فجر قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بخصوص حظر دخول المسلمين من 7 دول موجة من الانتقادات واسعة النطاق داخل الولايات المتحدة، وخارجها، ونظم عدد كبير من المحتجين تظاهرات في مختلف مطارات الولايات المتحدة رفضا للقرار.
وأصدرت محاكم أمريكية عديدة أحكاما قضائية تقضي بوقف تنفيذ القرار ووقف ترحيل أي أشخاص عالقين في المطارات الأمريكية.
ومن بين المحاكم التي أصدرت قرارات بوقف تنفيذ قرار «ترامب»، محكمة بوسطن الفيدرالية، ومحكمة ولاية فرجينيا الفيدرالية، ومحكمة سياتل الفيدرالية، ومحكمة بروكلين الفيدرالية بولاية نيويورك.
وأصدر مدعون عامون من 16 ولاية أمريكية من بينها كاليفورنيا ونيويورك وبنسلفانيا بيانا مشتركا انتقدوا فيه قرار «ترامب»، وقالوا في بيانهم : «تعهدنا بالعمل لضمان عدم معاناة الكثير من الأشخاص من الموقف الفوضوي الذي تسبب فيه (الأمر التنفيذي)»، بحسب ما نقلت رويترز.
تجنيد إرهابيين
وقال عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوريان «جون ماكين» و«ليندسي غراهام» الأحد إن الأمر الذي أصدره الرئيس الأمريكي بوقف دخول اللاجئين ومواطني سبع دول تقطنها أغلبية مسلمة قد يساعد في تجنيد إرهابيين أكثر من مساعدته في تحسين الأمن الأمريكي.
وقال الاثنان في بيان: «نخشى في نهاية المطاف أن يصبح هذا الأمر إيذاء ذاتيا متعمدا في الحرب ضد الإرهاب».
وأضافا أنه «يجب على الولايات المتحدة عدم منع حاملي البطاقة الخضراء من العودة إلى البلد الذي يصفونه بأنه وطنهم.. هذا الأمر التنفيذي يرسل إشارة سواء مقصودة أم غير ذلك بأن أمريكا لا تريد أن يأتي مسلمون إلى بلدنا. وهذا هو سبب تخوفنا من احتمال أن يساعد هذا الأمر التنفيذي على تجنيد إرهابيين أكثر من تحسين أمننا».
كما أبدى نواب جمهوريون آخرون اعتراضهم على قرار «ترامب» مشيرين إلى أنه قد يرسل إشارة للشرق الأوسط أن الولايات المتحدة ترى جميع المسلمين جهاديون، وأنه يقوض النظام الدستوري في أمريكا»، مطالبين بوقفه.
واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن قرار «ترامب» سيتسبب في تعطيل حياة وأعمال مئات الآلاف من المهاجرين الذين تم تدقيق أوراقهم وينتظرون صدور تأشيرات تخول لهم الحصول على تصاريح إقامة دائمة في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن هذه القرار يجافي العادات والقيم المثلى الأمريكية، ويتنافى مع المنطق، خاصة أنه استثنى الدول التي نفذ عدد من رعاياها هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 ضد الولايات المتحدة.
وأضافت أن الأخطر إزاء هذا الأمر التنفيذي الذي أصدره «ترامب» ضد المسلمين يتمثل في قيام الجماعات المتطرفة باستغلاله لنشر أفكارها، فهو يعطيهم الحجة والدليل على أن الولايات المتحدة تعدّ في حالة حرب مع الإسلام وليس مع الإرهابيين.
وأشارت إلى أن «الإرهابيين ينتظرون هذه الفرصة لأن يروا الولايات المتحدة في حالة خوف ورعب، وأن هذا الحظر يزيد من عزم الإرهابيين لشن هجمات ضد الأمريكيين، كي يثيروا الرئيس الأمريكي الجديد والمتقلب وعديم الخبرة، ويتخذ ردة فعل أقوى».
وأضافت أن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أيضا سيترددون في التعاون مع أمريكا التي يذم رئيسها معتقداتهم.
الأحكام القضائية لن تؤثر
وأشارت الوزارة في بيانها إلى خضوع الأفراد العالقين في المطارات الأمريكية لفحص أمني مشدد، ويتم عمل الإجراءات اللازمة لدخولهم إلى الولايات المتحدة وفقا لقوانين الهجرة وللأوامر القضائية.
وقال «ستيفن ميلر»، أحد كبار مستشاري «ترامب»: «لا يمكن أن تعوق أحكام القضاء الأمر التنفيذي الصادر من الرئيس الأمريكي، وهو ساري المفعول الكامل والشامل».
ووقع «ترامب» الجمعة أمرا تنفيذياً تم بموجبه تعليق السماح للاجئين بدخول الولايات المتحدة لمدة 4 أشهر، وحظر دخول البلاد لمدة 90 يوما على القادمين من سوريا أو العراق أو إيران أو السودان أو ليبيا أو الصومال أو اليمن.
وقال الرئيس الأمريكي إن هذه الخطوة ستساعد في حماية مواطني بلاده من الهجمات الإرهابية، لافتا إلى أن إدارته بحاجة للوقت لتطبيق عمليات فحص أكثر صرامة للاجئين والمهاجرين والزائرين.
وتسبب قرار «ترامب» في حالة ارتباك، وفجر احتجاجات في مطارات الولايات المتحدة الأمريكية التي تكدس فيها اللاجئون والمهاجرون.
