي، الذي حمل عنوان: «الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكا» عن «متعب بن عبد الله» على أنه الأفضل لخلافة والده مشيرا إلى قدرته على التصدي للإرهاب واتخاذ القرارات الحاسمة السريعة وكذلك خبرته وانغماسه في العمل العسكري لفترة طويلة ما أكسبه مهارات عدة.

ودعا «سبحاني» إلي اتخاذ خطوتين فورا لتقارب واشنطن مع «الأمير متعب»، وهما «أولا: ينبغي دعوة الأمير لجلسة مشتركة للكونجرس وتحديد رؤيته لكيفية عمل شراكة أقوى بين الولايات المتحدة والسعودية لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية التي تواجه الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والعالم المتحضر. ثانيًا: ينبغي للأكاديمية الوطنية للعلوم تنظيم جولة في الجامعات والشركات الناشئة الأمريكية للأمير متعب لتلبية الاحتياجات بشأن الجيل القادم من المبتكرين الأمريكيين».

سر تركيز الإعلام السعودي علي «متعب»

كان من الملفت أيضا مواكبة الإعلام السعودي زيارة «متعب» لأمريكا بطريقة مبالغ فيها، حيث ذخرت الصحف والمواقع السعودية بالمقالات والتحليلات التي تحدثت عن الزيارة وأهميتها والإنجاز الذي حققه متعب عبرها.

فموقع قناة العربية أختار عنوان «متعب بن عبدالله.. أوباما: لقاء الكبار» في حديثه عن اللقاء والزيارة، ونشر مقالاً لا يختلف عن مقال صحيفة «واشنطن تايمز» بشيء من ناحية تلميع صورة الأمير السعودي ووضعه في موقع القائد القادم و«أمل المملكة»، وموقع «إيلاف» سوق الزيارة بعنوان «لقاء قمة يجمع الأمير متعب وأوباما» بما يحمله هذا العنوان من دلالات وغايات ترويجية. 

وقد كان لافتاً تناول معظم التقارير المعدة في الإعلام السعودي حول الزيارة للمقال الذي نشر في «واشنطن تايمز» دون الإشارة لعنوان المقال «الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكاً» بأي شكل من الأشكال، لما قد يحمله ذلك من استفزاز لباقي أفراد العائلة الحاكمة من «آل سعود»، وتوتير للشارع السعودي، الذي بدأ صوت سؤاله عن حال المملكة بعد وفاة الملك «عبد الله» يرتفع وسط تنافس واضح بين العائلة الحاكمة والورثة على العرش.

وذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية أن زيارة الأمير «متعب بن عبد الله» لواشنطن «تعد بمثابة لحظة تاريخية بالنسبة للولايات المتحدة للتواصل مع الحاكم القادم المحتمل للسعودية، البلد ذات الأهمية الإستراتيجية الهائلة للولايات المتحدة».

وقالت: «إن نفوذ الأمير متعب ليس مرتبط فقد بالمناصب التي تقلدها، بل بالإجراءات التي اتخذها خلال السنوات القليلة الماضية والتي ارتكزت على أربعة مبادئ أساسية».

وتابعت: «لقد أظهر الأمير متعب أيضا القدرة على التصرف بسرعة وبشكل حاسم ضد الهجمات التخريبية لمجموعة من التنظيمات مثل تنظيم الدولة الإسلامية».

وأشارت إلى ما قاله عام 2013 في مهرجان الجناردية حيث أكد على أن السعودية بحاجة إلى ”المزيد من العلمنة“، وقلل من دور الإسلام السياسي، لافتة إلى أن تصريحاته فازت بترحيب أغلب الرجال السعوديين والنساء كذلك، والذين لا يردون أن تبقى السعودية رهينة لضيق الأفق.

تنسيق أمريكي سعودي

أكد الأمير «متعب»، خلال زيارته واشنطن أن هناك اتفاقا كاملا بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية حول قضايا منطقة الشرق الأوسط.

وقوله عقب لقائه الرئيس «أوباما» أنه وجد حرصا والتقاء أفكار «على استقرار منطقة الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب أينما وجد»، وأن الرئيس الأمريكي نقل له تأكيدات رسمية على حرصه على إنهاء المفاوضات الأمريكية والإيرانية فيما يخص الملف النووي وحل هذه القضية بشكل كامل.

أيضا وضح هذا التنسيق مع أمريكا بقوله إن المملكة ملتزمة بتعهداتها بتدريب المعارضة السورية فوق أراضيها، وإن عمليات التدريب ستبدأ قريبا، وذلك ضمن مباحثاته مع وزير الدفاع الأميركي في واشنطن، التي ركزت على الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

متعب بن عبدالله الأمير متعب آل سعود خالد التويجري العلاقات السعودية الأمريكية

الأمير «متعب»: المملكة ملتزمة بتدريب المعارضة السورية ”قريبا“

«متعب بن عبدالله»: العمل بين السعودية والولايات المتحدة «يحقق السلم في العالم»

الأمير متعب بحث مع أوباما الأوضاع في المنطقة .. ويلتقي اليوم وزير الدفاع وأعضاء الكونجرس

الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكا

«مجتهد» يكشف سر المقال الترويجي للأمير «متعب بن عبدالله» بـ«الواشنطن تايمز»

«مجتهد»: الأمير «متعب» يزور أمريكا للتنسيق مع حلفائه ضد «محمد بن نايف»

«مجتهد» يكشف تفاصيل شراء «بن زايد» لأمراء سعوديين علي رأسهم «متعب بن عبدالله»